مطمور:” لن أقارن بين بن شيخة وحليلوزيتش والمهم أننا في الطريق الصحيح”

تحاشى مهاجم نادي “إنتراخت فرانكفورت” كريم مطمور خلال الحوار الذي أجريناه معه عقب نهاية المباراة، أن يقارن بين طريقة عمل المدرب السابق عبد الحق بن شيخة والمدرب الحالي وحيد حليلوزيتش، وتحاشى أيضا أن يذكر الأشياء التي تغيرت حتى تحسن مردود “الخضر” بهذا الشّكل، وذلك تفاديا لإحراج ناخبه السابق، وأصرّ على أن يركز على أهمية الفوز رغم مرارة الإقصاء، واعدا بالظهور بوجه أفضل في المستقبل القريب واسترجاع هيبة المنتخب التي غابت مؤخرا، بعد سلسلة من النتائج السلبية انتهت سهرة يوم الأحد بالفوز على إفريقيا الوسطى.
في البداية كريم، هل من تعليق حول الفوز الذي حققه المنتخب اليوم (الحوار أجري عقب نهاية المباراة) على حساب منتخب إفريقيا الوسطى؟
فوز صعب صراحة لأننا واجهنا منتخبا قويا ومنظما، لكنه مستحق بالنظر إلى المستوى الذي ظهرنا به، والذي أكدنا من خلاله أننا في الطريق الصحيح لتحسين نتائجنا ومستوانا بعد فترة فراغ مريرة مررنا بها، دخلنا اللقاء اليوم من دون حسابات وبهدف واحد لا غير ألا وهو تحقيق الإنتصار رغم الإقصاء من التصفيات، لأنه من غير المعقول أن نغادر التصفيات بتعثر آخر، لكننا ومع ذلك لم نتجاهل الأداء الجيد، إذ فزنا بالأداء والنتيجة في النهاية.
منافسكم اليوم فاز على الجزائر في الذهاب وأدخل المنتخب في أزمة، ألا ترى أنكم بالفوز عليه اليوم وحرمانه من الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا قد ثأرتم منه؟
لا أقول ثأر، بل هو رد للإعتبار لأنفسنا من تلك الخسارة، لم نكن نبحث عن أي ثأر بقدر ما كنا نبحث عن الفوز لأنفسنا وفقط صراحة.
لكن رغم الفوز إلا أن المنتخب أقصي، ما يجعل من هذه الإستفاقة متأخرة بعض الشيء، أليس كذلك؟
نعم، فرغم الفوز إلا أننا لم ننس أننا خرجنا من التصفيات وأننا لن نكون حاضرين في نهائيات كأس إفريقيا 2012، وهو إقصاء مرير لم نتجرعه صراحة، لكن ما جدوى التفكير في ذلك الآن، لقد فتحنا صفحة جديدة مع المدرب وقررنا أن نهيئ أنفسنا من جديد إلى ما ينتظرنا في المستقبل من تحديات، وتبدو البداية حتى الآن مبشرة، فمنتخبنا عاد بتعادل من تانزانيا وفاز اليوم على إفريقيا الوسطى، وما زال هناك عمل كبير ينتظرنا في المستقبل حتى نكون جاهزين للتحديات التي تنتظرنا في المستقبل بداية من مطلع العام المقبل، سواء ما يتعلق بتصفيات كأس إفريقيا 2013 أو تصفيات كأس العالم 2014.
ما الذي منع المنتخب من الظهور سابقا بالوجه الطيب الذي ظهرتم به اليوم؟
( يتردد) عوامل عدة كانت ضدنا في السابق، فغالبا ما يجد اللاعبون صعوبات جمة مع مطلع الموسم، تعثرنا في البداية أمام تانزانيا ثم خسرنا أمام إفريقيا الوسطى في بداية الموسم الماضي، وحينها فقدنا تقريبا كامل الحظوظ في التأهل، لن أحمل أي طرف المسؤولية في الإقصاء لأننا جميعا مسؤولون عن ذلك، فمثلما يعود لنا جميعا الشرف في تحقيق النتائج الجيدة نكون مسؤولون أيضا عن النتائج الهزيلة، لكن أفضل ألا أعود إلى الماضي وأن أتحدث عن المستقبل، لأننا نسعى الآن أن نعيد هيبة المنتخب، وكما قلت أكرر أيضا فإننا في الطريق الصحيح وبالعمل سنطور مستوانا ونحسن أداءنا ونتائجنا، ولمَ لا نكون حاضرين في النهائيات المقبلة “ إن شاء الله”.
