أحيت بلدية السواحلية بالغزو بالمكتبة البلدية بالتنسيق مع مديرية المجاهدين لولاية تلمسان يوم الأربعاء الذكرى 61 لاستشهاد البطل محمد بختي المدعو سي الغربي، حيث تم تكريم عائلته التي مثلتها ابنته فريدة بختي و زوجها عمر قروري ، و هذا بحضور مدير المجاهدين و الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بتلمسان و مدير المتحف الجهوي للمجاهد و رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي التحرير و الأمين الولائي لمنظمة أبناء الشهداء لولاية وهران و مغنية و ممثلي مختلف المنظمات الثورية كقسمة المجاهدين و منظمة أبناء الشهداء للسواحلية و الجمعيات المهتمة بالتاريخ كجمعية عهد الشهداء برئاسة يوسف ميراوي و المجاهدين و المجاهدات و أساتذة التاريخ . حيث افتتح رئيس بلدية السواحلية عبد الباقي بوحاجب بكلمة ركز فيها على التاريخ الذي تزخر به السواحلية التي تحصي 730 شهيد من بينهم شهيد المناسبة الذي قال بشأنه أنه واحد من الذين لهم تاريخ غني و ثري يشرف المنطقة و رجالها ، كما أكد أن الرجل بطل يجب تخليد بطولاته، أما السيد عمر بن علي الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين أثنى على السلطات المحلية التي نظمت هذه الاحتفالية و قال أنها تدخل في إطار البرنامج المسطر لتكريم عائلات و أهالي الشهداء و المجاهدين و الاهتمام بتاريخ الولاية الخامسة مؤكدا أن الشهيد محمد بختي فخر للثورة الجزائرية و يجب الوقوف عند تضحياته . عمليات عسكرية و تضحيات تعتز بها المنطقة و من جانبه الدكتور صالح بارودي مختص في تاريخ المنطقة عرج على مختلف المعارك و البطولات التي عرفتها منطقة السواحلية مركزا على التضحيات و العمليات التي قام بها الشهيد محمد بختي و ما كان يتصف به من شجاعة حيث كان يهابه الفرنسيون لمجرد سماع اسمه و أكد أن هذا البطل رفع سمعة الجزائر و ثورتها عاليا و هو فخر للسواحلية و لعائلته، ليختتم مدير المجاهدين أن الشهيد السي الغربي مفخرة لكل الجزائريين و هو أحد الرجال الذين أعطونا درسا في الشجاعة و الوطنية و الرجولة ، مثنيا على السلطات المحلية للسواحلية على هذه المبادرة التي قالت بشأنها ابنة الشهيد أنها أعظم و أجمل هدية لها و لزوجها و أبنائها . كما قدم زوجها عمر قروري كل شكره لمدير جريدة «الجمهورية» على تغطية هذا الحدث التاريخي المهم . و كان الختام بزيارة لمنطقة بوخنايس و زاوية الشيخ عبد الحكيم. و قد ولد الشهيد بختي محمد المدعو في سنة 1925 بعرش زاوية الميرة بلدية السواحلية، ينتسب إلى دوار البخاتة من عرش «مسيردة التحاتة» الذي يوجد به ضريح الولي الصالح «سيدي بختي» . كانا شقيقاه عبد المالك و أحمد من أوائل الشباب الذين التحقوا بالثورة التحريرية بالمنطقة. استدعي للخدمة العسكرية الاجبارية في بداية الأربعينات من القرن الماضي حيث أتاح له التجنيد فرصة تعلم فنون الحرب بعد تسريحه من الجيش عاد الى أهله بضيعة «سي مختار» حيث نزح والده نزوحا اضطراريا الى هذه القرية ليجد الشهيد «سي الغربي» عائلته تعاني ويلات الفقر فسافر إلى فرنسا و عمل بأحد المناجم. نشط في العمل السياسي و توعية المهاجرين بفرنسا أثناء تواجده في المهجر كانت له فرصة الاطلاع على الحياة الاجتماعية الفرنسية ومقارنتها مع الأوضاع في الجزائر كما وقف على معاناة الطبقة العمالية واستغلالها من طرف أرباب العمل الفرنسيين فانخرط في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية المكملة لحزب الشعب الجزائري ولعب دورا هاما في ميدان توعية