جيلالي حمام، ابن منطقة واقنون في تيزي وزو صاحب صوت عذب يؤدي الأغنية القبائلية بشكل يطرب الأذن، مسيرته حافل بالعطاء، سجل حضوره لمدة سنوات طويلة عبر العديد من الجولات الفنية التي قادته إلى ولايات الوطن، جمعنا به جلسة حاورناه خلاله عن بدايته ومسيرته الفنية وواقع الأغنية القبائلية ومشاريعها المستقبلية. + ماذا عن بدايتك الفنية؟ اكتشفت موهبتي في الغناء منذ نعومة أظافري، عندما كنت أردد بعض الأغاني التي كانت تذاع في الراديو، هذا ما أثار إعجاب كل من حولي، و شجعني على الانخراط في المجموعة الصوتية للمؤسسة التربوية التي كنت أدرس بها ،كما كنت أقوم في نفس الوقت بالغناء الفردي، واستطعت أن أكتسب إعجاب من استمعوا إلى غنائي، وهو ما دفعني إلى التفكير في المشاركة في عدة حصص فنية ، حيث كنت من الفائزين الأوائل، فبعد نجاحي تبعته بعد ذلك جولات فنية في القطر الوطني، حيث كونت قاعدة جماهيرية رائعة و بعدها، شرعت في تلقي العروض للمشاركة في إحياء حفلات الأعياد الوطنية والدينية، والأسابيع الثقافية بين الولايات،وطبعات مهرجان الأغنية القبائلية الذي ترعاه كل من دار الثقافة ومديرية الثقافة في تيزي وزو . + تمتلك موهبة التنشيط أيضا، حدثنا عن ذلك ؟ في الحقيقة، الصدفة وحدها جعلتني أكتشف قدراتي على التنشيط خلال إحدى الحفلات التي أقيمت في تيزي وزو منذ سنوات خلت، وقد شجعني الجمهور على مواصلة هذه المهنة التي أعتبرها مدرسة قائمة بذاتها وقد منحتني الشجاعة الوقوف على المنصة، فالتنشيط فن نكتسب منه الكثير من التجارب التي تساهم إيجابا في مساري الفني. + بعد هذه المسيرة الفنية الغزيرة والحافلة، هل لديك إنتاج فني في السوق؟ نعم أللحمد لله فقد قمت بتسجيل أغاني في الطابع القبائلي الأصيل و لقيت صدى جميل عند الجمهور .
+ هل اكتفيت باللون القبائلي أم أنك تميل إلى ألوان غنائية أخرى؟ خامتي الصوتية تتناسب مع كل الطبوع الغنائية، مما جعلني أختار الطابع الشعبي و القبائلي ولا أعتقد أن الإشكال في اختيار أو تفضيل لون غنائي على آخر بقدر ما هي التزام باختيار الكلمة النظيفة والراقية. + يجمع الجميع على أننا نعيش في زمن الانحطاط الفني الذي بات لصيقا بتيزي وزو ،ما قولك في هذا؟ صحيح إلى حد ما، خصوصا أننا بتنا نسمع الأغاني التي تخدش الحياء، وأشباه المطربين يؤدون كلمات لا يفهمون حتى مغزاها، مركزين على «الريتم» الخفيف، متناسين قيمة الكلمة. يحز في نفسي كفنان أن تيزي وزو باتت تعرف بعاصمة «الغناء الهابط» وتنعت بأنها منتجة للرداءة، وهنا يقتسم المسؤولية كل من الجمهور والمغني الذي شوه سمعة تيزي وزو التي أنجبت معطوب لوناس و آيت منقلات و إيدير وصدق المثل القائل؛ «إن غاب الضمير غابت المسؤولية»، لكن هناك من يشجع هذه التفاهات، للأسف. +من الغناء إلى التنشيط، وحاليا تتجه إلى كتابة الكلمات، هل هي تجربة تضاف إلى رصيدك الفني؟ كتابة الكلمات ليست بالجديدة عليّ في الحقيقة، فقد كان لتكويني الأدبي في سنوات الدراسة يد في ذلك، فدراستي كانت في شعبة آداب وعلوم إنسانية،وجربت كتابة المقالات النثرية وبعض الأشعار،مواضيعها تقترب إلى فطرتي، حضوري للأمسيات الأدبية التي كانت تقام في المكتبة البلدية تيزي وزو والمسرح الجهوي، جعلني أحتك بالعديد من المبدعين والشعراء، مما حفزني على العودة بقوة إلى الكتابة، كان المحرك الذي جعلني أغوص أكثر في عوالم كتابة الكلمات الراقية التي استقيها من التراث الأصيل. + عما تتحدث كلمات الأغاني التي تكتب؟ أغلب ما كتبت من كلمات ذات مواضيع عاطفية وهناك مزيج بين الفصحى والعامية فيما أكتبه من كلمات. +ما هي مشاريعك المستقبلية؟ في مجال كتابة الكلمات، أنا بصدد كتابة أغاني تتغنى بالوطن الحبيب. +هل من كلمات لأغاني سيؤديها زملاؤك من الفنانين مستقبلا؟ أكتفي بالكتابة لنفسي، وولجت عالم التلحين لأؤديها بنفسي، لكن لن أتعمق في هذا البحر حتى أتيقن بأنني أمسكت بمفاتيحه جيدا. + كلمة أخيرة ؟ أتمني أن تلق الأغنية القبائلية نصيبها من التثمين والدعم من خلال الاهتمام بكل ما من شأنه أن يعمل على ترقية هذا الفن والإرث العريق الذي تركه لنا السلف كتركة غالية.