ها نحن نعود ككل سنة للاحتفال باليوم الوطني للصحافة الذي صادف يوم أمس الجمعة 22 أكتوبر 2021، لنقف وقفة عرفان وإجلال أمام تضحيات الصحفيين الجزائريين وإنجازاتهم، نعود في عيد مهنة المتاعب لنشعل شمعة لا لنطفئها، فالإعلام عند أهل المهنة ميلاد جديد مع كل عيد، وكل سنة تمر نشق فيها طريقا مضيئا نحو الأمام، بفضل الإنجازات الصحفية والتحديات التي يقودها مسؤولو القطاع لتحرير الإعلام وانفتاحه وضبط قوانينه وتطوير المحتوى وتعزيز مبدأ حرية الرأي والتعبير. ولا أحد ينكر أن الإعلام بدأ يجد مكانته في الجزائر الجديدة من خلال إرادة فعالة في تنظيم تلك الفوضى التي كانت على مدار سنوات تشوّه مصداقية العمل الصحفي ومعها احترافية أهل المهنة بل وتقصي من وثقوا ووقعوا لمسيرة إعلامية صادقة لأجيال متعاقبة وتحتوي من لم يكن لهم باع في المهنة. اليوم نقف على مكاسب هامة تدعم بها القطاع، هي خطوات نحو مستقبل أفضل، مستقبل تضبطه القوانين وتترسخ فيه حرية التعبير، مكاسب تسير بالصحافة إلى ضفة التطور الرقمي لتحمي أقلاما واعدة وأفكارا رائدة وطاقات متمرسة في المهنة وجب عليها اليوم أن تتماشى مع الانفتاح التكنولوجي الحاصل. ونحي العيد الوطني للصحافة اليوم ببوادر إعلام واعد تحدده أطر ومراسيم صارمة وتراقبه سلطة ضابطة يسير وفق أطر الإصلاح والتطهير بدأت بثورة الإعلام الرقمي وتنتهي بهيكلة القطاع وتنظيم الإشهار العمومي والتأسيس لممارسة صحفية إحترافية وحماية الصحفيين وهذا في إطار سياسة الحكومة. واختارت جريدة "الجمهورية" التي تعد واحدة من أهم مكاسب قطاع الإعلام في الجزائر أن تحتفل باليوم الوطني للصحافة بطريقتها الخاصة والمهنية، لتوثق لسنة أخرى من عمر العمل الصحفي في ملحق خاص، تناولت صفحاته بالتفصيل أهم محطات القطاع ومحطات التطور والتغيير منذ سنة 1982 إلى يومنا هذا مرورا بأبرز المراحل والإنجازات والتحديات والمستجدات التي خدمته، كما وقفنا وقفة إجلال وترحم على أرواح إعلامية غادرتنا على حين غفلة هذه السنة، واستذكارهم في هذا اليوم أمر واجب لأنهم كانوا مكسبا وسيبقون مخلدين بأعمالهم وإن كان رحيلهم حقيقة خسارة كبرى للصحافة الجزائرية. ومن هناك تستدرجنا الأحداث لنقف عند إنشغالات الصحفيين بالقطاع الخاص بوهران وعند مشاكل لا زالت تطارد أهل المهنة وترهن مستقبلهم الصحفي أمام اقتحام الدخلاء، دون أن يفوتنا الحديث عن جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف التي أسست تزامنا واليوم الوطني للصحافة والتي تتوج كل سنة نخبة من الصحفيين المبدعين، في إطار تشجيع الإنتاج الإحترافي، وكانت جريدة "الجمهورية" ممثلة بالصحفية مديرة التحرير ليلى زرقيط نجمة الطبعة الماضية بافتكاكها الجائزة الأولى في الصحافة المكتوبة سنة 2020،