يعرف العالم تحولات وتغيرات كبيرة على مختلف الأصعدة منها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية فرضتها الظروف الاستثنائية الناجمة عن جائحة كورونا والاستعداد لما بعدها الذي سيكون مختلفا عما قبلها حسب توقعات الخبراء ولهذا بدأ ت الدول الكبرى تعد العدة مستغلة الظروف الحالية المتميزة بالضبابية والخوف لتفرض نظرتها وتوجهاتها مستهدفة منطقتنا العربية والإفريقية قصد الهيمنة عليها وتكريس تبعيتها فالجزائر مطالبة بالتعامل الجدي مع الملفات والقضايا التي تهمها كالقضية الفلسطينية والقضية الصحراوية وليبيا والساحل الأفريقي فهناك يغيرا في قمة هرم السلطة بالولايات المتحدةالأمريكية وتولي الرئيس المنتخب الديمقراطي جو بايدن مهامه في البيت الأبيض خلفا للجمهوري دونالد ترامب الذي احدث أزمة خطيرة في أقوى دولة بالعالم وترك وراءه ملفات شائكة تحتاج الى مراجعة من بينها الملف الصحراوي فقد اعترف دونالد ترامب بتبعية الصحراء الغربية للمغرب مقابل تطبيعه مع إسرائيل التي صارت قريبة من حدودنا مشكلة لأمننا واستقرارنا وامن المنطقة كلها ولهذا بدأت الدبلوماسية الجزائر في التحرك السريع لاستدراك الوضع وبأمر من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي أكد أن الجزائر قوية وأقوى مما يظن البعض في رسالة واضحة ودعما لمواقف الجزائر الثابتة وشرحا لسياستها قام وزير الخارجية السيد صبري بوقادوم الأسبوع الماضي بجولة في أربع دول افريقية شملت دولة جنوب افريقيا ومملكة ليسوتو وانغولا وكينيا قابل خلالها رؤساء ومسؤولي تلك الدول وتناولت المحادثات معهم الوضع في القارة الأفريقية التي تعيش أزمات ومشاكل أمنية واقتصادية وسياسية حيث تسعى الجزائر لإقامة علاقات تعاون وشراكة وتبادل ثقافي واقتصادي وتجاري وتنسيق الجهود فدولة جنوب أفريقيا لها ثقل كبير في القارة وتربطها علاقات متينة بالجزائر ونضال مشترك ضد التمييز العنصري والاستعمار وكذلك الأمر بالنسبة لانغولا وليسوتو وكينيا بالإضافة إلى نيجيريا فلابد من العمل على كسب الدول الأفريقية لتأييد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والتصدي لسياسة المغرب الهادفة لتكريس احتلاله للصحراء الغربية والذي تمكن من اختراق الصف الأفريقي وجذب بعض الدول لجانبه مستغلا انشغال الجزائر بالحراك وكورونا والإصلاحات الداخلية والتي عليها أن تتحرك بسرعة وفق خطة مدروسة وأخذ زمام المبادرة من جديد وذلك بالاتصال المباشر والتحرك على الأرض الأفريقية الساخنة وفي أدغالها وتحريك بعثاتها الدبلوماسية في الدول الأفريقية وتنشيط المبادلات التجارية والاقتصادية والثقافية وتكثيف تبادل الزيارات وتنظيم رحلات جوية للعواصم الأفريقية والإسراع باقامة المنطقة الحرة وربطها بالطريق الأفريقي العابر للصحراء وميناء الحمدانية بشرشال وتقديم المساعدات من أدوية وبناء مدارس ومراكز صحية وحفر الآبار فقد تجاوزنا زمن الحديث عن الاستعمار والعنصرية والامبريالية فالاقتصاد هو كل شيء فلابد من الاستثمار والشراكة وفتح الأسواق للاستيراد والتصدير وأحياء طريق القوافل ليماثل طريق الحرير الذي تقوم الصين بشقه من جديد فالدول الأفريقية تحتاج إلى جرعات اقتصادية بالدرجة الأولى وحبذا لو يكون وزير الخارجية مرفقا بوفد لرجال الأعمال في زياراته القادمة وفي مثلنا الشعبي ((اطعم الفم تستحي العين )) فالجزائر لها إمكانياتها وخبرتها وحنكتها السياسية وقوتها المادية والمعنوية القادرة على الإقناع وكسب الأصدقاء ولتلعب دورها كاملا في أفريقيا التي تشهد تنافسا قويا بين أطراف إقليمية ودولية