مستقبل الكرة الجزائرية في البضاعة المحلية. أكد عبد الرحمن مهداوي مدرب المنتخب الوطني العسكري أن الانجاز الذي تحقق بقيادته، هو ثمرة عمل طويل المدى شرع فيه من سبقوه وجاء هو ليتمم المهمة، مضيفا أن ذلك سيسمح لهؤلاء الشبان من مواصلة التألق في المناسبات القادمة وذلك من خلال هذا الحوار الذي خص به جريدة الجمهورية: س:السيد مهداوي، في البداية تهانينا الخالصة بمناسبة الانجاز الكبير الذي حققتموه رفقة المنتخب العسكري بالبرازيل. ج:شكرا، والحقيقة أن هذا الانجاز هو مفخرة لكل الجزائريين دون استثناء وقد جاء ليبين بأن الجزائري يكون دائم الحضور في الأوقات الصعبة. س:لو نعود إلى نقطة البداية، كيف تقيم مشاركتكم في هذه النهائيات التي جرت بالبرازيل؟ ج:الأكيد أن المشوار كان جد ايجابي، فنحن حققنا هدفنا في العودة باللقب من البرازيل البلد المنظم والذي يملك تقاليد في كرة القدم يعرفها العام والخاص، لذلك أعود وأقول أن التتويج بهذا اللقب العالمي يعتبر انجازا غير مسبوق بالنسبة لكل الجزائريين عبر أنحاء الوطن وكذا اللذين كانوا حاضرين بالبرازيل، خاصة الجهاز الفني والمشرفين ككل على المنتخب الوطني العسكري . س:قبل تنقلكم إلى البرازيل، هل كنتم تتوقعون الفوز بالميدالية الذهبية ؟ ج:الهدف الذي كنا قد سطرناه كان يقضي بوصولنا على الأقل إلى المربع الذهبي، لكن طموحاتنا بدأت تزيد من مواجهة لأخرى، شخصيا وظفت الخبرة التي اكتسبتها في مختلف الميادين وهي التي سمحت لي بالتحكم في المجموعة ككل. س:ومع ذلك لم تكن المهمة سهلة؟ ج:بطبيعة الحال، لأنه ليس من السهولة بمكان أن تلعب مباراة كل يومين ذلك أن الوقت المخصص للاسترجاع لم يكن كبيرا. س:اذن كيف تغلبتم على هذا العائق؟ ج:كان من الضروري التأقلم مع هذه الظروف، فوضعنا برنامجا يتلاءم وذلك ويسمح للاعبين باقتصاد طاقاتهم والحمد لله أننا نجحنا في ذلك وعدنا باللقب. س:صراحة بعد تعثركم في المواجهة الأولى أمام البلد المنظم والذي كان من بين اكبر المرشحين للظفر باللقب ألم تفقدوا بعضا من الأمل؟ ج:اولا يجب الإشارة إلى انه وفي كل المناسبات الكبيرة ،تكتسي المباريات الأولى أهمية قصوى ، فعلى ضوئها يتحدد مشوار كل منتخب، من جهتنا كانت القرعة قد أوقعتنا في مواجهة المنتخب المستضيف لهذه النهائيات، لكن ورغم خسارتنا فنحن الذين تحكمنا في زمام المباراة طيلة جل أطوارها وهو ما جعلنا لا نتأثر بتلك الهزيمة، لأننا عرفنا أن إمكانياتنا تسمح لنا بالذهاب بعيدا . س:هذا يعني أن اللاعبين لم يتأثروا نفسيا بتلك الهزيمة؟ ج:صحيح، لأنهم اقتنعوا بالمردود الذي قدموه أمام منتخب يملك مهارات كبيرة ويستضيف الدورة، الأمر الذي حفزهم على بذل مجهودات اكبر في اللقاءات الأخرى وهو ما مكنهم من الفوز على الاوروغواي بخماسية نظيفة، ثم على سورينام بسباعية، فمررنا إلى الدور الثاني. س:في الدور النصف نهائي، وجدتم منتخب البرازيل في مواجهتكم مرة أخرى، ألم يخفكم هذا الأمر من الانهزام مرة أخرى؟ ج:الحقيقة انه وبوصولنا إلى المربع الذهبي كنا قد حققنا الهدف الذي سطرناه وبالتالي زال الضغط على اللاعبين، فقمنا بإجراء تغييرات طفيفة على التشكيلة التي لعبت المباراة الأولى، كما قمنا بتصحيح بعض الأخطاء المرتكبة في المواجهة الأولى، إضافة إلى فرضنا لمراقبة لصيقة على بعض لاعبي المنتخب المنافس والذين برزوا في اللقاء الأول، وصولا إلى التشجيع والتحفيز الذي تلقاه اللاعبون من الوفد المرافق لنا، فعادت الكلمة الأخيرة لنا وتفوقنا بفضل ضربات الترجيح. س:وفي المباراة النهائية وجدتم أنفسكم في مواجهة المنتخب المصري، علما أن مواجهات الجزائر ومصر سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية تكون دائما مشحونة ما تعليقكم على ذلك؟ ج:اذا كنت أنا قد تمنيت بأن لا نواجه مصر، ونلعب المباراة النهائية ضد قطر فإن اللاعبين فرحوا بهذه المواجهة، على أساس أن المباراة المحلية دائما يكون لها طعم خاص والحمد لله فزنا بها رغم الأحداث التي كانت في نهايتها والتي لا أريد العودة إليها. س:هذا الانجاز يعتبر بمثابة رد اعتبار للإطار المحلي واللاعب على حد سواء أليس كذلك ؟ ج:من منظوري الخاص أقول أن هذا الانجاز هو ثمرة عمل تم على المدى الطويل ونتاج لعلاقة متينة ما بين الجميع لاعبين مسيرين وطاقم فني، فأنا لما استلمت زمام هذا المنتخب أكملت العمل الذي أنجز من قبلي، ذلك أن المديرية العسكرية للرياضة كانت قد وضعت برنامجا يعود إلى أربع سنوات خلت ووفرت له كل الإمكانيات، لذا لا أقول بأن بالمدرب المحلي أو الأجنبي هو الأفضل وإنما ظروف العمل هي التي ساعدت على تحقيق هذا الانجاز. س:بعد هذا التتويج ينتظركم تحد آخر في شهر ديسمبر، خاص بنهائيات كأس إفريقيا، كيف ترون هذه المهمة ؟ ج:التتويج بالبطولة العسكرية سيحفز اللاعبين لتحقيق انجازات أخرى ويجعلهم يطمحون إلى الأفضل، فبعدما احتلوا الصف الثاني في المنافسة الإفريقية الأخيرة والمرتبة الأولى في بطولة العالم، نريد المحافظة على نفس التألق في نهائيات كأس إفريقيا التي ستقام في 2012 بأنغولا وبطولة العالم بقطر سنة 2013 والألعاب العالمية بكوريا في 2014. س:نهائيات كأس إفريقيا المقبلة تتزامن مع تربصات المنتخب الاولمبي ونحن نعرف بأن بعض لاعبي المنتخب العسكري ينتمون في نفس الوقت إلى المنتخب الاولمبي ألا يؤثر ذلك عليكم ؟ ج:على الإطلاق، فهناك تنسيق ما بين جميع الهيئات الرياضية، سواء المدنية أو العسكرية، إضافة إلى التنسيق مابين المدربين، فالكل هنا من أجل خدمة الرياضة الجزائرية وبالتالي لن يكون هناك أي إشكال أو عائق.