اتخذت الجزائر من شعار العيش معا في سلام منهاج عمل وتعامل في مجتمعها وفي علاقاتها مع الآخر مهما اختلف في الدين والمرجعية والاديولوجية من باب احترام خيارات الأشخاص دون غلو في الاعتقاد أو الايمان بالتفوق ما يعطي إدراكا لحقيقة المعنى السامي للوسطية في التعامل على كل الأصعدة ويرسخ مفهوم التسامح في المجتمع الذي تتنوّع تشكيلته، أن هدف الوسطية التي تنتهجها الجزائر نظريا وممارسة الوصول إلى الاعتقاد الحقيقي والراسخ بأنّ التعايش ليس ثمّة بديلا عنه في البلاد وفي التعامل مع الآخر. الوسطية التي ترافع لها الجزائر من خلال الخطاب الديني والمسجدي وسطية جامعة لعناصر الحق والعدل من الأقطاب المتقابلة فتكوّن موقفا جديدا مغايرًا للغلو والتطرف الذي أشبع البلاد وغيرها ارهابا وترهيبا للشعب. ومن هنا، أكد أمس وزير الشؤون الدينية بمنتدى «الشعب» أن الجزائر تسعى دوما إلى عرض تجربتها في المصالحة والاعتدال للدول المجاورة في الساحل، وهم مهتمون بذلك دوما(...). هذا والوسطية باعتبارها الأكثر توضيحا للرؤية والمعتقد مهمة في حياة المجتمع الجزائري وتعامله مع الأشياء بعد أن أثبت التطرف والغلو محدودية التفكير والفعل ووصل إلى التخريب والتهجير رغم أن النخبة في البلاد لم تتوقف يوما عن الخطاب الوسطي الذي يأخذ في الحسبان أنّ الجزائر لا تعيش معزولة ولا منعزلة بل تعيش في وسط دولي واقليمي تظهر من خلاله أنّ ديننا لا يحارب فكرة ولا دينا ولا معتقدا ولا اديولوجية. ووصل عمل الجزائر من خلال نخبتها و نصوصها التشريعية التي وجدت التطبيق على أرض الواقع إلى جعل هذا السلوك الإيجابي منظارا للرؤية الدولية في اتجاه بلادنا. وقال محمد عيسى أن أئمة الساحل يستطيعون تأمين الحدود الجنوبية بخطابهم المعتدل والوسطي(...). ودافعت الجزائر من خلال دخولها معترك نشر ثقافة السلم والمصالحة عن مبد راسخ في عقيدتها يتخذ من الوسطية مفتاحا لحل ما يعلق من مشاكل وأظهرت من خلال قانوني الوئام المدني والمصالحة الوطنية أنّ الوسطية ليست عنوانا يزيّن به واجهة بل نصا يعطي دروسا للعبرة. وفي سياق متصل، أشاد الوزير محمد عيسى بدور الأئمة الجزائريين في إذابة الإرهاب، من خلال العشرية السوداء، أو في نشر قيم التسامح، اليوم كما كشف أن الجزائر تلقت طلبات من الصين لتكوين أئمة المساجد.. المتواجدة فوق ترابها.