أكد المشاركون في الملتقى الوطني حول "المؤسسات الناشئة وآفاق تطوير وتثمين زراعة الفستق في الجزائر، سيدي بلعباس أنموذجا"، المنظم السبت بجامعة جيلالي اليابس، بسيدي بلعباس، على الأهمية الاستراتيجية لزراعة الفستق في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي، باعتباره من المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية والقادرة على التكيف مع الظروف المناخية المحلية. وفي كلمته الافتتاحية، أبرز والي الولاية، كمال حاجي، أهمية هذا المحصول الذي يمثل أحد البدائل الفلاحية الواعدة في الجزائر، مشيرا إلى أن زراعة الفستق تشكل فرصة حقيقية لخلق الثروة وتوفير مناصب شغل خصوصا في المناطق النائية، فضلا عن دورها في تحقيق التنمية الفلاحية المستدامة. وأوضح حاجي أن هذا اللقاء يندرج في إطار الجهود الرامية إلى بناء اقتصاد معرفي تكون فيه المؤسسات الناشئة قاطرة للتحول والاقلاع الاقتصادي، منوها بقدرات جامعة جيلالي اليابس التي تسهم من خلال بحوثها العلمية في تحويل الأفكار إلى مشاريع استثمارية حقيقية تدعم الاقتصاد الوطني. ودعا من جهته مدير جامعة جيلالي اليابس، بوزياني مراحي، إلى تشجيع الطلبة على ولوج عالم الابتكار واستحداث المؤسسات الناشئة في مختلف المجالات، بما فيها الزراعة الذكية التي تمثل رهانا أساسيا لتعزيز الأمن الغذائي الوطني مؤكدا أن الجامعة تعمل على ربط التكوين الأكاديمي بمتطلبات التنمية الاقتصادية من خلال تثمين البحوث العلمية لتطوير الزراعة الذكية. وفي السياق، أوضحت مديرة معهد العلوم الفلاحية بالجامعة خالدي أمينة أن هذا الملتقى يشكل فضاء لتبادل الرؤى وعرض التجارب الناجحة في مجال زراعة الفستق، من خلال مناقشة مختلف مراحل سلسلة الإنتاج بدء من اختيار الأصناف وعمليات الغرس والعناية، وصولا إلى التحويل الصناعي والتسويق. وأكد رئيس المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للشباب ذوي الكفاءات المهنية والعلمية من أجل الجزائر، بسيدي بلعباس كمال بلحاج على أهمية تبادل الخبرات حول الطرق الحديثة المتبعة في زراعة الفستق، بدءا من اختيار الأصناف المناسبة والتقنيات الزراعية الحديثة إلى أساليب التسويق والتثمين، مشددا على ضرورة الارتقاء بهذا المحصول الاستراتيجي وتكثيف التعاون بين الباحثين والفلاحين والمؤسسات الناشئة لتحقيق مردودية أفضل. وتخلل الملتقى عرض حول تطور زراعة الفستق في الجزائر وآفاق تطويرها، وإطلاق أول عملية لزراعة أشجار الفستق بمعهد العلوم الفلاحية إلى جانب تنظيم معرض للمؤسسات الناشئة الناشطة في المجال الفلاحي، بمشاركة خبراء وتقنيين وفلاحين ومستثمرين. ويهدف هذا اللقاء المنظم بمبادرة لمعهد العلوم الفلاحية بجامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للشباب ذوي الكفاءات، إلى تعزيز التكامل بين مختلف الفاعلين لتثمين سلسلة إنتاج الفستق، لما يوفره هذا القطاع من فرص استثمارية واعدة تسهم في التنمية الفلاحية والبيئة الخضراء المستدامة، فضلا عن فتح آفاق جديدة للتصدير وتنمية الدخل المحلي.