البليدة: توافد كبير للعائلات على مرتفعات الشريعة للتمتع بمناظر الثلوج

استقبلت مرتفعات الشريعة بولاية البليدة نهاية الأسبوع، أعدادا كبيرة من الزوار الذين توافدوا عليها للتمتع بالمناظر الطبيعية التي تشتهر بها هذه المنطقة التي زادتها جمالا الثلوج المتراكمة على أشجار الأرز الأطلسي.
فمنذ ساعات الصباح الأولى توافدت السيارات وكذا الحافلات الحاملة لترقيم العديد من ولايات الوطن، لاسيما المجاورة للولاية كالجزائر العاصمة وتيبازة والشلف وبومرداس، على منطقة الشريعة السياحية التي تزينت بالحلة البيضاء عقب التساقط الكثيف للثلوج، الأمر الذي استدعى تدخل المصالح الأمنية لتنظيم حركة المرور لضمان السيولة المرورية.
وفي هذا الصدد، سطرت مصالح أمن الولاية مخططا أمنيا لتسهيل حركة المركبات على مستوى جميع مداخل الولاية، وخاصة مدينة البليدة، من خلال ضمان تواجد التشكيلات الأمنية مدعمة بفرقة الدراجات النارية لفك الانسدادات المرورية وتحويل حركة المرور عبر مختلف المحاور، وكذا منع التوقفات العشوائية التي تعد من أبرز أسباب الانسدادات.
وتعمل قاعة العمليات باستعمال كاميرات المراقبة على التنسيق والتوجيه الآني لحركة المرور بما يضمن سيولة مرورية وأكثر أريحية لمستعملي الطريق، استنادا لمصالح أمن الولاية التي دعت السائقين إلى التقيد بشروط السلامة والأمن المروريين واحترام قانون المرور. وفي ظل هذا التوافد الكبير للعائلات على مرتفعات الشريعة، شهد الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة انسدادا مروريا، خاصة في ظل تواصل تساقط الأمطار وتوقف عمل المصعد الهوائي، حيث تتواجد مصالح الدرك الوطني بالميدان لتنظيم ومساعدة المواطنين على بلوغ هذه المنطقة السياحية للتمتع بالمناظر الطبيعية التي زادتها الثلوج المتساقطة جمالا.
وعملت مصالح بلدية الشريعة بدورها، بالتنسيق مع المصالح الأمنية، على تنظيم توقف المركبات وتوجيهها، حسبما أكده رئيس المجلس الشعبي البلدي، سمير سماعيلية، الذي أشار إلى أن التوافد الكبير للزوار كان متوقعا عقب التساقط المعتبر للثلوج ما دفع مصالحه إلى اتخاذ التدابير الاستباقية التي من شأنها توفير مختلف المرافق الضرورية التي تحتاجها العائلات ولتسهيل تنقلاتهم.
وبأعالي الشريعة، تجمعت العائلات على حواف الطريق الوطني رقم 37 التي زينتها أشجار الصنوبر والأرز الأطلسي المثقلة بالثلوج وكذا نادي التزحلق الذي يعد الساحة المفضلة للعائلات للعب بالثلج وممارسة هواية التزحلق على الثلوج وأخذ الصور التذكارية.
وفي هذا الصدد، أكد أحد زوار هذه المنطقة القادم رفقة عائلته الصغيرة من ولاية الشلف، أن إصرار ابنيه البالغين من العمر 12 و14 سنة لزيارة مرتفعات الشريعة أجبره على تنفيذ طلبهما بالرغم من تخوفه من الازدحام المروري الذي تشهده هذه المنطقة الجبلية عند تساقط الثلوج، خاصة عند عطلة نهاية الأسبوع. ولأجل ذلك، حرص على بلوغ مرتفعات الشريعة خلال ساعات الصباح الأولى لتفادي الانسداد المروري، مشيدا بالتواجد الميداني للمصالح الأمنية لتسهيل تنقل المركبات المتوافدة على المنطقة لضمان السيولة المرورية خاصة في ظل انتشار الضباب الذي يعيق الرؤية.
بدورها عبرت شابة أخرى كانت رفقة أقاربها والمنحدرة من ولاية وهران عن فرحتها الكبيرة بزيارة جبال الشريعة لأول مرة، مشيدة بالمناظر الطبيعية التي تزخر بها هذه المنطقة التي تعد الوجهة الأمثل للهروب من ضغوطات الحياة اليومية، حيث حرصت، على غرار باقي الزوار، على أخذ الصور التذكارية. واستبشر سكان المنطقة بعودة الثلوج والأمطار بعد تخوفهم من الجفاف بسبب تأخر سقوطها، على غرار شيخ في العقد السابع من عمره كان رفقة حفيده والذي اغتنم فرصة التوافد الكبير للزوار لبيع "المحاجب" و"خبز المطلوع" المطلوب بكثرة، شأنه شأن العديد من شباب المنطقة.
للإشارة، تواصل مصالح الأشغال العمومية عمليات إزالة الثلوج باستعمال كاسحات الثلوج لفتح الطرقات ورش الملح الاصطناعي لتفادي الانزلاقات والانحرافات، خاصة وأن الطريق المؤدية لهذه المنطقة السياحية تتميز بمنعرجاتها الوعرة.