* قعنب محمد مدير الوكالة بالولاية :إعادة جدولة الديون ودراسة الملفات على مستوى البنوك
في سنة 1996 استحدثت الدولة الجزائرية جهاز باسم "الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب / أنساج" الهدف منه استقطاب الفئات الشابة و خاصة الحاملة لمشاريع قابلة للتجسيد وهذا لبناء قاعدة اقتصادية قوية من جهة و خفض نسبة البطالة التي بلغت آنذاك 28.58% من جهة أخرى . جهاز "آنساج" استمر على هذا النحو في تمويل حاملي المشاريع إلى غاية 2020 ما ساهم في تخفيض وبشكل كبير نسبة البطالة التي توقفت عند حد 11% ، فيما قفزت اليد العاملة إلى 42% وطنيا. ولاية مستغانم التي يقطن بها حوالي 450 ألف نسمة و مع مرور الوقت أثبت هذا الجهاز عدم قدرته على مسايرة التطورات التي عرفها عالم الشغل وكذا تطلعات الشباب جراء التقدم التكنولوجي الرهيب ، ما دفع بالدولة التدخل من جديد و إجراء إصلاحات عميقة على الجهاز كإلغاء شرط البطالة لتمكين الشباب من الاستفادة من تمويل البنوك لمشاريعهم ، سحب ملفات المدينين من المحاكم ، إعادة جدولة ديون المؤسسات التي كانت في حالة نشاط ، بالموازاة مع هذا تم وضع برنامج طموح يهدف إلى بلوغ اقتصاد متزن و فعال قائم على تدعيم و ترقية المقاولاتية والمؤسسة المصغرة ، ضمان تسيير المؤسسات ذات المناطق المحددة ، تطوير و رقمنة أدوات الوكالة للمؤسسات المصغرة الجديدة ، إبرام اتفاقيات مع عدة هيئات وزارية وشركات وطنية لتوفير دفتر شروط لهذه المؤسسات المصغرة كي تتمكن من الخبرة و تضمن ديمومتها ، تشجيع تبادل الخبرات مع أجهزة دولية ، و استحداث شراكة مع الوكالات الأجنبية ... في سياق هذه النظرة البعدية غيرت وكالة "آنساج اسمها لتصبح "الوكالة الوطنية لدعم و تنمية المقاولاتية . و حسب قعنب محمد مدير الوكالة بولاية مستغانم فإن أنساج التي أصبحت اليوم "آناد" موجودة في عالم الشغل منذ 23 سنة ، أنشأت بمرسوم تنفيذي في جوان 1996 . بولاية مستغانم شرعت الوكالة في النشاط ابتداء من سنة 1997 ، و مولت حوالي 8.900 مشروع موزعة عبر مختلف الأنشطة أكثرها الخدمات (التصليح بمفهومه الواسع ، الإطعام ، الترصيص...) ، الفلاحة (أجهزة فلاحية ، مختلف المنتجات الفلاحية كالخصر والفواكه) ، يليها النقل الذي جمد في 2011/2012 بسبب التشبع إلى جانب كراء السيارات والعتاد ، بإمكاننا فتح خطوط للنقل شرط رفع رؤساء البلديات طلبات لمصالحنا كي نخفف أزمة النقل على مواطنينا . *70 بالمائة من المشروع يقوم على تأهيل صاحبه و يضيف نقبل المشاريع التي نلتمس فيها أن أصحابها لهم القدرة الكافية لتحمل مسؤولية قراراتهم في ولوج هذا العالم المقاولاتي ، لأن نسبة 70% من المشروع يقوم على مدى دراسة الشباب مشاريعهم وتكوينهم في ذات الاختصاص وخاصة إرادتهم في النجاح. وكالتنا مولت أنشطة كثيرة ، ما يجب ملاحظته أن الأنشطة و بصفة عامة تتماشى و الكثافة السكانية لكل مدينة ، فكلما كانت الكثافة كبيرة تكثر الأنشطة و تتعدد ، مثلا مدينة مستغانم تجمع عدد كبير من الأنشطة بسبب كثافة سكانها ، ثم تليها البلديات بالتدريج أي حسب عدد سكانها و رغبة الشباب في اختيار المشاريع ، ما يخصنا كوكالة ندفع دوما الشباب الإقبال إراديا على المشاريع الفلاحية والصناعية وخاصة التحويلية (الطماطم ، المشمش ، التين الهندي ...) التي تتميز بها ولاية مستغانم . *الطلبة أكثر الفئات استهدافا في الحقيقة اليوم نستقطب كل الشرائح ، من بينها طبعا الطلبة ، حيث خصصنا لهم أيام إعلامية بجامعة عبد الحميد بن باديس وكذا طلبة معاهد التكوين المهني ، وقد لاحظنا اهتماما كبيرا لهذه الفئة المثقفة خاصة بعدما تم رفع وإلغاء شرط البطالة الذي كان عائقا حقيقيا ، هكذا بات عالم إنجاز مؤسسات مصغرة في متناول الجميع ، المهم وكالتنا وفي كل الأحوال تعمل على تحفيز حاملي المشاريع لإنشاء مؤسسات مصغرة تستجيب لمتطلبات الولاية و تكون مشاريع ناجحة قابلة للتوسيع مستقبلا .