لا يزال قطاع الصحة في الجزائر يصارع حالة متدهورة للغاية، بسبب اعتلالات كثيرة وخطيرة يعاني منها هذا القطاع الحساس والهام في الوقت نفسه، الذي بات يثير الشجون في نفوس المواطنين، كلما فتح الحديث حوله، وعمّق معاناة المرضى، باعتبار أن خدماته المتدنية جدا، لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب، رغم ما تتوفر عليه بلادنا من كفاءات وخبرات، يشهد لها الغريب قبل القريب بالمهنية والاحترافية الكبيرة، تعدى صداها حدود الوطن، والمقصود هنا طبعا، بالأساتذة والأطباء الأخصائيين، الذين هجروا البلاد بالآلاف نحو الخارج، بحثا عن ظروف مهنية أحسن، ومريحة من الناحية المادية أيضا..وهربا من الفساد الذي حطم هذا القطاع، كما حطم غيره من القطاعات الأخرى، وعليه فإن الحالة مستعجلة لإصلاحه وإنقاذه من الموت، والإسراع في استئصال جذور الفساد فيه من العمق، إذا ما أردنا أن يستعيد هذا القطاع فعلا عافيته وصحته !! لم يحل تشييد المستشفيات المشاكل الكثيرة التي يعاني منها قطاع الصحة، فالكل يعلم أن معظمها في وضعية كارثية، أو تعاني من غياب الأجهزة وكل الوسائل الضرورية، وكذا التسيير الحسن والتكوين الأمثل لشبه الطبيين، وغياب النظافة ، والأهم في كل هذا، غياب الضمير المهني لدى الكثير من العاملين في المستشفيات، علما أن هناك حالات تعدت هذا الحد...حد افتقادها للإنسانية وللحس البشري، رغم انتمائها لقطاع يعنى أساسا بصحة المرضى وإنقاذ حياتهم، وعليه فإن هذا الوضع المؤسف والمؤلم، يتطلب في المقام الأول، الإسراع في إصلاحات عميقة لمنظومة الصحة، من الفساد المستشري فيها حد النخاع ، والسهر على تطهيرها وتطويرها وتحسين خدماتها وتلميع صورتها المشوهة في عيون الجميع، علما أن هذا قطاع الصحة، قد استفاد في قانون المالية لسنة 2020، من زيادة تقدر ب 2.28 بالمائة، فهل ستغير هذه الزيادة الوضع المتردي للصحة في البلاد؟