العمال المهاجرين و تزويدهم بالمفاهيم الثورية. شارك وساهم في تنظيم المظاهرة السلمية المنددة بالسياسة الاستعمارية التي جرت في يوم 14 جويلية 1953 بباريس والتي دعت إليها « حركة انتصار الحريات الديمقراطية « التي أودت بحياة سبعة مناضلين من بينهم المناضل «دراريس عبد القادر « من منطقة جبالة . ساهم في تنظيم مظاهرات و عمليات ضمن حركة انتصار الحريات الديمقراطية بفرنسا كما أصيب الشهيد «سي الغربي « والعديد من رفاقه بجروح جراء التصادم مع قوات الأمن الفرنسية التي بادرت بإطلاق النار على المتظاهرين وانهالت عليهم بالعصي ، من بينهم ثلاثة عشر مناضلا ينحدرون من نواحي السواحلية و مسيردة و منهم حساين محمد شريقن محمد و هاشمي محمد بقي الشهيد «بختي محمد» مناضلا في حركة انتصار الحريات الديمقراطية وشارك في اجتماعات سرية ضمت عددا من مناضلي الحركة في مواقع خفية عن أنظار العدو وهذا لمناقشة المتطلبات السياسية بأفكار ثورية مناهضة لقوات الاحتلال الفرنسي . و زاد تفجير الجبهة للثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954 وانتقال صداها إلى فرنسا المهاجرين حماسا في الالتفاف حولها والسعي لدعمها ماديا ومعنويا فقرر الشهيد «سي الغربي « العودة إلى أرض الوطن أواخر سنة 1954 إيمانا منه بأن الثورة هي الوسيلة الوحيدة التي تخلص الشعب الجزائري من سلطة المستعمر المستبدة التحق الشهيد بأخويه عبد المالك و أحمد بالخلايا السرية لجبهة التحرير الوطني بقطاع «مسيردة» قائمين على توعية وتجنيد الشباب . التحق بالخلايا السرية لجبهة التحرير الوطني بمسيردة في 1954 و لما انكشف أمرهم قرروا مغادرة ناحية «مسيردة « رفقة المجاهد منقاري محمد المدعو «أبا أعمر» والشهيد منقاري بن أعمر والالتحاق بدشرة «العبابدة « بوادي تافنة عند الشهيد عباد لمقدم بوزيان المدعو» سي بلحسن «هروبا من المراقبة والمتابعة من قبل العدو ، وشارك هناك في عدة أعمال تخريبية شنها المجاهدون ضد المنشات الفرنسية واستهدفت بالأساس إحراق المزارع ،قطع أسلاك الهاتف والكهرباء ،فذاع صيتهم وانتشرت أخبارهم وأصبحوا محل متابعة من المستعمر . مع حلول سنة 1955 قرر الشهيد «سي الغربي « الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني مواصلا نشاطه الثوري بنفس الحيوية والإخلاص مما مكنه من اكتساب خبرة حربية أهلته للتدرج في المسؤوليات فرقي من جندي إلى قائد و عضو مجلس منطقة خاض عدة عمليات عسكرية منها معركة مسيفة (جبل زكري( بجبالة في 7 نوفمبر 1955 . خاض عمليات عسكرية بالمنطقة الأولى من الولاية الخامسة وفي سنة 1956 قام الجيش الاستعماري بتفجير وتدمير المنزل العائلي للإخوة «بختي» الواقع بجبل «كركور» نواحي دشرة «النخلة « وتشريد العائلات الثلاثة التي هاجرت إلى المغرب ، وذلك انتقاما من عملية التخريب التي قام بها فوج من المجاهدين كان من ضمنهم الإخوة «بختي « عبد المالك ، أحمد ومحمد والتي مست خط السكة الحديدية الرابط بين الغزوات ومغنية وأسفرت عن انقلاب قطار للبضائع على مستوى نفق «أحوارك» بنواحي دشرة «النخلة». أرسل الشهيد إلى المنطقة الأولى من الولاية الخامسة بأمر من قادة الثورة وخاض عدة عمليات حربية إلى غاية إلقاء القبض عليه بدشرة «أم العلو» بنواحي أولاد ميمون رفقة « سي جابر « و اثنين من رفاقهما سنة 1958 ، وبعد استنطاقه و تعذيبه سيق بالقرب من منزله العائلي الكائن بنواحي ضيعة «سي المختار» أين تم إعدامه رميا بالرصاص ليسقط شهيدا ويسقي بدمائه تلك الأرض الطيبة دفاعا عن الحرية والكرامة .