بن يمينة: "جبور على حق، المشكل لا يكمن في المهاجمين بل في الخطة التكتيكية"

بن يمينة الذي يعشّق "الصفراء".. حرّاشي في عقليته وفي طريقة لعبه
وُلِدَ في "دراسد" من أمّ ألمانية حيث كبُر في برلين. كريم بن يمينة كان من المفترض أن يعطي الصورة الحقيقية عن الألمان، لكن ليس إلى هذه الدرجة، حيث خطف من أمّه طباع الانضباط،
الجدية وثقافة الفوز، وإلا فمن الناحية الشخصية يظهر بأنه جزائري محض وهذا راجع لأصول والده. حيث يظهر أنه ابن الحي الشعبي "لاڤلاسيار" الذي ورث عنه البساطة وثقافة التضامن التي يعرف بها رجال الأحياء الشعبية. كما لا ننسى أنه وبعد الزياراة المتكرّرة للجزائر في صغره تمكن من حبّ فريق اتحاد الحراش، الفريق المفضّل في حي والده، حيث لازال إلى يومنا هذا يتابع أخبار ومستجدات الفريق الحراشي، سواء على الأنترنت أو من خلال الاتصال بعائلته وأقربائه في الجزائر، وهو ما جعله يفضّل الفرق الفقيرة والكثيرة الشعبية، والتي تمثل الفخر والروح القتالية.
اتحاد برلين وفرانكفورت.. اتحاد الحراش بالنسبة له
يلخص مشوار بن يمينة عشقه وحبّه للأندية الأكثر الشعبية حيث لعب في صفوف "أف. أس. في" فرانكفورت الذي عرف فيه تطوّر مستواه، والذي عاد إليه هذا الموسم وكذلك اتحاد برلين. ففي الحالتين يتعلق الأمر باتحاد الحراش لهاتين المدينتين، حيث يحبّ اللعب مع الفرق قليلة الدخل، ويرى أن فخره هو إسعاد الناس البسطاء، والذي لا يملك سوى كرة القدم لنسيان مشاكله، ولهذا تجاوزت شعبيته في اتحاد برلين الحدود، حيث يكون سعيدا عندما يسجّل في كل مرّة. وكما يقول المثل الشعبي في الجزائر والذي يردده كثيرا الكواسر عندنا: "ما عندناش... وما يخصّناش".
هدفه المقبل: الحصول على "اليد الممدودة" ل "حليلوزيتش"
اليوم وهو على عتبة ال 30 سنة سيحاول كريم بن يمينة أن يحقق هدفه الجديد مع فريقه "أف. أس. في" فرانكفورت الفريق الثاني في مدينة فرانكفورت بعد إنتراخت فراكنفورت، حيث يريد أن يكون الهدّاف الأزلي في الفريق بعدما توقف عن ممارسة هوايته التهديفية الموسم الماضي، خاصة أنه "الروكورد مان"، أو الهدّاف التاريخي لاتحاد برلين. إذ يريد أن يؤكّد أن البعض أخطأ في حقه، وحتى يثبت للمدرب الجزائري أنه يمكن الاعتماد عليه، خاصة أن استدعاءه جاء في الوقت المناسب، وهذا بعدما فكّر فيه "حليلوزيتش" بمناسبة تربص "ماركوسي". صحيح أنه جزء من قائمة ال 32 لاعب التي اختارها المدرب الوطني، لكن الأهمّ أنه لم يتمّ نسيانه وسيمكنه فرض نفسه في التربص المقبل.
---------------------
21 أوت المقبل موعد "الداربي" الذي سيُزلزل فرانكفورت
ينتظر فريق "أف. أس. في" هذا "الداربي" منذ مدة طويلة، والذي يسمى ب "داربي الإخوة الأعداء" أمام فريق إنتراخت فرانكفورت الذي نزل الموسم الماضي إلى القسم الثاني، حيث ستكون مباراة القمة بين الفريقين، ولن ينتظر مشجّعو الفريقين كثيرا بما أن مباراة الذهاب بين الفريقين سيكون بعد ثلاثة أسابيع، وبالضبط يوم 21 أوت المقبل، وهو الحدث الذي سيجلب اهتمام جميع سكان فرانكفورت، وهو ما جعل الضغط في تصاعد مستمرّ. وهي المناسبة التي ينتظرها فريقا "أف. اس. في" فرانكفورت منذ سنوات عديدة، من أجل أن يثبتوا للإخوة الأعداء أن فرانكفورت ليست إنتراخت فقط، الذي يعد من بين أغنى الفرق في ألمانيا.