هل أنت مقتنع بما قدمته ورفاقك اليوم من أداء؟
نعم راض، فرغم بعض المشاكل التي نعاني منها من الناحية البدنية، إلا أننا حاولنا بشتى الوسائل أن نسعد أنصارنا الحاضرين إلى الملعب من أجل مآزرتنا وأعتقد أننا لعبنا بشكل جيد، إذ سيطرنا منذ الوهلة الأولى وتمكنا من تسجيل هدف مبكر سهل من مأموريتنا بعض الشيء وطبقنا كرة جميلة، سجلنا هدفين في المجموع وخلقنا فرصا عديدة كان بوسعنا أن ننهي المباراة بفوز أثقل لو جسدناها، وخلاصة القول أن الإيجابيات اليوم كانت أفضل من السلبيات.
بصفتك مهاجم عشت معاناة القاطرة الأمامية مع العقم، ألا ترى أن الهجوم تحسن كثيرا بفضل خطة المدرب حليلوزيتش، بدليل تسجيلكم هدفين جميلين، لا سيما الهدف الثاني الذي كان مصنوعا؟
كلاعبين نحن تحت تصرف المدرب الذي ضبط خطة طالبنا بتطبيقها بحذافيرها، وأعتقد أننا وفقنا في ذلك إذ ركزنا على الجهتين اليمنى واليسرى في توغلاتنا، وتواجدنا بأكبر عدد من اللاعبين في منطقة المنافس، كما تمكنا من توقيع هدفين وخلقنا فرصا عديدة أيضا، والشيء الجميل هذه المرة أن الفعالية كانت حاضرة، عكس المرات الفارطة التي كنا نخلق فيها فرصا دون تجسيد.
وماذا عن تمريرتك الجميلة في لقطة الهدف الثاني؟
قمت بواجبي لا أكثر ولا أقل، في السابق أيضا كنت أتوغل على الجهة اليمنى وأوزع، وهذه المرة ومن لقطة جماعية جميلة، التفتت إلى منطقة العمليات فلمحت غزال وقادير، ووزعت دون انتظار فالتقط قادير الكرة وسجل الهدف الثاني.
كن صريحا معنا في مقارنتك بين عهدة المدرب السابق بن شيخة والمدرب الحالي حليلوزيتش، ما الذي تغير حتى تحسن أداء المنتخب وصار هجوميا أكثر مما كان عليه في السابق؟
إعذرني لست هنا لكي أقوم بعملية مقارنة، أنا هنا للحديث عن اللقاء وفقط.
لكن ما هو الجديد الذي جلبه حليلوزيتش؟
صدقني لا أريد الحديث عن هذا الموضوع، نحن كلاعبين نعمل بإخلاص مع كل المدربين، وما يطلبونه منا نطبقه (تفادى الحديث في الأمر).
والآن كيف تتوقع المستقبل بعد هذا الفوز الذي يبشر بالخير؟
لم نحقق شيئا بعد، كان لا بد من الفوز بهذا اللقاء لوضع حد نهائي لسلسة النتائج السلبية واسترجاع الثقة الضائعة، يخطئ من يعتقد أننا لعبنا من أجل اللعب، بل أن المهمة كانت شاقة لنا لإثبات ذاتنا والمباراة كانت بمثابة منعرج بالنسبة لنا، وسعينا للفوز كي نعود إلى الطريق الصحيح، نجحنا في مهمتنا لكننا لم نصل إلى ما هو مطلوب منا، إذ لا يزال عمل كبير في انتظارنا وعلينا أن نواصل العمل، ونواصل الإصغاء لما يطلبه منا المدرب ونطبق التعليمات بحذافيرها لكي نصل إلى ما نصبو إليه.
والآن الهدف هو الوصول إلى “كان 2013” و”مونديال 2014”؟
منطقيا نعم، بعدما سنغيب عن نهائيات كأس إفريقيا 2012 ، علينا أن نعمل لكي نتواجد في النهائيات المقبلة، ولتحقيق ذلك لابد أن نعمل بجد مع أنديتنا ومع المنتخب وأن نسعى إلى تطوير مستوانا أيضا.
في الأخير هل من كلمة للجمهور الذي حضر وآزركم رغم إقصائكم مسبقا؟
أشكره على ذلك، أتمنى أن نكون قد أسعدناه بهذا الفوز، أنا مثلهم أدرك أن مرارة الإقصاء من نهائيات كأس إفريقيا كانت شديدة عليه، لكن أعده بأننا سنعمل على التعويض مستقبلا وعلى الجماهير أن تبقى خلفنا مستقبلا.