أذّى تقاعس المواطنين و عدم اكتراثهم للتصاعد الذي كان يبدو بطيئا لوباء كرونا إلى دخول الجزائر منطقة الخطر الحقيقي ، مع ما قد ينجم عنه من أخطار و عواقب وخيمة و أيضا قرارات صارمة قد تتّخذها السلطات العليا في البلاد ، في عزّ العطل و الارتفاع اللافت لدرجات الحرارة في كل ربوع الوطن و أيضا اقتراب عيد الأضحى المبارك. و الملاحظ أنّ ليس ثمّة ولاية لم تعد تسجّل حالات الوباء بالإضافة إلى التفاوت في هذه الإصابات من ولاية إلى أخرى ، ف 19 ولاية سجّلت ما بين 12 و 179 مثل الجزائر العاصمة التي حطّمت رقما قياسيا ببلوغها 179 حالة تليها وهران ب 85 ثم باتنة ب 63 فقسنطينة ب 60 و تيزي وزو ب 53 ثم البليدة ب 39 في حين بلغت 18 ولاية أقل من 10 إصابات ، و أدنى الحالات في عين الدفلى و خنشلة و قالمة و الطارف بحالتين لكلّ واحدة إصابة و هذه أرقام أمس الأوّل . و من خلال الأرقام فقد تصدّرت المدن الكبرى المراتب الأولى من حيث الإصابات ، رغم اتخاذ بعض الولّاة إجراءات تتعلّق بالوقف الفوري للنشاطات على غرار إبرام عقود الزواج و إقامة الجنائز ، في حين تبقى الشواطئ مفتوحة و أيضا فضاءات اللعب و لا حديث عن وسائل النقل العمومي التابعة للقطاع العام و الخاص على حدّ سواء و التي لا يلتزم أصحابها إطلاقا بإجراءات السلامة كفرض وضع الكمّامة و التعقيم و التباعد الجسدي . و في ظرف أقل من أسبوع ( من 4 إلى 10 جويلية ) زادت الحالات ب 349 إصابة بكورونا بمختلف سلالاتها المتحوّرة ممّا يؤكد الدخول في موجة ثالثة للداء الخطير ، الذي صار يستوجب حالة استنفار و تهيئة كل المرافق الصحية و التي تشكو منذ مدّة التشبّع ، ما يعني لجوء الدولة إلى مرافق أخرى و تجهيزها بالمعدّات الطبية و الصيدلانية لتلبية الحاجة في البلاد ، كتحويل عدّة مصالح طبية بالمستشفيات للمصابين ، و استغلال المستشفيات الباخرة في المدن الساحلية إذا ألزم الأمرُ ، مع مضاعفة إنتاج الأكسيجين للتكفّل بالمرضى و إمكانية تأجيل العمليات الجراحية غير المستعجلة ، بالإضافة إلى ضرورة فرض التلقيح على الجميع باعتباره الخطوة الوحيدة التي قد تخفّف من زحف الفيروس القاتل و تصل إلى المناعة، علما أنّ كثيرا من السكّان كانوا قد امتنعوا عن تلقيح أنفسهم سابقا ، و صارت اليوم بعض الساحات العمومية عبر المدن تعرف إقبال المواطنين لأخذ جرعتهم من التطعيم . للعلم و حسب ما أورده معهد باستور منذ أيّام فإنّ فثمّة سلالات مثيرة للقلق و سلالات تحت المراقبة و أنّ تلك المثيرة للقلق على غرار « ألفا « بلغت نسبتها من عموم الإصابات أكثر من 50 بالمائة ، ناهيك عن سلالة « دلتا» المنتشرة في العالم و الأكثر فتكا تعدّ من السلالات تحت المراقبة فوصلت نسبتها إلى 2.6 بالمائة و يضاف إليها سلالة «إيتا « ب 2 بالمائة .