بن يمينة: "سبق لي أن عشت الأجواء نفسها في برلين"
وقد أكد كريم بن يمينة أنه على دراية تامة بأهمية هذا "الداربي" وقال: "عندما كنت في اتحاد برلين الموسم الماضي كان الأنصار يترجّونا من أجل هزم "هيرتا برلين" الفريق الكبير لمدنية برلين، لذلك أعرف أهميّة هذه المباريات وقيمة "الداربيات" عند الأنصار". وهو الشعور الذي يطالب به أكثر أنصار فريق "أف. اس. في" فرانكفورت، والذين يريدون الردّ به على جيرانهم.
"إنها مباراة عادية لي لأنني في كلّ مباراة أعطي كلّ ما لدي"
كما قال بن يمينة إنه لا يريد الوقوع في التصريحات المثيرة قبل المباراة، وقال: "بالنسبة لي إنها مباراة عادية ولا يمكني القول إنني سأعطي مجهودات إضافية في هذا اللقاء، لأن هذا الأمر سيجعلني أؤكد أنني لا أعطي بالشكل نفسه في باقي اللقاءات. أنا أريد التسجيل في جميع اللقاءات وأريد التسجيل في هذا اللقاء، أريد الحصول على النقاط الثلاث مثله مثل باقي اللقاءات. بالنسبة لي أنا ألعب جميع اللقاءات بالحماس نفسه".
"تسجيل هدف في الداربي يعني استثمارا"
وهذا ما يعني أن المهاجم الجزائري يعي أن تضييع هذا اللقاء لن يتمّ قبوله بسهولة من قبل أنصار الفريق، حيث قال في هذا الصدد: "أعرف أنه عندما يتعلق الأمر ب "الداربي"، الأنصار يحبّونك أكثر من العادة عندما تسجّل هدفا بغض النظر عن تضييع أهداف أخرى في جميع اللقاءات المتبقية طيلة الموسم، وبالنسبة لي هو عبارة عن استثمار سأحاول أن أسعد أنصارنا، وأريدهم أن يستمتعوا في جميع الأوقات".
---------------------
عمّه هو من أخبره باستدعائه للمنتخب الوطني
لم يتصل أيّ أحد من الاتحادية الجزائرية ب كريم بن يمينة من أجل إخباره بدعوة المدرب "حليلوزيتش" لتربص 7 أوت المقبل ب "ماركوسي"، في إحدى ضواحي باريس الجنوبية. حيث كان عمّه أول من أخبره بذلك الأمر، خاصة أنه قارئ وفيّ ليومية "الهداّف" الصادرة باللغة العربية، حيث أعطاه العنوان الإلكتروني للموقع الرسمي ل "الفاف"، وتأكد من ذلك عن طريق القائمة التي تمّ نشرها عبر الموقف، بالرغم من أن بن يمينة لا يقرأ ولا يفهم اللغة الفرنسية، حيث اكتفى بقراءة اسمه فقط.
سيكون حاضرا في "ماركوسي" صباح 8 أوت
وبينما سينطلق تربص "ماركوسي" يوم 7 أوت المقبل سيلتحق كريم بن يمينة صباح 8 أوت برفقائه هناك، حيث سيشارك في مباراة من لقاءات البطولة الألمانية للقسم الثاني مع فريقه الجديد "أف. أس. في" يوم 7 أوت. حيث حضّر مخطط تنقله إلى فرنسا من أجل الوصول إلى مكان التربص صباح 8 أوت المقبل.