هذا الإجراء الذي اتخذه الرئيس عبد المجيد تبون تم تنفيذه فعليا ، لا أخفي عليك بأنه كان هناك عدد كبير من المستفيدين من "آنساج" متابعين قضائيا ، وقفنا كل المتابعات التي صدرت في حقهم كما تنازلنا عن الملفات التي كانت مطروحة أمام العدالة وذهبنا إلى حلول أخرى كإعادة جدولة الديون ، و يوميا نستقبل ملفات أصحاب المشاريع المتوقفة أو الفاشلة ونسلمها إلى البنوك التي تشرع في دراستها ، شرطنا الوحيد هو وجود العتاد ، في المقابل يستفيد هؤلاء من امتيازات تتمثل في إلغاء كل غرامات التأخير يبقى فقط القسط الرئيسي الذي يعاد جدولته دون تخفيضات أي 100/100 ، مثلا إذا تم تمويل مشروع بقرض 10 ملايين سنتيم يعاد جدولة فقط هذا المبلغ دون فوائد حتى نحفز المدينين ونعيد بعث المؤسسة من جديد واستكمال مسارها . *اتفاقيات مع شركات وطنية لمرافقة المؤسسات المؤسسة المصغرة أنشأت بمرسوم يحدد عدد عمالها الذين لا يتعدون 9 عمال لكن هناك مؤسسات تتجاوز هذا الحد ، نقبل نحن بذلك كونها تساهم في امتصاص البطالة وتطوير اليد العاملة . أضف أن الفلسفة التي جاء بها هذا الجهاز الذي ألغى شرط البطالة وأعاد جدولة الديون المؤسسة المصغرة ، الجهاز ذهب إلى أبعد حد وهو إبرام اتفاقيات مع عدة هيئات وزارية وشركات وطنية لتوفير دفتر شروط لهذه المؤسسات حتى تتمكن من الخبرة و تضمن ديمومتها .و قد تم تنظيم لقاءات تشاورية دورية مع المديريات الولائية المنخرطة في هذا المسعى وهي عبارة عن لجنة محلية متكونة من مختلف الهيئات والأمور سائرة ، أضف أن المراسيم جديدة صدرت إلا في 22 نوفمبر 2020 وعلينا تجسيدها على أرض الواقع ، هذا الجهاز موجود في كل أنحاء العالم ، يساعد في خلق الثروة ومناصب الشغل ويقضي على البطالة ، للتذكير فإن كل ولاية لها إمكانيات استثمارية تختلف عن ولاية أخرى و بالتالي بتضافر جهود الجميع سيكون في الجزائر إقلاع اقتصادي حقيقي . و تسعى الوكالة إلى توظيف الحلول في مساعيها خدمة للشباب حاملي المشاريع وأخص هنا المحلات ، حيث نعمل على إعادة استغلال المحلات غير المستغلة و منحها لأصحاب المشاريع المصغرة بعد تحويل طلباتهم إلى البلديات المعنية ، ثانيا توزيع المحلات التابعة لديوان الترقية و التسيير العقاري المخصصة لأجهزة الدعم الثلاثة " كناك ، أناد و أنجام ، أما الإجراء الثالث فهو موجه لأصحاب النشاطات التي تتطلب عقارا أوسع . و ما تعلق بالتمويل قفزت الوكالة من تمويل مشاريع في حد 400 مليون سنتيم إلى 1مليار سنتيم للمشروع ، كما ستفتح "آناد" آفاق رحبة للشباب . يقول مدير وكالة مستغانم أن جهاز "أنساج" في أدى ما عليه ، و كان في خدمة الشباب و الاقتصاد الوطني كما ساهم في القضاء على نسبة هامة من البطالة ، أما "آناد" الذي خلف "آنساج" أرى بأنه أتى هو الآخر بأشياء كثيرة إيجابية ولصالح الشباب برنامجه يواكب العصر والتكنولوجيا ، ما بقي علينا وعلى الشباب إلا السير والعمل على تطابق مشاريعهم مع متطلبات الواقع كون القوانين التي جاء بها جهاز "آناد" له دور كبير في تحريك الاقتصاد وخلق الثروة و امتصاص البطالة و تطوير النشاط .في الأخير أتوجه إلى حاملي المشاريع على مستوى ولاية مستغانم وأطب منهم الاقتراب من وكالة "آناد" لإنجاز مشاريعهم حسب المنطقة التي سيستثمرون فيها لأن دراسة السوق هي التي تجعل المؤسسة تنجح وتتطور في المستقبل. **************** انطباعات
