-39بالمائة من المصابين متمدرسين يتم اكتشاف حالتهم في ظرف متأخر لا يكاد يكون الاحتفال بيوم التضامن العالمي مع ذوي الاحتياجات الخاصة المصادف لتاريخ3ديسمبر من كل سنة سوى مجرد مناسبة عابرة في حياة هذه الفئة التي تعاني ضعف معاناة الأشخاص الأسوياء في بلادنا حيث أصبحت هذه التظاهرة منبرا لخطابات المسؤولين المتعاقبين من اجل إطلاق نفس الوعود المتكررة التي لم تتحقق منذ سنوات والتي لم تشفع في رفع سنتيما واحدا من منحة المعاق المستقرة عند عتبة ال4 ألاف دج أو اقل في ظل غلاء المعيشة التي دفعت بمئات المعاقين إلى التسوّل في الشوارع لاستعطاف المحسنين وعليه فان الكثير من هؤلاء إن لم نقل غالبيتهم لا يشعرون بطعم الاحتفال الذي تطبعه فقط الحملات التضامنية التي لا تسمن ولا تغني من جوع والمقتصرة على مراسيم توزيع الإعانات المحتشمة و تقديم الكراسي المتحركة لشريحة معنية من ذوي الإعاقات الحركية وكأن الإعاقة في نظر المسؤولين تقتصر فقط على الجانب الحركي بالرغم من أن هناك ألاف الحالات التي تعاني من أمراض مختلفة ومستعصية يصعب إدماجها في المجتمع وتعد هذه الفئة الأكثر تضررا من غيرها ولا تتعايش إلا مع ذاتها . ولعل ما يستحق تسليط الضوء عليه في موضوعنا هذا تزامنا مع إحياء هذه المناسبة اليوم عبر أرجاء المعمورة هم أطفال التوحد وفئة المتأخرين ذهنيا وهي حالات يمكن اعتبارها معدومة تتواجد على قيد الحياة فأين نصيب هذه الشريحة من المجتمع من الاحتفالات المناسبتية بالرغم من أن حالات الإصابة بهذا الداء في ارتفاع كبير . وتشير الأرقام المخيفة إلى تزايد مرضى التوحد بشكل لا يمكن السكوت عنه حيث كشف أخر الإحصائيات المقدمة من طرف مديرية الصحة بوهران عن تسجيل ما يفوق 530 طقل مصاب بالتوحد من بينهم حوالي39 بالمائة من فئة المتمدرسين الذين تم اكتشاف إصابتهم بالداء في ظرف متأخر أما معظم المصابين لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة ومنهم من تجاوز ال6 سنوات إلى 12 سنة مع العلم أن هذا المرض قد لا يتفطن له الأولياء في السنوات الأولى من عمر أطفالهم . وعلى الرغم من ان وهران حظيت هذه السنة بفتح مركز جديد متخصص في التوجيه بحي *مون بليزو* وهو مركز مشترك بين 3 قطاعات وهي الصحة والتضامن و قطاع التربية لتوجيه هذه الشريحة والتكفل بها من الناحية البيداغوجية و النفسية تحت إشراف أخصائيين نفسانيين وأطباء إلى جانب المراكز المفتوحة عبر بلديات ارزيو ومسرغين و بئر الجير وسيدي الشحمي والأقسام الخاصة للمرضى التوحد المقدرة بأكثر من20 وحدة عبر تراب الولاية إلا أن التكفل بهذه الفئة لايزال يصطدم بواقع مرير يحبس المريض في عزلته ويصعب إدماجه في المجتمع أو على الأقل منحه الحق في الدراسة غالم صورية رئيسة جمعية الملاك ّ* : بعض مدراء الابتدائيات لا يرفضون استقبال هذه الفئة * وهو ما كشفت عنه للجمهورية رئيسة جمعية الملاك الاجتماعية بحي خميستي السيدة غالم صورية التي فتحت منذ 3 سنوات قسم خاص برعاية أطفال التوحد حيث أكدت محدثثنا أن هذه الشريحة تواجه صعوبات كبيرة في دمجها بالمدارس التعليمية رغم أن الوزارة ألزمت بفتح أقسام على مستوى الابتدائيات إلا أن معظم المدراء يتذرعون بحجج واهية للتهرب من استقبال أطفال التوحد حيث لايتم قبولهم بطريقة غير مباشرة