بالرغم من الحركة المسرحية التي تشهدها ولاية البيض وبروز فنانيها وطنيا ودوليا، إلا أن المدينة لا يوجد بها مسرح جهوي، وهو ما يشكل هاجسا كبيرا لدى المبدعين الذين تعذر عليهم عرض انتاجاتهم الفنية أمام الجمهور بمدينتهم في ظروف جيدة . وحسب مصدر مطلع من قطاع الثقافة ،فقد تم برمجة مسرح جهوي بمدينة البيض خلال سنة 2011، لكنه لم ير النور، و ظل يراوح مكانه بسبب الإجراءات الإدارية ، فجاءت فترة تجميد المشاريع خلال سنة 2015 ،لتزيد الأوضاع سوءا و يختفي هذا الحلم إلى الأبد، ما حرم الولاية من هيكل فني مهم ، ليس للمسرح فقط بل لمختلف الأنشطة الإبداعية، من عروض مسرحية ومهرجانات فنية ، وكثيرا ما تتقلى ولاية البيض اقتراحات من أجل إحياء نشاطات ثقافية وملتقيات ومحاضرات ، لكن مشكل القاعة يحول دوما دون تنظيم هذه النشاطات. ويضيف مصدرنا أن القاعة الملحقة بدار الثقافة محمد بلخير لها قدرة استيعاب معقولة لكن لا تسمح بتقديم عروض مسرحية كبيرة ، لصغر مساحة وحجم الخشبة التي لا تتوافق مع مقاييس العرض المسرحي، وهو ما أكده لنا أيضا أحد الممثلين، فقاعة دار الثقافة لا تصلح إلا لنشاطات ترفيهية وعروض بهلوانية للأطفال، أو ندوات تجمعات بسيطة، إضافة إلى أنها لم تُستلم بعد لأنها تحتاج لكثير من التجهيز، إذ تم وضع الكراسي فقط ، وهوما يحول دون استغلالها ، وعليه فإن فناني ولاية البيض يطالبون بإنجاز مسرح جهوي يحتضن نشاطاتهم التي من شأنها أن تعكس ثقافة المنطقة وبهاءها الإبداعي، خاصة في المناسبات الوطنية و الدينية.