اتصال على المباشر ب كريم مطمور
الذين يعرفون جيدا كريم بن يمينة سيخبرونكم بأن اللاعب خجول للغاية، وهو ما منعه حتى من الاتصال ب كريم مطمور زميله في المنتخب، بالرغم من أن هذا الأخير وصل إلى مدينة فرانكفورت للّعب مع فريق المدينة الأول إنتراخت فرانكفورت، وقال بأنه ربما مطمور لا يريد مقابلته، وهو ما يعني بأن بن يمينة لا يعرف بعد بساطة لاعب "الخضر" وطيبة قلبه واللاعب السابق ل بوريسيا مونشڤلادباخ، والذي كان يودّ معرفة آخر أخبار زميله في المنتخب. حيث ربط المبعوث الخاص ل "الهدّاف" الاتصال ب مطمور وقدّم له بن يمينة في الهاتف، وقد تحدّث اللاعبان طويلا وتبادلا النكت وكذا معلوماتهما الخاصة.
ذهب لرؤيته خِفية الاثنين المنصرم
وقد أكد لنا بن يمينة في معلومة حصرية بأنه قضى سهرته يوم الاثنين الماضي بعيدا عن عائلته وحتى أصدقائه، لكن ب "كومارزبانك ستاديو" المتواجد في فرانكفورت، حيث كان في المدرّجات لمتابعة مباراة إنتراخت فرانكفورت وسانت باولي، من أجل متابعة زميله مطمور، وقد اقتنى تذكرة مثله مثل جميع الأنصار لمتابعة اللقاء. حيث أكد أنصار "أف. أس. في" فرانكفورت بأنه لم يذهب لمتابعة مباراة الإخوة – الأعداء، وإنما من أجل مشاهدة مواطنه يلعب. وفي نهاية اللقاء لم ينتظر زميله لتجاذب أطراف الحديث، بل انصرف بهدوء مثلما حدث عند دخوله الملعب.
متشوّق لرؤية جابو ودوخة
وبما أنه مناصر وفيّ لاتحاد الحراش، سيكون كريم بن يمينة سعيدا للغاية من أجل الحديث مع جابو الذي تقابل معه خلال تربص لوكسمبورغ المنصرم، أين لعب جابو موسم 2009/2010 في اتحاد الحراش وصنع أياما زاهية بالنسبة ل "الكواسر"، حيث تحدّثا طويلا عن أحوال الفريق باللهجة الجزائرية، كما سيكون خلال التربص المقبل على موعد للتقابل مع لاعب آخر في صفوف اتحاد الحراش ويتعلق الأمر ب عز الدين دوخة.
لم يقض عطلته هذا الصيف في الجزائر
لم يتمكّن كريم بن يمينة من المجيء إلى الجزائر هذا الصيف بسبب تغيير الفريق والدخول في تحضيرات الموسم الجديد، حيث انطلقت البطولة الألمانية للقسم الثاني يوم 15 جويلية المنصرم، بالإضافة إلى بقائه لمعالجة الإصابة التي كان يعاني منها، حيث لم يجد الوقت الكافي للقدوم إلى الجزائر، وقد كانت آخر مرّة زار فيها الجزائر خلال شهر ديسمبر الماضي أين بقي بضعة أيام وغادر.
سيتحدّث مع "حليلوزيتش" بالإنجليزية
وبما أن كريم بن يمينة ترعرع في ألمانيا، فإنه لا يجيد نطق أيّ كلمة باللغة الفرنسية، حيث لا يتحدّث سوى باللغة الألمانية والبعض من الإنجليزية، كما أنه يتحدّث نوعا ما اللهجة العامية الجزائرية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: بأي لغة سيتواصل مع المدرب الجديد "حليلوزيتش" الذي لا يتحدث لا الألمانية ولا العربية، لكن يبدوا أن الطرفين سيتحدّثان قليلا باللغة الإنجليزية.