مصطفاوي قدور / صياد "جودة التجهيزات المستوردة ضرورية لاستمرار المؤسسة" امتهن حرفة الصيد منذ الصغر ، في سنة 2011 قدمت لوكالة "آنساج" ملف للاستفادة من تمويل مركبة صيد ، في سنة 2015 استفدت من القرض فأصبحت مالك مركبة صيد ذات طول 11م و30سم ، دخلت سوق ملاك السفن وكلي أمل في نجاح مساري المهني ، بعد مرور سنتين اعترضتني مشكلة تمثلت في عطب بالمحرك ، الأغرب فيها أن سنوات التأمين لا تتعدى السنتين ؟؟؟ ، هكذا وجدت نفسي في مشكلة كبيرة لأن مؤسسة التأمين رفضت تأمين المحرك ، اضطرتني الظروف إلى دفع في آن واحد أقساط البنك الشهرية و شراء محرك جديد بقيمة 65 مليون سنتيم وكذا دفع مستحقات أخرى . الخروج من هذه الأزمة لن يكون إلا عن طريق الامتيازات التي منحتها الوكالة للمدينين كالجدولة ومسح الفوائد ، أرجو من المسؤولين الذين يبرمون عقود الشراكة مع المؤسسات الأجنبية أن يراعوا مدى جودة المنتوج الذي نقتنيه نحن من المؤسسات الموردة ، لأنه من غير المعقول أن تكون حياة محرك مركبة صيد بحجم "غاليون" إلا سنتين ؟ . ==== العربي قورشي عبد الوهاب (ميكانيكي) مستفيد من الجدولة "أعمل على تسديد الديون" مهنتي الميكانيك ، منحتني "آنساج" شاحنة مخصصة لإصلاح السيارات ، بدأت أشتغل بطريقة عادية ، بعد فترة سوق العمل بدأ يتراجع شيئا فشيئا فوقعت في أزمة حقيقية ، حيث عجزت عن تسديد مستحقات الشاحنة التي تتراوح قيمتها ما بين 300 إلى 400 مليون سنتيم ، لما دخلت البلاد في الحجر بسبب وباء كورونا زادت أزمتي فعجزت عن اقتناء حاجيات عائلتي ، تحركت في كل الاتجاهات بما في ذلك الشركات والمؤسسات العمومية والخاصة ، إلا أن هذه الأخيرة التي طلبت مني طلب غير معقول وهو منحها الشاحنة والتعامل معها عن طريق الكراء ، لا أخفي عليك خفت من هذا الإجراء وفضلت البقاء عاطلا بدل الدخول في مغامرة لا أعرف مخارجها ، توقفت عن تسديد الديون فارتفعت الغرامات و وضع ملفي في العدالة ، الحمد لله اليوم وبفضل الإجراءات الجديدة استفدت من الامتيازات وسأعمل على تسديد ديوني التي اقترضتها من البنك ، للخروج من هذه الوضعية شطبت السجل التجاري لوكالة آنساج وفتحت سجل آخر خاص بنقل البضائع عسى أن أجد الطريق . === بلخير سعيد / مستفيد من مخبزة "استفدت من توجيهات خلال نشأة المؤسسة " حاليا ، أنا طالب جامعي بجامعة مستغانم ، تقدمت إلى وكالة "آناد" لمعرفة الكيفية التي تمكنني من الاستفادة من تمويل مشروع مخبزة ، لماذا اخترت هذا المجال ؟ لأنه و ببساطة عائلتي كلها تمنتهن مهن حرة في الصناعة و المقاولاتية ، أضف أن لي تجربة في تسيير المؤسسة المصغرة لأنني مندمج في هذا المجال منذ مدة ، بعد لقاءي مع المسؤول المكلف بدراسة الملفات منحني فكرة واضحة عن المشروع و وجهني ، فمثلا كنت أرغب في جلب آلات العمل من الخارج لكنه أبلغني بأن الآلات يمكن اقتناؤها من السوق المحلية ، أضف أنه أرشدني فيما يخص المرافقة والمدة التي أبدأ فيها بتسديد ديون البنك .