طالب العديد من منتخبي المجلس الشعبي الولائي من السيد سعيد سعيود، والي وهران بالتدخل العاجل من أجل ترميم مستشفى «بودانس» بحي سيدي الهواري، الذي يعد معلما أثريا تاريخيا ثقافيا هاما طاله الإهمال والنسيان، منذ عقود علما أنه أول مستشفى عسكري، شيّد إبّان الحقبة الاستعمارية سنة 1856. الأمر الذي يمنحه ميزة خاصة في أن يكون قطبا سياحيا ومكسبا لولاية وهران المقبلة على احتضان الألعاب المتوسطية عام 2022، والتي من المنتظر أن يتوافد عليها العديد من الشخصيات من دول صديقة وشقيقة لحضور هذه التظاهرة الدولية الكبرى، والتي بموجبها تسمح لهم بزيارة مبرمجة إلى هذه المعالم الأثرية. وخلال لقائهم مع المسؤول الأول عن الولاية، أشار الحاضرون إلى ضرورة نفض الغبار، عن هذا الصرح التاريخي، الذي ظل لسنوات عديدة في طي النسيان مهجورا وطاله التخريب، من قبل بعض من جماعات الأشرار، التي قامت خلال الأعوام المنصرمة بالاستحواذ، على خرسانات حديدية، بعدد من أجزائه رغم أنه رمز للذاكرة الوطنية، أضحى معرضا للاندثار في حال لم تتدخل السلطات المحلية والجمعيات الناشطة، لإعادة الاعتبار له والحفاظ عليه من الزوال، شأنه شأن باقي المعالم الأخرى، التي توجد بهذا الحي العتيق المصنف والتي تستدعي إعطاءها العناية لحمايتها. وما تجدر الاشارة إليه، هو أن هذا المستشفى «بودانس» سبق وأن استفاد من إنجاز دراسة خاصة بترميمه، قصد تحويله إلى متحف جهوي، يعطي قيمة ثقافية ونفسا جديدا، لهذا الحي الشعبي الذي يزخر برصيد تاريخي وتراثي هام، إلا أن المشروع تعثر وظل المرفق مهجورا، إلى يومنا هذا ورغم أن مشكل هذا الصرح التاريخي، تم طرحه على الولاة الذين تعاقبوا على ولاية وهران، إلا أن مستشفى «بودانس» لازال على حاله بل على العكس قد تدهور وأصبح مرتعا للمتشردين وخفافيش الليل.