كشف الكاتب العالمي محمد مولسهول المعروف باسم ياسمينة خضرة، أن كتابه الأخير الذي يحمل اسم "ماذا تنتظره القردة ؟" يمثل رواية وعمل فني جريء يسلط الضوء على جزائر اليوم، وأضاف نفس المتحدث الذي نزل عشية أول أمس على مكتبة ابن باديس التي فتحت أبوابها المعرفية الجميلة و ضمت العديد من الكتب إضافة إلى المجموعة الكاملة لكتبه الذي استمتع بتوقيعها لعشاق حرفه الذين توافدوا بكثرة ،إلى أن الجزائر تعاني اليوم من أزمة نخبة، وهي بحاجة إلى "أنتلجنسيا" موحدة، غير متشرذمة، لاسيما وأنها باتت تعاني انقساما واضحا، وتغلب عليها الخلافات، نيران الحسد و الغيرة، وأكد محمد مولسهول ، أنه يعرف جيدا الجزائر، ويعرف عقليات شعبها، وأن كتابه التي كتبها ، تمثل في الحقيقة نظرة فلسفية مبسطة، لأناس لا يريدون التطور واللحاق بالركب، وأنه حاول هذه المرة، الكشف عن الحقائق الاجتماعية، الثقافية ووضع الأصابع على الجرح، باعتبار أن الجزائري، لم يعد مواطنا حقيقيا، بل للأسف أضحى - حسبه- "رهينة للتهميش، الإحباط، والقنوط"، وأكد الكاتب محمد مولسهول، أن سبب انتشار ظاهرة الخوف في مجتمعنا "راجع إلى تنامي العنف في المعاملات و السلوك الإنساني ، مشددا على أنه مثقف ملتزم، مبدع، وجزائري أصيل، وصلت أعماله الأدبية إلى اليابان وتحديدا إلى جامعة طوكيو . عن ظاهرة المقروئية في الجزائر، قال ذات الكاتب، بأنها في الطريق الصحيح، وقد تأكد من ذلك -حسبه- خلال الصالون الوطني أو الدولي للكتاب الذي شهد توافدا كبيرا على جناحه، حيث جاء العديد من القراء، ومن مختلف ولايات الوطن، لاقتناء كتبه وأعماله الفنية و الأدبية. وتأسف في مضمار آخر، على الوضعية التي بات عليها المثقف الجزائري، الذي قال إنه لم تعط له الفرصة للبروز و التألق، لذلك دعا الكاتب مولسهول إلى الاستثمار في الإنسان بدلا من الثروات الطبيعية الزائلة، لأن الإنسان في اعتقاده يفيد المجتمع، باعتباره المربي و المعلم الذي يكون "رب العائلة"، "رجل الغد" و "مسؤول الغد". في الأخير وقع ياسمينة خضرة مجموعة كتبه الصادر منذ 1999 إلى غاية اليوم بداية من رواية " بما تحلم الذئاب" إلى رواية " ما تنتظره القِرَدة"، و الملاحظ أن كل ما بينهما لا نجدُ في نصوص خضرا أيّة أسئلة جذرية حول هوية الجزائر أو الجذور الفلسفية للصّراع الإيديولوجي، بقدر ما يكتفي بسرد الأحداث السريعة وحدها مراهنا على قدرتها التفسيرية في تشكيل وجهة نظره. ويعتقد الروائي العالمي أنه مُتصالح داخل أبعاد هويّته كعربي يتقن اللغتين ويبدع بالفرنسية، وكمُسلمِ علماني. يكشف غيّاب النزعة الإنسانية والشعرية عن نصوص خضرا أيضا عن بعدِ تكويني في شخصية الروائي وماضيه العسكري، كما ينزعُ خضرا إلى عنونة معظم رواياته بأسماء الحيوانات: الذّئاب، الخرفان، القردة، السنونوات، بما تحمله الحيوانية من إدانة للواقع ورمزية في لاوعي الكاتب.