عرفت تيارت منذ بداية السنة فتح عدة عيادات خاصة في مختلف التخصصات الطبية وما يقابله من تراجع في الخدمات الطبية بمختلف مستشفيات الولاية من نقص في المختصين كالجراحين وبعض الاختصاصات الأخرى المطلوبة أكثر لدى المرضى. وحسب أحد الأطباء فإن هذه الظاهرة وإن استحسنها معظم الأطباء من القطاع العام والعاملين بمختلف المؤسسات الاستشفائية والعيادات الجوارية التي توفر خدمة طبية للمريض قد تقلص المسافة أكثر إلا أن أسعارها تبقى الآن ليست في متناول الجميع ففحص عادي مثلا لطبيب مختص يصل إلى حدود 1500 دج فيما تتجاوز القيمة المالية لبعض التحاليل الغائبة بالمستشفيات إلى أكثر من 3500دج فما فوق فأحيانا تصل إلى 15 ألف دج للفحص الإشعاعي وكذا إجراء تحاليل مخبرية مما قد يثقل كاهل المريض ,أضف إلى هذا أن التحاليل لا تعوض لدى صندوق الضمان الاجتماعي باستثناء الأدوية. وبالمقابل أيضا فإن العيادات الخاصة الآن تعرف إقبالا كبيرا من قبل المواطنين ففي اليوم الواحد مثلا قد يتجاوز عدد الفحوصات لدى طبيب مختص إلى أكثر من 40 فحصا ويضطر العديد منهم إلى العمل في ساعة متأخرة من الليل لضمان عدد كبير من المرضى والأغرب حسب محدثنا فإن الاطباء الخواص الآن يحددون مواعيد مسبقة للعلاج قد تتجاوز الأسبوع أو أكثر ولا تستثني في ذلك الحالات الاستعجالية التي يضطر أصحابها للتوجه إلى المستشفى للعلاج ليطرح مشكلا آخر المتعلق بغياب بعض الخدمات الصحية ليضطر مرة أخرى لإجرائها لدى أطباء خواص آخرين. وفي ظل الرقابة على كيفية تسيير هذه العيادات الخاصة التي تنامت كالفطريات حتى أنك تجد عيادة خاصة تضم عدة اختصاصات في آن واحد في حين أن المستشفيات التابعة للقطاع العام عبر تيارت ما تزال تعاني من نقص في إمكانيات طبية واختصاصات يتعين مراجعتها فأغلب الحالات المرضية هي من القرى والمداشر وحتى البلديات النائية التي تعرف فقرا كبيرا وبطالة.