أسالت مسألة الوحدة الوطنية الكثير من الحبر خلال الأيام القليلة الماضية بسبب محاولة بعض الأطراف الداخلية والخارجية المساس بها من خلال التغلغل في أوساط بعض الشباب المغرّر بهم وزعزعة أفكارهم المتوارثة أجيال على أجيال من جيل ثورة نوفمبر والذين رفضوا الرضوخ لفرنسا الاستعمارية ورفضوا فكرة الاستقلال الجزئي ودافعوا بشراسة عن وحدة التراب الوطني شأنهم في ذلك شأن جميع الأجيال الذين جاؤوا بعد ذلك رغم المحاولات المتكرّرة والمستميتة للكثير من الأطراف من أجل زعزعة استقرار الجزائر بسبب أفكارها ومبادئها التاريخية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية. وفي خطابه للأمة عشية اندلاع الحرائق التي أودت بالعديد من الأرواح البشرية وخلّفت خسائر مادية معتبرة خاصة بولايتي تيزي وزو وبجاية، حذّر، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من «الجراثيم التي تحاول التفريق بين الشعب الجزائري، مؤكدا، «سنتصدى لكل من يحاول المساس بالوحدة الوطنية»، وكرّر السيد الرئيس جملة «الوحدة الوطنية» ثلاث مرّات تأكيدا على أهمية المسألة والتي تعلو على أي اعتبار آخر باعتبارها صمام الأمان والاسمنت الذي تبنى به الجزائر وتشيّد بها مؤسسات الدولة. كما دعا السيد الرئيس إلى ضرورة الحفاظ على الهبة التضامنية التي بادر بها الجزائريون تلقائيا لمساعدة إخوانهم في ولاية تيزي وزو وكذا الحفاظ على الوحدة الوطنية والتصدي لكل من يحاول المساس بها والتفريق بين الشعب الواحد الموحّد وبين منطقة وأخرى، ولعلّ مشاهد التآزر والتضامن التي صنعتها قوافل التضامن والتي شدّت الرحال إلى تيزي وزو من كل ربوع الوطن لدليل على أن الجزائر لن ترضخ ولن تسقط في مخططات دنيئة تصنعها أيادٍ أجنبية أصبحت معروفة عند الصغير والكبير لمحاولة الإطاحة بها بسبب مواقف توارثتها أجيال بعد أجيال مستمدّة من روح الثورة النوفمبرية وكذا من عملها الدبلوماسي المتواصل للمساهمة في بسط الاستقرار في المنطقة باعتبار أن «استقرار المنطقة هو من إستقرار الجزائر «، وهي العبارة التي كثيرا ما يردّدها رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة. تضحيات جسام الوحدة الوطنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه بحكم مواد الدستور وكذا بالنظر إلى مليون ونصف مليون شهيد الذين استماتوا من أجل أن يرفرف العلم الوطني في سماء الجزائر المستقلة ليأتي بعد ذلك « شرذمة وجراثيم» تحاول تسميم الوضع وغرس روح الفتنة بين أبناء الوطن الواحد الموحّد من أجل التفرقة وزرع البلبلة وبلوغ المرام الذي تسمو إليه منذ سنوات خلت لتجد الجزائر حكومة وشعبا وجيشا رجلا واحدا يقف بالمرصاد لكل هذه المحاولات ولكل من تسوّل له نفسه محاولة المساس بمنطقة من مناطق هذا البلد العزيز الذي سقي بدماء الشهداء ويعرف أبناؤه جيدا كيف يقفون كالرجل الواحد حين تصل المسألة للمساس بالوحدة الوطنية. وقد أبان الحراك المبارك على وحدة هذا الشعب دولة وشعبا وجيشا من خلال الشعارات التي رفعت خلال مسيرات الجمعة والتي أطاحت في وقت مضى بنظام بأكمله والتي رفضت أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلة للجزائر، فبعد محاولة هذه الأطراف التغلغل في الحراك المبارك ولم تتمكن من ذلك وضعت مخططات أخرى من أجل زعزعة الاستقرار الوطني من خلال محاولات بين الفينة والأخرى ولعلّ آخرها كانت في الكارثة التي ألمت بالجزائر في الحرائق التي عرفتها عديد الولايات خاصة ولاية تيزي وزو التي شهدت مجزرة حقيقية في حق الطبيعة وكذا الأرواح البشرية وشهدت كذلك عملية إحراق الشاب جمال بن اسماعيل والتي فضحت مخططات أجنبية لغرس البلبلة وزعزعة الاستقرار الوطني. مادامت الجزائر واقفة بشعبها وجيشها فلن يتمكّن أي مخطط من زعزعة استقرار ووحدة التراب الوطني التي حدّدها بيان نوفمبر ...، الجزائر تسع لكل أبنائها ولن يتمكّن أي شخص من التلاعب بأبنائها وشبابها لأنها سقيت وارتويت بدماء الشهداء وتعرف جيدا كيفية المحافظة على الأمانة وصيانة وحدتها الوطنية.