محمد جزائري يعمل عون أمن في "أف. أس. في" فرانكفورت
ومن بين أعوان الأمن ممّن يعملون في ملعب "فولكسبانك ستاديوم" ملعب نادي "أف. أس. في" فرانكفورت، هناك أحد الجزائريين الذين يُدعى محمد وهو منحدر من مدينة بوفاريك، حيث يعمل بإحدى المؤسّسات المختصة بتوفير أعوان الأمن، والتي تعمل مع عدة مؤسسات في فرانكفورت. حيث يكون دائما سعيدا بمقابلة بن يمينة كلّما سنحت له الفرصة بالعمل في الملعب، وهذا فقط من أجل بن يمنية خاصة أنه دائما يضع الألوان الوطنية بمعصمه، وهو ما يؤكد تعلقه بالجزائر دون إخفاء ذلك عن أحد.
---------------------
"غادرت اتحاد برلين لأن المدرب لم يكن يعتمد عليّ"
"هدفي في شباك اتحاد برلين كان جوابي وثأري"
"اخترت اللعب في فرانكفورت لأني لدي العديد من الأصدقاء فيها"
"لم أرَ مطمور بعد في فرانكفورت"
"عنتر يحي ساعدني كثيرا في تربص لوكسومبورغ"
"في لوكسومبروغ لم أكن سعيدا جدا لأنني لم أسجل"
"بن شيخة لم يستدعيني أمام المغرب لأني لم أكن ألعب في برلين"
اختفيت عن الأنظار منذ مدة طويلة وكل ما نعلمه عن أخبارك أنك تركت فريقك السابق اتحاد برلين وتنقلت إلى فرانكفورت، كيف ذلك؟
اتصل بي مدرب فرانكفورت وطلب مني إن كنت لا أعترض فكرة الالتحاق بفريقه وبما أن الرهان الرياضي للنادي أعجبني قبلت العرض بالإضافة إلى معرفتي المسبقة للعديد من الأشخاص في مدينة فرانكفورت، وما سهل عملية تنقلي هو أنني لم أتوصل لأرضية اتفاق مع فريقي السابق، وهذه هي قصة انتقالي.
نفهم من كلامك أنك كنت تريد البقاء مع فريقك السابق لكنك لم تتفق مع المسؤولين حول الجانب المالي، أليس كذلك؟
القضية لم تكن متعلقة بالمال والجانب المادي بل مدرب اتحاد برلين كان يريد تجديد التشكيلة وضخ دماء جديدة ومهاجمين جدد تحسبا للموسم الجديد لذلك فضل عدم تمديد عقدي وذلك ما دفعني لمغادرة الفريق.
كيف قام المدرب بالاستغناء عنك وهو يعلم أنك أفضل هداف في تاريخ الفريق؟
هوالسؤال الذي لم أجد له جوابا لغاية اليوم ولم أفهم السبب الذي دفع بالمدرب للاستغناء عن خدماتي، كما أنه كان صريحا معي وقالي لي أنه لن يعتمد عليّ ولن يدخلني في حساباته ولذلك قررت الرحيل بكل بساطة.
هل كانت هناك فرق أخرى اتصلت بك للظفر بخدماتك؟
نعم، كانت هناك فرق أخرى أرادت تحويلي إلى صفوفها ولا أريد أن أذكر اسمها لأن ذلك لن يجدي نفعا، أنا اخترت الالتحاق بفرانكفورت لأنني سبق وأن لعبت في هذه المدينة ولدي العديد من الأصدقاء فيها.
هل ضمن لك مدربك الحالي مكانة أساسية في التشكيلة قبل إمضائك على العقد؟
لا أبدا، وأي مدرب يحترم نفسه لن يفعل ذلك، قال لي فقط أن طريقة لعبي تعجبه كثيرا وتتطابق مع خططه التكتيكية وطريقة لعب التشكيلة ككل.
