لقد خرجنا من عنق الزجاجة دون كسرها وتجاوز الازمة السياسية بخسائر قليلة ومقبولة واصبح بإمكاننا الانتقال الى مراحل متقدمة من الاصلاح والتغيير نحو الاحسن والافضل بفضل الحكمة والتعقل والحيطة والحذر على أعلى مستويات الدولة وتوصلنا الى انتخاب رئيس للجمهورية جديد يتمتع بالشرعية الدستورية والشعبية وعلى اساس برنامج يحمل مشاريع وافكار واعدة سننهض إن تمكنا من تجسيدها وربطنا الاقوال بالأعمال. واذا كان الرئيس الجديد مطالب بإجراء الاصلاحات الاقتصادية والسياسية والمؤسساتية على مستوى الدولة فان ذلك لا يتم ولا يكتمل إلا من خلال احداث تغير في اساليب العمل وانماط التفكير والتسيير والنهوض بالمجتمع تكوينا وتثقيفا وتهذيبا فالتغيير الحقيقي والفعال يبدأ من الانسان الجزائري المطالب بالعمل أكثر واسترجاع الفاعلية التي كانت لديه في الماضي باعتباره وريث للحضارة العربية الاسلامية في العراق والشام وفي الاندلس ليخترع ويبدع ويبني ويشيد ويعلي صرح الحضارة وعلينا العمل بقوله تعالى ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) وأن يكون تغييرنا إيجابيا طبعا وان يكون شاملا من القاعدة الى القمة نحو غاية واحدة وهي ان تكون الجزائر جميلة متقدمة ومزدهرة.