من خلال وضع عراقيل في طريق الأولياء الذين يعانون الأمرين من اجل التحاق أبنائهم بالأقسام الخاصة في الابتدائي وهي الوضعية التي تعيشها حالات تتكفل بها جمعية الملاك الاجتماعية بوهران التي لم تجد سبيلا لإقناع مدراء المؤسسات بقبول هذه الفئة للاستفادة من حق التمدرس في الأقسام العادية مشيرة أن بعض الأطفال تسمح حالتهم بالدراسة مع الاسوياء بالنظر إلى تقبلهم للاندماج وتحسنهم خلال جلسات تقويم النطق والسمع التي تشرف عليها أخصائية بالجمعية ومع ذلك لا يسمح لهم بالتعليم والاندماج مع الأطفال العاديين تعين مرشد نظير قبولهم في الأقسام الخاصة كما صرحت السيدة غالم أن هذه الفئة تحظى بالقبول من طرف مديرية التربية التي توجههم إلى المدارس التعليمية غير أن بعض المدراء يشترطون تعيين مرشد بيداغوجي يرافقهم دائما لاسيما إذا كان الوالدين يعملان وحتى مديرية النشاط الاجتماعي بوهران تعاني من عجز في عدد المرشدين وهناك عراقيل من أجل تعيين مرافقين يتكفلون بهذه الشريحة لتمكينها من حق التعلم وأضافت ذات المتحدثة أن معظم الأولياء لا يمكنون الإمكانيات المادية لدفع تكاليف استفادة أبنائهم من مرشدين واستدلت بحالة واحدة لولي طفلة عمرها 12 سنة تدرس السنة الثانية بمدرسة خمسيتي بنات حيث اضطر إلى تعيين مرشدة لابنته مقابل منحها أجرة عملها لمرافقتها يوميا كما أن هناك حالات أخرى تقدمت إلى الجمعية تقطن بحي الياسمين و حي ايسطو اوليائهم يظلون يوميا أمام مدخل الابتدائية ينتظرون أبنائهم من اجل الدراسة كما تساءلت رئيسة الجمعية عن سبب قبول فقط 6 حالات لمرضى التوحد بالأقسام الخاصة التي يشرف عليها طاقم متكون من طبيبة نفسية و مختصة في تقويم الكلام والسمع * ارتوفونيست * عوض قبول 12 الحالة او فتح قسمين على الأقل في كل ابتدائية من اجل استقبال اكبر عدد من المصابين بهذا الداء الذي يعرف انتشارا واسعا في الفترة الأخيرة إلى درجة تسجيل ما معدله حالة واحدة في كل عائلة تقريبا تضيف محدتثنا -عذاب من نوع خاص للأولياء في المقابل أدخل هذا المرض معظم الأولياء في دوامة من القلق والتوتر والمعاناة اليومية جراء حالات أبنائهم المستعصية والتي لم يجدوا لها منفذا لتشخيصها حيث تبقى هذه الفئة تعاني من صعوبة فهم هذا الداء والتكيّف معه ومن جهة أخرى صعوبة استيعاب أفراد المجتمع لهذه الحالة أما أكبر معضلة تواجه المصابين وعائلاتهم هي نقص الإمكانات و التكفل المراكز المتخصصة ما يجعل هذه العائلات تصارع الزمن من أجل التكفل بمصابها وهو ما وقفنا عنده لدى بعض الحالات بذات الجمعية حيث أكدت والدة الطفلة منال عن مرض ابتنها انه لا يمكننا التجاوب معها وفي غالب الأحيان لا تتكلم الأمر كان مخيفا في السنة الثالثة من عمر ها وتحدثت وهي تبكي ابنتها بحرقة أنها تخاف على مصيرها في حالة ما أصابها مكروه ولا يوجد من يرعاها خصوصا وأنها هي الوحيدة التي تتحمل صراخ فلذة كبدها و عنفها أثناء نوبات التوحد وبالاستثناء التحاقها بالجمعية لا تجد بديلا لطفلتها البالغة من العمر 9 سنوات والتي تحتاج إلى رعاية خاصة -الآباء بين الكفر والفر وراء جلسات التقويم بمستشفى كناستيل والجمعيات كما نقلت لنا سيدة اخرى تعيش نفس الحالة مع ابنها المصاب بالتوحد معاناتها مع طفلها رغم انها ام لاربعة ابناء الا انها