تعد القلعة البيضاء أو ما يعرف بمركز التعديب "باسيون18" من اخطر المراكز المتواجد بقلب تلمسان لتميزه ب26 زنزانة ضيقة كانت تضم ما بين 10 إلى 15 مجاهدا في الغرفة الواحدة ذات مساحة 1 متر على مترين فقط خصصت للتعذيب الأولي قبل نقل المسبلين إلى الغرف الثلاثة الكبيرة المتواجدة بنفس باحة المركز للتنكيل بهم عن طريق إطلاق الصعقات الكهربائية في أعضاء حساسة من الجسم وغطسهم في الحمض وإعادة العذاب مرة أخرى بالكهرباء .مركز "باسيون18 " يتموقع بالقرب من ثكنة ميلود التي تمركز فيها المستعمر الفرنسي بداية الخمسينات وخلال بروز النشاط الثوري بقوة في المدينة خصصت السلطات العسكرية للمستدمر الغاشم حيزا من الثكنة خارج سورها و أنجز المركز في شكل دائري يحوز على ثلاثين غرفة منها 26 بيت صغير لا يتوفر على منافذ التهوية . و كانت المدة الزمنية التي يمكث فيها المجاهدون بالغرف الضيقة من أسبوع إلى أسبوعين ثم يقتادون إلى مكان الصعق لفترة تتجاوز أربعة أيام للاعتراف بمكان الثوار حسب خريطة كانت تعرض عليهم لتحديد مكان التواجد بالتضاريس الجبلية بالجنوب الغربي و المعابر التي تؤدي إلى الحدود الجزائرية المغربية وكدا الشمالي و الشرقي بصفتهما اتجاهين لنقل المؤونة عبر الوديان هكذا كان المستعمر يسلط التعذيب على المجاهدين بالمركز ال18 الواقع بقلب تلمسان للكشف عما يحيكه قادة حرب التحرير الوطني من عمليات فدائية ضد فرنسا وعندما يفشل الجلادون في الحصول على المعلومات أثناء التعذيب يحول المجاهدون إلى دار الجنرال التي قتلت فيها "مليحة حميدو" للمزيد من العذاب بالغرف الثلاثة بنفس المركز وأفاد مصدر من منظمة المجاهدين ان الدين استشهدوا بمركز "باسيون18" و يقدر عددهم ب1000 شخص قتلوا على يد السفاح "أبيلا" هؤلاء معظمهم من المدنيين العزل ممن قطنوا أعالي تلمسان كبودغن و الرياط و العباد و القلعة لمحاذاتهم للمرتفعات الجبلية وجلهم القي عليهم القبض في "لابلاس" و قرب المشور .وزج المستعمر الفرنسي بالأبرياء نحو المركز انتقاما للتفجيرات التي توالت بالساحة العمومية التي يتجمع فيها الفرنسيون وهو ما جعل فرنسا تنجز المركز في اقل من شهر سنة 1953 لطمس أثر "الفلاقة" كما نعتهم المستعمر الغاشم و تواصلت فيه التنكيلات لغاية 1958 و نجا من سجناء المركز سوى 130 مجاهدا .فهذا المركز أسماه المجاهدون "جهنم الأرض " لما سمعوا عنه في الإعلام الفرنسي و من عذبوا به استشهدوا باستثناء العدد القليل ممن لم يُنقلوا إلى دار الجنرال . مديرية المجاهدين لا تزال تتحرى في أسماء الشهداء و المجاهدين ممن غادروا القلعة البيضاء .فهدا المركز تحول قبل سنة 2016 الى فضاء للقاء المدمنين على الخمر و المنحلين أخلاقيا و تدخلت جمعية "أسبويت" للمحافظة على البيئة في تلك الفترة وقامت بتنظيف المركز و أخرجت شاحنتين مملوئتين بالنفايات وينتظر المركز نصيبه من الترميم .