تبدأ الجزائر هذه الأيام فترة التعايش مع جائحة كورونا من خلال الفتح التدريجي للمساجد والشواطئ والمتنزهات وفضاءات التسلية و الفنادق والمطاعم والمقاهي ابتداء من يوم 15 أوت الجاري وهذا ضمن إجراءات وتدالبير الوقاية المطلوبة من انتشار عدوى كوفيد 19 للفترة من 9 أوت إلى 31 منه ،حيث تعتبر هذه الخطوة بادرة أمل و فرصة للمواطنين للخروج من ضيق الحجر الصحي الذي قيد تحركاتهم و حرياتهم خاصة بعد تقليل فترة الحجر ثلاث ساعات ليصبح من الساعة الحادية عشر ليلا إلى الساعة السادسة صباحا من اليوم التالي و هذا بغية تخفيف الضغوط النفسية لتدابير وقيود الحجر الصحي ،ومن المؤكد أن إعادة فتح المساجد تعد أكبر خطوة من شأنها بعث الارتياح والاطمئنان في نفوس المواطنين الذين يتأسفون كثيرا على عدم أداء صلوات الجماعة و التراويح وصلاة عيدي الفطر والأضحى في بيوت الله بسبب كورونا و بفتح من جديد أمام جموع المصلين ستسترجع المساجد حياتها و نشاطها من خلال أداء بعض الصلوات فيها وليس كلها مع استثناء صلاة الجمعة التي تؤدى في المنازل و هذا تفاديا لتجمع المصلين وازدحامهم في انتظار الفتح الكلي لكل المساجد والسماح بأداء كل الصلوات فيها في الفترات القادمة ،و دائما تحت نفس العنوان و هو التعايش مع الكوفيد 19 و الاتجاه نحو الفتح التدريجي لعدد من النشاطات الدينية والتجارية سوف تفتح المتنزهات وفضاءات التسلية والشواطئ بالعودة إلى النشاط لكن وفق احترام لإجراءات الوقاية الاحترازية و هكذا ستعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيا في ظل جائحة كورونا و يخرج المواطنون من منازلهم بعد ما يقارب ستة أشهر من الحجر الصحي المنزلي و هي قرارات و إجراءات تسعد المواطن لا محالة و تخرجه من دائرة القلق و الانزعاج من تبعات الحجر الصحي في المنازل كل هذه الفترة حيث ستستغل العائلات من شباب و أطفال ومراهقين ونساء و كهول فترة حرية التحرك للترفيه وتغيير الجو، لكن المهم في كل هذا هو احترام التباعد الجسدي و ارتداء القناع الواقي للوجه و التعقيم و الالتزام بقواعد النظافة ،و تفادي الازدحام و كل ما يترتب عنه من فرص لارتفاع عدد المصابين بكوفيد 19 و انتشار العدوى بسرعة فالمواطن اليوم مسؤول مسؤولية كاملة عن صحته و صحة أفراد عائلته و محيطه ككل في حال أغفل جانب الالتزام بالقيود الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا و عليه فالقضية اليوم قضية وعي و إحساس بالمسؤولية في إطار محاولة للتعايش مع الجائحة في انتظار توفر اللقاح ووصوله إلى المواطنين ،لنا اليوم أن نتفاءل كثيرا خاصة بعد صدور قرار إعادة فتح المساجد تدريجيا ،و لكننا نسعد أكثر و نحن نرى ان الجزائر على أهبة طي صفحة مؤلمة من يوميات وباء كورونا إذ ستتعالى الأدعية لله سبحانه وتعالى بالتعجيل بالشفاء و ذهاب الوباء و رفع البلاء في المساجد مع كل صلاة .