تتابع الجزائر عن قرب تطورات الوضع في ليبيا سواء تعلق ذلك بالجانب العسكري و مسارات التفاوض لحل الأزمة في هذا البلد ، أو الجانب الإنساني ومعاناة الشعب الليبي الشقيق جراء الوضع العسكري المتفجر منذ عام 2011 ، وعليه فالجزائر بحكم الجوار و كذا بدافع المحافظة على أمنها على الحدود مع ليبيا لا تذخر جهدا و لا تتوانى في دفع مسار حل الأزمة المستعصية في هذا البلد بالمزيد من الدعم السياسي ،و السهر بكل ما أوتيت من قوة على التأثير على تثبيت اتفاق الهدنة المتوصل إليه مؤخرا ليصبح قرارا لوقف إطلاق النار ،هذا فضلا عن الاهتمام بالجانب الإنساني من خلال رفع بعض الغبن عن الشعب الليبي في المناطق التي تشهد تصعيدا عسكريا عبر تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين و الهاربين من مناطق الاقتتال . و إذا كانت الجزائر قد ألقت بكل ثقلها من أجل تحريك مسار المفاوضات والحل السلمي للأزمة في الشهرين الماضيين و شاركت في ندوة برلين التي انبثق عنها قرار لوقف إطلاق النار بين الطرفين المتنازعين ،فإنها دعمت تحركها هذا بإرسال قوافل المساعدات الإنسانية إلى الشعب الليبي الشقيق إضافة إلى تنظيم يوم دراسي مؤخرا حول الأزمة الليبية بمشاركة السيد وزير العدل حافظ الأختام بلقاسم زغماتي ،و رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس ،و كذا نائب الأمين العام للهلال الأحمر الليبي عمر فراج ،دعا فيه وزير العدل حافظ الأختام بلقاسم زغماتي العاملين في المجال الإنساني في ليبيا إلى تشكيل قوة ضغط على أطراف النزاع في ليبيا ،مذكرا بموقف الجزائر الثابت في عدم التدخل في الشأن الداخلي لهذا البلد بأي شكل من الأشكال ، فيما وجهت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس دعوة إلى السياسيين وأصحاب القرار في منظمة الأممالمتحدة إلى التفكير في نتائج وتأثيرات قراراتهم على الوضع في ليبيا مشيرة إلى أهمية وضرورة الإسراع في توقيع اتفاق بين الهلال الأحمر الجزائري و الهلال الأحمر الليبي لتنسيق العمل الإنساني بينهما ، و بدوره أكد نائب الأمين العام للهلال الأحمر الليبي عمر فراج على فكرة تأسيس ناد لدول الجوار الليبي يشرف على تنظيم العمل الإنساني و المساعدات الإنسانية الموجهة للنازحين و المهجرين الذين يعيشون مأساة حقيقية ، ناهيك عن المستوى المتردي للخدمات الصحية المقدمة لهؤلاء النازحين و للشعب الليبي على وجه العموم ، و إذا كان لنا لنقف عند الموقف الإنساني و السياسي للجزائر من الأزمة في ليبيا نجد تطابقا و تكاملا بين الجانبين الإنساني و السياسي و هذا للارتباط الوثيق بينهما ، ما دام تحقيق الأمن و السلام ووقف الاقتتال في ليبيا سيضع لا محالة حدا ونهاية لمعاناة الشعب الليبي.