تخصص معظم وقتها لرعاية ابنها المريض حيث انها مضطرة لمرافقته مرتين في الاسبوع الى مستشفى عبد القادر بوخروفة بكناستيل للحضور جلسات العلاج على يد مختصة في تقويم الكلام وكذا مرافقته 3 مرات في الاسبوع الى الجمعية لتعلم الاشغال والرسومات والاندماج مع بقية الاطفال فضالة مدير النشاط الاجتماعي * القطاع تدعم ب27 مرشدا و17 قسما متخصصا* من جهته أكد السيد فضالة مدير النشاط الاجتماعي بوهران أن العجز المسجل في عدد المرشدين يرجع إلى عدم ميول الشباب نحو هذا التخصص كما كشف أن القطاع تدعم خلال هذه الفترة بحوالي 27 مرشدا للتكفل بالمعاقين مقابل فتحلا 17قسما جديد ا لاطفال التوحد بالابتدائيات إلى جانب الأقسام الأخرى مؤكدا أن إدماج هذه الفئة بالمدارس التعليمية بدأت تجن ثمارها بدليل نجاح طفلين مصابين بالتوحد بشهادة التعليم الابتدائي لكن حالتهما ليست مستعصية حيث تحصل احدهما على معدل 9,2 من 10 والثاني حاز على معدل 8,5 في شهادة نهاية التعليم الابتدائي وحاليا يواصلان تعليمها بالمتوسطة -ديون تجاوزت 3 ملايير وعمال بدون أجور بمراكز الأطفال المتأخرين ذهنيا كما لا تختلف معاناة الأطفال المتاخريين ذهنيا بوهران عن مرضى التوحد على اعتبار أنهما يشركان إشكالية كبيرة تتمثل في صعوبة اندماجهم في المجتمع حيث لا يقدرون على التكفل بانفسم او التكيف مع المرض مما يتطلب تقديم رعاية خاصة بهذه الشريحة غير ان المختصين في رعاية المصابين يعترفون بالتقصير اتجاه هذه الفئة على اعتباران الظروف التي يعملون فيها تفوق قدرتهم المادية من اجل ضمان التكفل الشامل للأطفال وهو ما تواجهه المراكز الخمسة التابعة لجمعية إعانة المتاخرين ذهنيا التي تنشط منذ سنة 1984 بوهران و المتواجدة بكل من أحياء مرافال , اكميل , سانت اوجان , بوزفيل وبئر الجير المختصة في رعاية هذه الفئة التي يتجاوز عددها ال300طفل بالولاية منها أكثر من 270 مريض يخضع للعلاج النفسي والبيداغوجي بهذه المراكز التي توظف 63 عاملا وحسب مدير مركز مرافال للمتاخرين ذهنيا السيد فيزازي فان الجمعية تغرق في ديونها المتراكمة منذ 3 سنوات المترتبة عن أجور العمال والمقدرة بحوالي3 ملايير سنتيم وهذا ما يعيق التكفل بهذه الفئة إلى درجة أن الموظفين يعملون بدون أجور منذ 4 أشهر كاملة وهو الوضع الذي لايسمح بتهيئة الظروف المناسبة للمربين والتي تنعكس سلبيا على رعاية المريض ويعرقل هدف الجمعية الرامي إلى إدماج هذه الفئة في المجتمع كما طرح محدثنا مشكل رفض مصالح الضمان الاجتماعي تسريح منحة 500دج يوميا المخصصة للتكفل للمريض الا بحضوره غير ان بعض الحالات التي تغيب عن المركز لايتم احتسابها وهو ما يرهق كاهل المركز ويضعف من ميزانيته الموجهى للعلاج وتسديد اجور العمال و ضمان النقل و الإطعام خاصة وان هذه المراكز تعمل بنظام المدارس حيث يتم استقبال المرضى ابتداء من الثامنة صباحا والى غاية الساعة الرابعة بعد الزوال بالإضافة إلى تواجد قسمين للتحضيري لتمكين الأطفال من تعلم كتابة الأحرف أو أسمائهم على الأقل كما أضاف مدير المركز أن الإعانة لم تتجاوز ال200 مليون رغم ان احتياجات هذه الفئة تتجاوز ال3 ملايير مقارنة بحجم النفقات المؤخودة على عاتق الجمعية بالخمس المراكز المتواجدة بوهران والتي تضم أيضا مركزين للمراهقين والكبار