تعاقدت مع فرانكفورت أسابيع قبل نهاية الموسم، وفي نفس الوقت سقط الفريق الأول للمدينة أنتراخت للقسم الثاني، ألا تقول في نفسك أنه كان بإمكانك الانتظار قليلا حتى تتلقى عرضا من أنتراحت؟
لم يكن بإمكاني التكهن لما سيحدث مستقبلا ومعرفة إن كان أنترخت سيسقط أم لا، كما أنني لو أطلت الانتظار لتخلى مسؤولو فريقي الحالي عن ضمي، لذلك لست نادما على الاختيار الذي قمت به فقد تلقيت عرضا جيدا وما كان علي لأترك الفرصة تفلت مني، كما أنني متواجد مع الفريق منذ شهر ووجدت راحتي معه.
إذن اندمجت بسرعة مع المجموعة؟
نعم وبشكل جيد، وحتى قبل أن ألتحق كنت أعرف بعض اللاعبين وكنت أعلم كذلك أنني سأجد راحتي معهم وسألعب جيدا معهم أضف أنهم أصدقائي وهذا ما سهل عملية اندماجي.
في أول مواجهتين للبطولة سجلتم تعادلا فوق قواعدكم وانهزاما خارج الديار، ألا تظن أنكم مطالبون برفع مستوى لعبكم مستقبلا ؟
صحيح يتوجب علينا ذلك وإلا لسقطنا نهاية الموسم، لكن لا يجب تضخيم الأمور لأننا في بداية الموسم فقط لكن في المقابل يجب أن نظهر بوجه أفضل في المواجهة القادمة وأنا متأكد أن مستوى الفريق أحسن بكثير من الوجه الذي ظهرنا به في المقابلتين السابقتين.
كيف وجدت نفسك في المواجهتين السابقتين؟
أدركت فيهما أني لست جاهزا بنسبة 100 % بدنيا وذلك لأنني تعرضت لإصابة في التحضيرات التي قمنا بها تحسبا للموسم الجديد لذلك ولم أستعد جميع إمكاناتي بعد لكن مع بعض الحصص التدريبية وبعض المباريات سأتحسن إن شاء لله.
في المواجهة الأولى التقيت مع زملائك السابقين في اتحاد برلين كيف كان ذلك؟
لقد سعدت كثيرا لرؤيتهم من جديد وقد تحدثنا ومزحنا في نهاية المباراة، بكل صراحة لقد اشتقت إليهم كثيرا لأنني قضيت معهم أوقات جميلة في اتحاد برلين.
الظاهر أنك سعدت كثيرا لما سجلت هدفا في مرمى فريقك السابق ...
بالطبع، لقد سعدت كثيرا وفرحتي كانت كبيرة لكن ذلك لم يكن يتعلق بالتسجيل على زملائي السابقين أو لمناصري فريقي السابق الذين احترمهم كثيرا، بل فرحت بالنظر للمدرب الذي فضل تسريحي على إبقائي ولقد ثأرت لذلك نوعا ما ولقد أظهرت له حتى وإن عدت من الإصابة فأنا دائما في الموعد.
بماذا شعرت لما غادرت برلين التي لا تعتبر المدينة التي لعبت فيها لسنوات عديدة فقط بل حتى المدينة التي ترعرت وكبرت فيها؟
صحيح أنني أحب فرانكفورت لكن برلين شيء آخر وذلك لأنها كما ذكرتم المدينة التي كبرت فيها والمكان الذي تقطن فيه عائلتي، لقد اشتقت إليها لكنني لاعب كرة قدم وأنا مطالب بالعيش في المدينة التي ألعب فيها وهذه هي طبيعة العمل الذي نقوم به.
إذن طموحك مع فرانكفورت أن تصبح أحسن هداف في تاريخ هذا النادي، مثلما كان عليه الحال في نادي اتحاد برلين؟
هنا عندما ألعب، أريد أن أكون أحسن لاعب ذو شخصية قوية وأسجل في جميع المواجهات التي أشارك فيها.
الجميع يعلم أن فرانكفورت تحتوي جالية جزائرية كثيرة، هل التقيت ببعض المواطنين الجزائريين منذ مجيئك إلى هنا؟ وهل هناك من جاء لتشجيعك في الملعب؟
لم أر الكثير منهم في الملعب لكن التقيت بهم في الشارع، وهناك أيضا جالية كبيرة من المغرب منهم من تعرف عليّ وهذا الأمر أفرحني كثيرا.
