ترك اللاعب الأسبق لفريق جبهة التحرير الوطني سعيدة عمارة ، الذي انتقل إلى رحمة الله أمس الأحد، تاريخا كرويا طويلا ومتنوعا بالإنجازات. سعيد عمارة ولد بمدينة سعيدة في 11 مارس 1933، حيث ترعرع في عائلة محافظة مولعة بالروح الوطنية والتعاليم الدينية. ورغم الظروف الإستعمارية إلا أنه كان من ممارسي كرة القدم، التحق بمدارس مولودية سعيدة أواخر سنوات الأربعينات من القرن الماضي، ليسجل اول حضوره مع الأكابر سنة 1951 أين قضى موسمًا. برز إسمه بين الأندية الجزائرية الناشئة آنذاك، لينتقل بعد موسم واحد مع مولودية سعيدة إلى النادي الإسلامي لمدينة بلعباس، فقضى مع أبناء المكرة 3 مواسم، ليكون ضمن صفوف فريق جبهة التحرير الوطني سيما وأن زوجته فرنسية الجنسية دعمته ليكون في صفوف الحركة التحريرية لكن بصيغة مغايرة وهو تمثيل الجزائر في المحافل الدولية والترويج للقضية الوطنية، وهو ما جعله يحترف في فرنسا فكان نادي ستراسبورغ موسم (1956/1957) المحطة الأولى لسعيد عمارة، حيث خاض خلال هذه التجربة 24 مباراة سجل على إثرها 3 أهداف، لكن مشواره جعله محل اطماع عدة اندية فرنسية، فتنقل بعدها إلى نادي «بيزيه» وخاض معه 87 مباراة سجل من خلالها 28 هدفا بداية من سنة 1957 إلى غاية 1960، لينهمك بعدها في تمثيل الراية الوطنية قصد الترويج للقضية الوطنية إلى غاية الإستقلال وهو ما كان في الأخير ، ليعود بعدها إلى الملاعب ومن بوابة نادي بوردو الفرنسي أين قضى موسمين كللا بتسجيله ل 9 أهداف مقابل 41 مباراة خاضها مع النادي الفرنسي بعد 1962، كما خاض نهائي كأس فرنسا في عام 1964. في الموسم التالي عاد إلى الجزائر، للعب تحت ألوان مولودية سعيدة، الذي فاز معه بأول كأس جزائر سنة 1965. وفي عام 1971، وضع حدا لمسيرته كلاعب كرة قدم، بعدما أصبح أن كان مدربًّا ولاعبًا لشبيبة تيارت، حيث قرر خوض تجربة تدريبية فكان المنتخب الوطني بوابته بعدما أشرف عليه سنة 1969 وهو لا يزال لاعبًا، ثم عاد ودربه في 1972 و1973 و1974. كما خاض الراحل سعيد عمارة تجربة في مجال التدريب بإشرافه على عدة أندية منها مولودية وهران، شبيبة تيارت وفريق مسقط رأسه مولودية سعيدة والمنتخب الوطني الجزائري. وفي عالم التسيير ترأس في منتصف التسعينات الإتحادية الجزائرية لكرة القدم لفترة مؤقتة. كما كان أول رئيس لرابطة سعيدة الجهوية عند تأسيسها في 2002. بوفاة الشيخ سعيد عمارة ، الذي يشهد له الجميع بحسن الخلق والمعاملة الطيبة والاحترافية في العمل ، تفقد الجزائر رمزا من رموز النضال والتفاني وأحد الأبناء البررة لهذه الولاية.