تمثل زاوية سيدي يحي بن صفية بسيدي الجيلالي بأقصى جنوب ولاية تلمسان صرحا هاما في الثقافة العلمية و الدينية، من خلال دعوتها لتحفيظ القرآن الكريم بأحكامه الواسعة، خاصة و أنها تحوز على مخطوط لمصحف قديم جدا يرجع لعهود خلت، الزاوية أنجزها المرحوم الحاج صالح"النهاري " سنة 2004 بالقرب من منزله العائلي على مساحة تقدر ب3 هكتارات، وكان يدير شؤون تموينها شخصيا وما تيسر من ذوي البر و المال بتوفيره لمتطوعي الخير بالزاوية التي تم رصد لها مبلغ22 مليار سنتيم حسب مكتب الدراسات المتكفل ببنائها آنذاك ، حيث يجد فيه الطلبة المسافرون القادمين من ربوع الولاية و الولايات الصحراوية المجاورة ما يحتاجونه في تطبيق قواعد الحفظ و التجويد ، كما تدعو الزاوية لإتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم للحفظة المقيمين بها ، علما أنها تتسع ل 100 طالب، وتضم مرقدا يتمتع بشروط الراحة و 16 حجرة للدراسة، فضلا عن جناح إداري كبير، ومكتبة فيها مصادر فقهية ولغوية ، إلى جانب قاعة للمحاضرات و قاعة للعلاج، وأيضا مطعم شاسع يسع للطلبة و الضيوف، ضف لها المسجد و 7 سكنات وظيفية لمشايخ القرآن المشرفين على التدريس ، ويتخرج من الزاوية حوالي 60 حافظا لكلام الله عز و جلّ ، إلى جانب نشر تعاليم الشريعة و الثقافة الإسلامية بتعليم الشباب، فإن لها هدف موازي في الصلح بين المتخاصمين وتأليف قلوب المتنازعين و تقضي على الشحنة بتدخل رجال الدين القائمين عليها وإستدعائهم في جلسة روحانية تخلص في النهاية دائما بصفاء نفسية الأشخاص المتناحرين أفرادا كانوا أم جماعات.