لم يعد تدخل مصالح الخبرة التقنية «سي تي سي» يقتصر فقط على البنايات الهشة المدرجة في الخانة الحمراء، التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية والمهددة بالانهيار فقط، بل تعدى ذلك إلى المعالم الثقافية التاريخية التي تعتبر رمز من رموز ولاية وهران، التي بحاجة إلى ايلاء الأهمية لها وترميمها للحفاظ عليها من الزوال، مثلما هو الشأن بالنسبة للمكتبة الكاتدرائية، حسبما أوضحه مدير مركز «سي تي سي». خاصة وأن المعلم يعد تحفة معمارية وتاريخية هامة تتوسط المدينة ويتجاوز عمرها القرن من الزمن، وهي من ضمن أهم رموز الولاية ومن الأماكن الثقافية التي تستقطب زوار المدينة والسياح، وأشار إلى أنهم قاموا بطلب من بلدية وهران بخبرة تقنية حول وضعية هذا الصرح، الذي هو بحاجة الى التدخل والتهيئة، ونفس الأمر بالنسبة لباقي المعالم الأخرى المبرمجة مع مديرية التعمير، على غرار المسرح الجهوي عبد القادر علولة، الذي يتطلب تدخلا عاجلا من أجل تهيئته وترميمه والتكفل أيضا بالتماثيل المهددة بالانهيار وسبق وأن كانت محل اهتمام من قبل المختصين التي تم عرض وضعيتها على وزيرة الثقافة، خلال زيارتها الأخيرة لولاية وهران، وجعلت الوالي يقرر ضبط مخطط استعجالي بالتنسيق مع مختلف الفاعلين، من بينها «سي تي سي» لترميمها في أقرب الآجال، إضافة إلى المتحف الوطني «أحمد زبانة» الذي سيخضع بدوره خلال الأيام القليلة القادمة للخبرة التقنية بغية ترميمه في إطار المشروع الذي ستتكفل به الوزارة والخاص بعصرنته مع خبراء من دولة التشيك، بمجرد انتهاء فترة الحجر الصحي ليكون بمواصفات عالمية، ونوه المسؤول إلى أنه حتى المعهد البلدي للموسيقى « أحمد وهبي» المحاذي لثانوية «باستور» سيخضع للرقابة التقنية لتحديد وضعية البناية التي تعود الى الحقبة الاستعمارية، علما بأن هذه المعالم الثقافية التي تتوسط مدينة وهران ستخضع للترميم لتكون جاهزة قبل احتضان الولاية لفعاليات البحر الأبيض الموسط لعام 2020.