اعتقد أن العقاد هو الذي عندما سألوه لماذا لا يكتب بأسلوب يفهمه القارئ بسهولة , رد بسؤال مماثل , و لماذا لا يفهم القارئ ما أكتبه ...؟ و لعلنا في حاجة إلى هذا المنطق للرد على التلاميذ و التلميذات الذين و اللائي وجدوا و وجدن بعض أسئلة امتحان البكالوريا صعبة , و نقلت بعض الفضائيات شكاواهم على المباشر عند مخرج مراكز الامتحان و هم في حالة من القنوط , و مشيرين إلى تسجيل حالات من الإغماء لدى بعض الممتحنات على وجه الخصوص داخل قاعات الامتحان بعد اطلاعهن على أسئلة اختبار مادة الفلسفة , التي قالوا أنها كانت «غير متوقعة» , أي أنهم تساهلوا أو أغفلوا مراجعتها خلال تحضيراتهم لخوض الامتحان . الغريب , أن تسجل مثل هذه الحالات في جميع الشعب و في معظم المواد الأساسية , كاللغة العربية , و الرياضيات و الفلسفة و التاريخ والجغرافيا ...و ليس في امتحان هذه السنة فقط , و إنما في امتحانات سابقة أيضا , و الأغرب أن يتساءل التلاميذ المعنيون بهذه الحالات , لماذا «تتعمد» الوزارة الوصية اختيار أسئلة صعبة , تقلص حظوظهم في النجاح في هذا الامتحان المصيري ؟ و قد أعفانا العقاد من البحث عن الجواب على طريقته بتساؤل مماثل : لماذا يجد الممتحنون هذه الأسئلة صعبة ؟ إذا علم هؤلاء بأن الوزارة الوصية مسؤولة عن الحفاظ على مصداقية شهادة البكالوريا , و أنها تحرص من أجل ذلك على أن تكون أسئلة الامتحان في متناول التلاميذ متوسطي المستوى (و ليس ضعافهم) , و أن تتوزع الأسئلة بتوازن على كافة الوحدات و الكفاءات التربوية المستهدفة بالمنهاج الدراسي للسنة الثالثة ثانوي ,و أن تقتصر على الدروس التي تلقاها كافة التلاميذ خلال العام الدراسي... و إذا علم هؤلاء بأن الوزارة الوصية ستكون أسعد الوزارات لو أن جميع المترشحين الممتحنين ينجحون و تتحقق نسبة نجاح 100 في 100 , لكن عن جدارة و استحقاق , لا اعتمادا على غش و لا انتظارا لتساهل في صياغة أسئلة الامتحانات . و إذا علم هؤلاء , أن أكثر من 50 % من المترشحين للبكالوريا ينجحون فعلا سنويا في الإجابة عن أسئلة الامتحان كل في حدود اجتهاده , و يجدون الأسئلة سهلة و في متناولهم , عندئذ سيدرك هؤلاء من هو الطرف الأجدر باللوم والعتاب ,و الذي عليه التساؤل؛ لماذا يوجد ضمن مجموعة المترشحين الذين يجدون أسئلة الامتحان صعبة؟؟؟