حركة عدم الانحياز، تعود الى الواجهة من خلال الدورة ال17 التي تنعقد في الجزائر، والسؤال المركزي هنا: أي دور للحركة في الوقت الراهن أي بعد نهاية المعسكرين؟. شخصيا، وعكس الاصوات التي تعتقد ان حركة عدم الانحياز التي كان لها دورا كبيرا في تلطيف الاجواء خلال مرحلة الحرب الباردة، واستطاعت بفضل حكمة الكثير من زعمائها من احلال توازن في المعادلة الدولية، بإمكانها اليوم أن تطلع بادوار كبيرة، ذلك لأن عهد التكتلات التي تشهدها العلاقات الدولية اليوم، من خلال المجموعات الاقليمية والجهوية، بإمكانها أن تضع مثل هذه الحركة برصيدها التاريخي والسياسي، في قلب التوازنات الدولية وان تعيد صياغة المشهد الدولي او على الاقل ترتيب جزءا منه.. حركة عدم الانحياز التي كانت تمثل دول ما بين القطبين بإمكانها اليوم أن تتكلم بصوت واحد في العديد من القضايا الدولية والجهوية، لكن قبل هذا يجب في اعتقادنا ان تكون ندوة الجزائر محطة لإعادة ترتيب بيت الحركة وأهدافها واليات عملها. فأول ما يجب مراعاته في هذا الشأن بنظرنا المتواضع هو مفهوم، عدم الانحياز، ماذا نعني به؟ وكيف نمارسه؟ ومع من نمارسه؟ فالانحياز إلى القضايا العادلة، لا يعني خطابات وإنما مسار متكامل اقتصاديا وسياسيا...فهل ستكون الجزائر وراء اعادة بعث الحركة كما بعثتها من قبل ام ان المتغيرات الدولية ستجعل من الحركة مجرد حركة تعيش على ارث الماضي؟.