العلاقات المتوترة بين الجزائروباريس ليست وليدة اليوم، وإن شهدت في محطات عدة انفراجا ظرفيا، وإلى الماضي القريب كانت العلاقات الباردة بين الجزائروباريس، أملتها أربعة ملفات أساسية شكلت حجر عثرة أمام تطور التعاون الثنائي بين البلدين، لكن صدام العلاقات لم يسبق وأن شارف هذا السقف الذي تسببت فيه زيارة الوزير الاول الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر و الجدل الذي تواتر عنها. وقد اتخذت باريس من زيارة وزيرها الاول مانويل فالس، إلى الجزائر السبت و الأحد الماضيين، حصان طروادة للإضرار بالجزائر من خلال ما يروج له بخصوص مستقبل الجزائر وفي ضوء الصورة التي نشرها مانويل فالس بمعية الرئيس بوتفليقة و التي أريد منها الإساءة للجزائر عمدا من قبل اللوبي الفرنسي المدعوم باللوبي الصهيوني في باريس. وبلغ الصدام مع باريس سقفا عاليا هذه المرة، وكانت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر، السبت و الأحد الماضيين، القطرة التي أفاضت كأس الصدام بين الطرفين.و تدافع أحزاب الموالاة وأعضاء حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال عن الرئيس وتسببت تلك الصورة، في حراك سياسي، كبير، بالجزائر، بينما اتهم أحمد أويحيي، مدير ديوان الرئيس بوتفليقة، المعارضة بالبلاد ب" العمالة لفرنسا"، ردا على إتخاذ أحزاب المعارضة، صورة بوتفليقة وفالس، مبررا من اجل إحياء مطالب قديمة. وفي الماضي القريب شابت العلاقات بين الجزائروباريس ملفات عدة أهمها تحريك فرنسا أكاذيب حول مسؤولية الجيش في مقتل رهبان تيبحيرين الذين قتلهم الجماعة الإسلامية المسلحة رسميا"، أما الملف الثاني الذي عكر صفو العلاقات بين فرنسا و الجزائر فيتعلق بتوقيف الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حسني شهر أوت 2008 بمطار مارسيليا، وتلتها ملفات أخرى، إقتصادية بالاساس، حيث عارضت فرنسا القاعدة السيادية الجزائرية في مجال الإستثمار ، علاوة عن ملف الذاكرة الذي مازال يرواح مكانه منذ عقود. و تواتر عن زيارة فالس، إلى الجزائر منحى آخر، ولا احد كان يتوقع أن يقلب الفرنسيين الزيارة من زيارة صداقة إلى زيارة تشنج عبرت عنه الأحزاب الجزائرية، بالرفض القاطع لما اسمته الإساءة لرمز الجمهورية ، في إشارة إلى تعمد مانويل فالس نشر صورته مع الرئيس بوتفليقة، ومهما يكن، فإن ذلك التعمد، له جذور ضاربة بخبث عميق بمدلولات إقتصادية بحتة، عندكا رأت باريس أن الزيارة لم تثمر بثمار كانت تبتغيها من الأول، ذلك أن أغلب المشاريع الكبرى التي كانت تعول عليها فرنسا في الجزائر لم تحظ بها، وبالإضافة إلى ذلك، فإن ذلك رد الفعل المجنون من مانويل فالس، جاء نتيجة، شعور الفرنسيين، أن النظام الجزائري لا يدعم نظام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في الإنتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل، ذلك أن أغلب الإستطلاعات التي قامت بها مؤسسات سبر الأراء الفرنسية، أكدت تهاوي شعبية هولاند وأن 86 بالمائة من الفرنسيين، لا ينوون تجديد الثقة في الرئيس الحالي لعدة اعتبارات أولها الإعتبارات الأمنية، حيث لم تعرف فرنسا ضربات ارهابية إلا في عهد فرانوسا هولاند. وقال أويحيي في ندوته الصحفية، السبت الماضي " إن فرنسا لم تتقبل بعد، خروجها من الجزائر عام 1962، كما أن لها أذناب بالداخل وعملاء " بإشارة إلى أطراف بالمعارضة السياسية.ولم يكشف أويحيي من هم هؤلاء العملاء ، لكن الصديق شهاب الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أكد:"إن أويحي يقصد عملاء الداخل عنوان كبير لطالما تجاهلناه كثيرا في الجزائر، ويعلم كل الجزائريين أن فرنسا حضرت خروجها من الجزائر بما يسمى بضباط فرنسا ، فلغمت الأوضاع، ولما تعالت أصوات جزائريين تنديدا بهؤلاء، تجاهلتهم السلطة لدواعي سياسية وحفاظا على الاستقرار".