يقصدها الكبار والصغار من كل حدب وصوب، لكسب قوت يومهم، و الاستمتاع بنسمات الفجر على متن المراكب،و قوارب الصيد الصغيرة، ..هي مسمكة مدينة أرزيو، الأشهر في الناحية الغربية للجزائر، والتي يرجع تاريخ نشأتها إلى بداية حقبة الاستدمار الفرنسي. و قد ارتأت جريدة الجمهورية القيام بزيارة وجولة صباحية لرصد أجواء المسمكة، واخذ انطباعات الصيادين حول هذا المعلم، حيث وجدناها كخلية النحل تعج بالقوارب تقليدية الصنع، و« البحرية" كما يسميهم السكان المحليون، وكذا محترفي مهنة خياطة شباك الصيد، الذين صرحوا لنا أنهم متواجدون في المسمكة منذ عقود من الزمن، و رغم قلة الإمكانيات، ونقص الإقبال في السنة الأخيرة بسبب ظروف الوباء العالمي، إلا أن ذلك لم يثن من عزيمتهم، متفائلين باستقرار الأوضاع في قادم الأيام، أما الصيادون فأكدوا لنا أن هذا الموسم يشهد انتعاشا في الصيد يقدر بعدة أطنان يوميا من مختلف المنتوجات البحرية، كأسماك السردين والبوقة، والخورير، واللاتشة، والاسبادون، والجمبري بنوعيه، و التونة، وغيرها الكثير. أما فيما يخص الأثمان فهي متقلبة وتخضع لقانون العرض و الطلب على مستوى الأسواق، و لدى سؤالنا حول وضعية المسمكة، أكدوا لنا أنها أقدم مكان للاسترزاق في مدينة أرزيو، و كذا للاستمتاع بهواء البحر المنعش على متن قوارب النزهة المخصصة لذات الغرض، ولكنها حاليا تحتاج إلى عمليات ترميم واسعة، و صيانة للحفاظ عليها و حمايتها، خاصة وأنها تعد مكسبا للسكان الرزيويّين ، و معلما اثريا بقي صامدا على مر السنين..