لنتأمل قليلا ماذا فعل فيروس كورونا اللعين بالبشرية جمعاء ،لقد غير نمط الحياة كله في رمشة عين، فتساوت كل الطبقات عبر كامل الدول ، وبات هدفهم الوحيد هو حفظ الأرواح وفقط. كلهم يخضعون للحجر الصحي بلا استثناء، في غياب الدواء الناجع لمعالجة هذا الوباء الفتاك ،الذي أفشل علماء الطب في اكتشافه، أمريكا أكبر الدول العظمى وفي مقدمتها نيويورك ، شوارعها خالية على عروشها،بعدما كانت في وقت قريب تشهد حركية على مدار 24 ساعة بلا انقطاع ،حتى أنك لا تستطيع أن تميز نهارها من ليلها، وبريطانيا اليوم ، مدينة الضباب تخضع لنفس المآل ، وباريس بلد الجن والملائكة على حد قول الأديب الضرير طه حسين سكانها يقبعون في منازلهم لتفادي عدوى الوباء، وحتى المملكة السعودية ،التي يرتبط اسمها بمكة المكرمة التي يتوافد إليها الحجيج من كل فج عميق على مر العصور ، أغلقت منافذها خوفا من تفشي الوباء وحفظا على سلامة الأرواح،من كان يظن أنه سيأتي يوما يحتدم فيه الوضع وتشتد فيه المحن ، ليجتاز فيه المغترب أصعب امتحان،و يترك كل ما وراءه ،ويختار حضن الوطن الذي يسع جميع أولاده، الكل سواسية أمام هذا البأس القاتل.