كشف المسرح الجهوي لبسكرة، عن شروعه في التحضير لتنظيم ملتقى وطني حول رائد الحركة المسرحية “المكي شباح”، وذلك بالتعاون مع دار الثقافة أحمد رضا حوحو، والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالولاية، وذلك يومي 18و19 أفريل المقبل، تحت شعار “المكي شباح، مسرح وأدب وكفاح”. أوضح مسرح بسكرة في بيان له أن هذه التظاهرة التي ستكون حول احد رموز الحركة الثقافية بالجزائر “شباح المكي” سيتم خلالها مناقشة جهود المكي شباح في النضال السياسي والنشاط الجمعوي والنقابي قبل الثورة وبعدها، كما سيتم التطرق إلى هذا الرمز كأديب ومفكر وتطرق إلى مواقفه الفكرية والسياسية، بالإضافة إلى الحديث عن منجزه وفكره المسرحي ، هذا إلى جانب التطرق له كفنان في عيون المثقفين من داخل وخارج الوطن، وأوضح ذات المصدر جاء في بيان الملتقى أنّ المجاهد المكي شباح، الذي ولد سنة 1894 وتوفي سنة 1991، هو أديب وفنان مسرحي ومجاهد، ابن مدينة الزيبان، يستحق أن يُنظم لأجله ملتقى وطني يحاول الإلمام بمختلف جوانب الحياة الأدبية والفنية والنضالية والشخصية له، مضيفا أن هذه الشخصية عُرفت بنضالها المستميت من أجل حرية البلد والحفاظ على ثقافته، حيث كان المكي مجاهدا ونقابيا ومعارضا شرسا لسياسة الأمر الواقع التي طبقها المستعمر وممثليه، كما كان وفيا لقيم الحرية والإنسانية وأرقى معانيها، ولهذا واجه أعداء شعبه بالفكرة والكلمة والنضال والحنكة السياسية والقانونية واستعمل جميع الأسلحة السلمية والميدانية المتاحة، فحمل لواء الثقافة وأسس جمعيات وكتب مصنفات إبداعية موجّهة لمختلف الشرائح والفئات الاجتماعية، انطلاقا من التزام المثقف وكفاح المناضل وحس حامل لواء تحرير الإنسان بكل ما تحمله كلمة التحرير من معاني. وما جعل شخصية المناضل المرحوم شباح المكي، تستحق جمع مثقفي الوطن حول أعماله الفنية والأدبية ومسيرته النضالية، هو أنّ الحركة النضالية لهذا الرجل الرمز، لم تقتصر على نشاطه الإبداعي والجمعوي والنضالي في مدينة بسكرة، رفقة أعلام مثل محمد رضا حوحو ومحمد العيد آل خليفة والطيب العقبي وغيرهم، بل تعداه إلى مستوى وطني في مرافقته لنشاطات جمعية العلماء المسلمين، مع جميع أعلامها، بل تعدى نشاطه حدود الوطن، إذ هاجر إلى فرنسا ليواصل مسيرته التوعوية والنضال الذي لم يتوقف عن رفع رايته حتى وافته المنية سنة 1991. وأمام تعدّد نشاطات وإبداعات هذه الشخصية الوطنية والفنية وتنوّع منجزاتها، ارتأى المنظمون فتح النقاش حولها، في هذا الملتقى الوطني، ليشمل محاور متنوعة، تنوّع حياة ومسيرة النضال الفني والفكري والسياسي لهذا المعلم الثقافي الوطني الشامخ.