تواصل الرياضة النسوية رفع التحدي في بلادنا ، رغم ما حققته من انجازات منذ الاستقلال إلى يومنا و هذه المرة يأتي هذا التحدي في عز أزمة وباء كورونا التي عصفت بالعالم و تأثرت منها الرياضة كثيرا ، حيث استمرت تدريبات النساء الرياضات على انقراض رغم تدابير الحجر الصحي و التباعد الاجتماعي للحفاظ على لياقتهن ريثما تستأنف المنافسات الرياضية النسوية ، كما كان العديد من الأسماء الرياضية النسائية دورا مهما خلال الجائحة في التحسيس بخطورة الوضع و الوقاية منها . كما يبقى الإنجاز التاريخي المحقق منذ أيام في رياضة التجذيف من خلال بطولة العالم داخل القاعة ، هو الأبرز و الأهم منذ عدة سنوات بعد أن حققت أمينة روبة بتحقيقها للبرونزية و الفضية في حين حققت مروى غربي في ذات البطولة ميدالية فضية لكن بالنسبة لفئة أصحاب الهمم، كما كانت سنة 2020 الماضية استثنائية بالنسبة للمرأة الرياضية و ذلك بحصول ملكة الجيدو الإفريقي سليمة سواكري على حقيبة وزارية متمثلة في كاتبة الدولة المكلفة برياضة النخبة ، كما لا يختلف إثنان على أن الرياضة النسوية عرفت قفزة نوعية في الجزائر بدليل تزايد عدد الممارسات لها فضلا عن النتائج التي حققتها المرأة الجزائرية في مختلف المحافل الدولية و يكفيها فخرا أنها كان لها شرف حصول الرياضة الجزائرية على أول ميدالية عالمية و الأولى من المعدن النفيس في أولمبياد برشلونة 1992 عن طريق ابنة مدينة الجسور المعلقة حسيبة بولمرقة ، لتكرر نفس الانجاز ابنة بومرداس نورية بيندة مراح في المبياد سيدني سنة 2000 ، كما سبق للثنائي المذكور العديد من الأسماء تألقت و برزت من الجزائريات رياضيا كالسباحة عفان زازة صاحبة فضية الألعاب الإفريقية 1978 المقامة بالجزائر شأنها شأن صاحبة أول حضور نسوي في الأولمبياد سكينة بوطمين في موسكو 1980 ، ناهيك عن صاحبة فضية الألعاب المتوسطية بالدار البيضاء المغربية سنة 1983 في اختصاص السباعي العداءة طيبي ، أما في الجيدو فقد سجلت المرأة الجزائرية أول حضور لها في دورة سيول 1988 عن طريق المصارعة هاشمي ، حيث انتظر الجيدو النسوي إلى غاية أولمبياد بكين 2008 كي يحقق أول ميدالية أولمبية للبساط الجزائري عن طريق البطلة صوريا حداد ، دون نسيان البطلة الإفريقية ابنة الباهية و المدربة الوحيدة حاليا بالجهة الغربية حورية عمور ، كما لا يمكن أن تمر عن من كتبن تاريخ الرياضة الجزائرية دون الحديث عن البطلة الإفريقية للمبارزة زهرة قمير التي آفل معها نجم السيف الجزائري عن طليعة التتويجات القارية و حتى العربية منذ أن وضعت حدا لمسيرتها ، جماعيا لم تبلغ الانجازات ما تحقق فرديا ، رغم مشاركات منتخبي كرة اليد و الطائرة في المحافل العالمية إلا أن ذلك يبقى قليل في حين كان تألقها القاري مرهون بالإمكانيات التي وضعت تحت تصرفها لتكتفي كرة الطائرة بتتويج إفريقي وحيد في البليدة 2009 بالمقابل اكتفت الكرة الصغيرة بالوصافة سنة 1996 أما عن كرة السلة و القدم لا تزال سيدات الجزائر يحاولن فرض أنفسهن قاريا لحد الساعة ،حيث تعتبر تجربة كرة القدم النسوية فتية كثيرا في الجزائر رغم ذلك سجلت حضورها في المحفل القاري 3 مرات فقط و يرجع الكثير من الأسرة الرياضية تواضع نتائج الاختصاصات الجماعية مقارنة بالفردية إلى العقليات المتحجرة في المجتمع التي لا تزال لها فكرة خاطئة عن المرأة الممارسة للرياضة إلى جانب غياب إطارات متخصصة في الرياضة النسوية ، دون نسيان نقص الاهتمام و الرعاية خاصة في توفير الإمكانيات المادية مقارنة بالذكور ، كما وضحت عضو رابطة كرة القدم النسوية ليندة بركاني ، في حين يقتصر النجاح على الصعيد الفردي إلى إرادة الجزائريات في رفع التحدي على غرار الرجال ، كل هذا جعل الرياضة النسوية بعيدة كل البعد عن الوصول لمنصة التتويج العالمي في شاكلة الألعاب الأولمبية بعد آخر ميدالية محققة في 2008 ، لتبقى الرياضة الجزائرية تنتظر بشغف ميلاد بولمرقة أو بنيدة مراح جديدتين يتجلى هذا بوضع سياسة واضحة المعالم للرقي بسيدات الجزائر قبل الحديث عن الذهنيات المتحجرة و التعصب الاجتماعي. كما تبقى الرياضة النسوية في جل المنافسات الرياضية و الجماعية في شاكلة كرة القدم و اليد على سبيل المثال و ليس الحصر ، بقرار رفع التعليق عن أنشطتها حتى تعود للتدريبات و الأجواء التنافسية.