اشتكى المواطنون من قلة الأطباء الخواص الذين فضلوا الخروج في عطلة. حيث تفاجأ العديد من المرضى القاطنين بتيارت, من غلق الأطباء الخواص لعيادتهم خلال شهر أوت الجاري, مماأجبرهم على التوجه إلى مستشفى تيارت, بحثا عن العلاج ,غير أن أغلب الأطباء المختصين أيضا هم في عطلة الصيف ليضطر معظم المرضى للتوجه إلى غليزانووهران . وبالمقابل فقد أفادت مصادرنا أن 90% من الأطباء الخواص بما فيهم العامين, قد استفادوا من عطلة الصيف دون سابق إنذار وأغلبيتهم المتواجدون عبر مدينة تيارت ومنهم أيضا المختصون في التحاليل الطبية أوالراديو قد حرموا المرضى من الحصول على تحاليلهم المطلوبة في العلاج الطبي اللازم. والأغرب أن أغلبية الأطباء الخواص ,قد خرجوا في عطلة الصيف, دون توفير المناوبة المناسبة أو حتى إخطار المصالح المختصة والجهات الوصية, حسب القانون الساري المفعول في مراقبة عمل الأطباء الخواص, خلال العطل الصيفية, وضمان أدنى الخدمة العمومية, وتوفيرها للمواطنين ,مع العلم هنا أن 80% من سكان تيارت يفضلون التوجه للخواص بحثا عن العلاج اللازم والاستغناء عن المؤسسات العمومية. خلال زيارتنا أمس ,لبعض العيادات المتعددة الخدمات بمدينة تيارت, تفاجأنا بغياب تام لبعض الأطباء المناوبين في الفترة الصباحية, ويضمنها فقط الممرضون الذين يوجهون المرضى لمستشفى تيارت. ذلك حسب مافهمنها من أحد الممرضين ,أن الطبيب المناوب يفضل الخروج وترك عمله لقضاء حاجياته في وقت يبقى المرضى الذي يتجاوز عددهم ال10 ينتظرون عودته بفارغ الصبر. وأضاف محدثنا أن الطبيب المناوب لايتجاوز عمله ال3ساعات. ضف إلى ذلك أنه يلتحق بمنصبه في ساعة متأخرة من الصباح, عوض الساعات المقررة قانونا ؛أي الثامنة صباحا, مما أخلط الأوراق لدى المرضى. كما أن أغلب العيادات متعددة الخدمات تفتقر للكشوفات الطبية الموجهة للتحاليل, وفي هذه الفترة الحرجة من الصيف, فإن مشكلا آخر يقع فيه المرضى لعدم تمكنهم من الحصول مباشرة على التحاليل الطبية ويضطرون لقطع مسافات طويلة. ومن جهة ثانية فإن المستشفيات المنتشرة عبر تيارت هي الأخرى تعاني من نقص فادح في الأطباء. ومنهم ذوي الاختصاصات المطلوبة, كالطب الداخلي والأمراض الصدرية, حيث يعوضهم الأطباء العامون . في حين يبقى الجراحون وفي الحالات الاستعجالية يضمنون عملهم خلال الصيف ,غير أنه ومن الملاحظ فإن أغلب المرضى أو المصابين والحالات الطارئة يتم تحويلهم الى مستشفى وهران .وبهذا فإن مستشفيلت تيارت هي الآن خالية على عروشها وتضمن الحالات الاستعجالية المستعصية, ويبقى المريض تائها بين مختلف المصالح بحثا عن الطبيب المعالج.