المرحوم الزاوي جيلالي بمقر جريدة «الجمهورية» ووري الثرى أمس الجمعة بمقبرة عين البيضاءبوهران، جثمان المجاهد والباحث في التاريخ الحاج الزاوي جيلالي المشرفي، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد معاناة مع المرض. وقد شارك في جنازة الفقيد، بالإضافة إلى أفراد أسرته وأقاربه، جمع غفير من أصدقائه ورفقاء دربه، الذين أبوا إلا أن يحضروا مراسم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، لاسيما وأن المرحوم، عرف عنه تواضعه الكبير، وسعة علمه، وشغفه الكبير بالبحث والتنقيب في التاريخ، لاسيما تاريخ وهران القديم. المرحوم ولد في 3 مارس 1934 بعين أفكان ولاية معسكر حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وتعلم مبادئ العلوم الإسلامية الوسطية السمحاء، كما أنه كان مناضلا في حزب الشعب وشارك في الثورة التحريرية المظفرة، لاسيما في المنطقة السادسة، وبعد الاستقلال تلقى تكوينا في المدرسة الفلاحية، ويملك تكوينا جامعيا لعامين في الحقوق، تقلد منصب مدير الفلاحة بوهران، كما انتخب سيناتورا عن ولاية معسكر عام 1998، وحضر عدة مؤتمرات باسم مجلس الأمة، وكان له علاقات قوية بزعماء وطنيين كبار، على غرار المرحوم آيت أحمد، اهتم بتراث المشارف وعلمائهم وساعد الطلبة والباحثين، على إعداد أطروحاتهم حول تاريخ وهران ووفر لهم الوثائق والمخطوطات كما ساهم في بعض ملتقيات جامعة وهران عن «فتح وهران وتحريرها من الإسبان» عرف عنه استخدامه لمقولة «جيش الطلبة» « وكان يقصد من وراء ذلك الفقهاء وحفظة القرآن الذين حرروا وهران من الاحتلال الإسباني في رباطهم المشهور بجبل المائدة في أعالي جبل مرجاجو. تجدر الإشارة إلى أن للفقيد، عدة اسهامات قيمة في جريدة «الجمهورية»، كان آخرها مقال مهم في شكل دراسة تاريخية في 28 فبراير2017، بعنوان : دور جيش الطلبة في تحرير وهران من الاحتلال الإسباني « هكذا تمكن المرابطون الشجعان من كسر شوكة حاملي الصلبان»، حيث تحدث فيها عن نشأة جيش الطلبة، ومعاركهم بمساعدة أتراك الجزائر، ضد الاحتلال الإسباني»، متمنيا أن يتم تجسيد هذه الوقائع والأحداث التاريخية التي توجت بتحرير وهران في 28 فبراير 1792، في شكل عمل سينمائي تخليدا لهؤلاء الأبطال الذي كسروا شوكة الإسبان الذين ظلوا في بلادنا زهاء الثلاثة قرون.