احتفى منتدى جريدة الجمهورية أمس بالذكرى ال 60 لاستشهاد البطل العربي بن مهيدي قائد الولاية الخامسة التاريخية بحضور المجاهد علي الشريف و نخبة هامة من المناضلين الذين أثروا اللقاء بتدخلاتهم وشهاداتهم القيمة حول البطل والتضحيات الجسام التي اتسمت بها مسيرة التحرر ضدّ الكيان الفرنسي الغاشم. الندوة التاريخية التي افتتحها والي الولاية عبد الغني زعلان بحضور الوزيرين السابقين ماهي باحي و خليل ماحي و كذا رئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران، والتي نظمت من قبل جريدة الجمهورية بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد قد أماطت اللثام عن الكثير من الوقائع الثورية والحيثيات التي عاشها البطل بن مهيدي بشجاعة وعزيمة قويتين، حيث أكّد والي الولاية على أهمية تبليغ رسالة الثورة للجيل الجديد الذي لابدّ عليه أن يقترب من التاريخ الجزائري المعطّر بدماء الشهداء، مطالبا الجمعيات التاريخية بضرورة خلق فضاء للنقاش والاحتكاك بين المجاهدين لسرد شهاداتهم الحية أمام الشباب بهدف تدوينها وتوثيقها وكذا الإقتداء بها في حياتهم ومبادئهم، في حين تأسف محمد عباد رئيس جمعية «مشعل الشهيد» لعدم حضور السيدة ظريفة شقيقة البطل بن مهيدي للمنتدى في آخر لحظة بسبب ارتباطها بالاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال 60 لوفاة شقيقها بولاية أم البواقي، كاشفا خلال تدخله أنه يوجد حوالي 5 آلاف شهيد مفقود في معركة الجزائر حسبما كشفه المنتدى الأخير الذي نشطته الجمعية بالجزائر العاصمة، مبرزا أن التظاهرة هي وقفة عرفان وشكر كبيرين للبطل و لجميع الشهداء والمناضلين الذين قدموا النفس والنفيس من أجل تقرير المصير وتحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسي. من جهته كشف المجاهد علي الشريف رفيق الشهيد عن عدة حقائق تاريخية تتعلق بالرمز البطل بن مهيدي الذي عدد خصاله ومناقبه كإنسان مناضل محب لوطنه وغيور على أبناء جلدته، حيث قال سي علي الشريف إنه رمز للثورة الجزائرية والوحدة الوطنية ، فهو الشخصية التي شهد لها العدو بالشجاعة و البسالة و التحدي، فضلا عن ثقافته و إرادته القوية، وفيما يخص مسيرته التاريخية العبقة أوضح سي علي الشريف إن بن مهيدي كان سنة 1947 من ضمن مؤسسيي المنظمة السرية إلى جانب محمد بلوزداد ، أحمد آيت حسين، أحمد بن بلة ، محمد بوضياف والعربي بن مهيدي، إذ توزع هؤلاء على عدة مناطق من الوطن من أجل التحضير للثورة المباركة، وفي أواخر الخمسينيات التقت مجموعة ال22 بوهران لرسم مخطط واضح حول تاريخ انطلاق الثورة ، وبين مؤيد ورافض أخذ الكلمة سويداني بوجمعة، قائلا « إذا لم نقرر اندلاع الثورة .. فلسنا برجال» على حدّ تعبيره، كما تحدث علي الشريف عن أصدقاء بن مهيدي في النضال الذين كان يتصل بهم قبل الثورة منهم الحاج بن علّة و حمّار محمد المعروف ب «دادي « ، البشير العوفي، العربي الطيبي وعائلة صحراوي بن قعدة. وفيما يخص علاقته بالشهيد قال سي علي الشريف إنها تعود إلى 2 مارس 1952 عدما كان طالبا بثانوية معسكر، حينها طلب بن مهيدي منه رفقة أحمد مدغري وعبد الدايم محمد المشاركة في تجنيد المواطنين من أجل الثورة خصوصا في المناطق الريفية، حيث كانوا يلتقون به مرة كل شهر أو شهرين عندما كان يقصد وهران آنذاك ، أما فيما يخص رئاسته للولاية الخامسة التاريخية فقد عدّد سي علي الشريف الأعضاء الذين كانوا رفقته، ويتعلق الأمر بكل من بن عبد المالك رمضان، عبد الحفيظ بوصوف، الحاج بن علة، أحمد زبانة، عثمان بوحجر، واضح بن عودة، قادة بن رحو، و حنصالي الذي سلم لهم مسؤوليات في عدة مناطق من الولاية الخامسة التاريخية . وفي فيفري 1956 عندما عاد بن مهيدي من القاهرة اجتمع مع جماعة الولاية الخامسة التاريخية ، فطرح عبان رمضان فكرة مؤتمر الصومام التي تعود لزيغود يوسف، حيث تحمس للفكرة و بدأ يشتغل عليها،خصوصا أن عبان رمضان عرف بذكائه ونباغته بشهادة ساعد دحلب ، وفي 7 ماي 1956 التقت الجماعة هنا في وهران عند رشيد زقار الذي يملك محلا للحلويات بالمدينة الجديدة، وتعلق الأمر بسي الشريف وبن مهيدي، بن علة، جلول الحبيب وأحمد بوستة، حيث سلم لهم زقار 300 ألف فرنك قديم ليوصلها. وكان في انتظارهم هناك بن خدة ، وبعد الحادثة توجه زقار نحو المغرب، في حين صعد سي الشريف بعد 3 أسابيع إلى الجبل وعلم بعد أسبوعين بوفاة بن مهيدي عن طريق الجرائد فقط.