هناك كذلك لاعبان جزائريان انتقلا إلى فرانكفوت، يتعلق الأمر بكريم مطمور وحبيب بلعيد لاعب أنتراخت، هل التقيت بهما؟
لا ليس بعد، لكني أتمنى أن ألتقي بهما في أقرب وقت ممكن لأنه يسعدني كثيرا أن أرى مجددا زملائي في المنتخب، وكان لدي لقاء من قبل باللاعب مطمور خلال التربص الإعدادي الذي أجريناه بلوكسمبورغ وكم كان ذلك اللقاء شيقا، مع انسان ذي أخلاق عالية.
لديك الفرصة ثانية لكي تلتقي به من جديد بمناسبة التربص التحضيري الذي سيقيمه المنتخب الوطني الجزائري في "ماركوسي" بفرنسا وستسجل عودتك من جديد بعد التربص الأول الذي أقيم بلوكسمبورغ، كيف جرت الأمور خلال التربص؟
كل شيء كان يمر بمنتهى الروعة، حيث كنت وصلت إلى الفندق ووجدت الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة في الاستقبال الذي شرح لي البرنامج المطبق خلال المعسكر، ثم توجهت إلى غرفتي، وأثناء تناولنا وجبة العشاء التف جميع لاعبي المنتخب من حولي حتى يساعدوني على الاندماج بسرعة في المجموعة، حقيقة الجميع كان يتعامل معي بطريقة رائعة كما أوجه سلامي الخاص إلى عنتر يحيى الذي كان دائما بجانبي، خاصة أنه يملك ميزات القائد الحقيقي ويحسن اللغة الألمانية، حيث سهل عليّ مهمة الاتصال مع الجميع بما أنني لا أحسن الكلام باللغة الفرنسية وحتى العربية أيضا التي أعرف منها بعض الكلمات فقط، وبالتالي فإن عنتر يحيى كان هو المترجم الحقيقي أمام المدرب واللاعبين خلال الحديث عن الخطط التكتيكية.
هل كنت تعرف من قبل عنتر يحيى قبل مجيئك إلى المنتخب؟
نعم عندما كان هو لاعبا في بوخوم وأنا في اتحاد برلين وأيضا قبل كأس العام، كنا نتحدث مرات عن طريق الهاتف، إنه رجل رائع ولا يبخل بالمساعدة، وعليه فأنا دائما على اتصال معه.
كيف كان شعورك عندما لعبت أول مباراة مع الفريق الوطني؟
كان لا يوصف، أحسست بمشاعر عديدة وبسعادة غامرة، لقد كنت في قمة الفرح عندما كنت أمثل منتخب بلادي والسماع إلى نشيد "قسما"، كما أن حضور الجزائريين في الملعب أثر في كثيرا.
من سوء حظك أنك لم توفق في الوصول إلى الشباك، هل كنت راضيا عن أدائك؟
لقد واجهنا فريقا كان متجمعا في الدفاع، وهو ما صعب لنا المهمة لكي نصل إلى شباك المنافس وعليه فلم أكن سعيدا لأن سعادة المهاجم تكمن في تسجيل الأهداف، وفرحتي تكتمل عندما أسجل.
هل كنت محبطا بسبب عدم توجيه الدعوة لك؟
لا، لأن الدعوة كانت موجهة لي للمشاركة في المواجهة الودية التي كانت مبرمجة أمام المنتخب التونسي في شهر فيفري الماضي، وبعد إلغاء المواجهة تم إقصائي في الوقت نفسه، وفيما يخص مباراة المغرب فإنني كنت أمر بفترة لم يعتمد فيها علي مدرب اتحاد برلين، وهو ما جعل المدرب بن شيخة لا يوجه الدعوة لي، أظن أن هذا أمر منطقي.
لكنك تبدو محبطا...
بطبيعة الحال تكون محبطا عندما لا توجه لك الدعوة، وعندما لم ألعب مع اتحاد برلين فإنني أشعر بخيبة أمل كبيرة.
الناخب الجديد وحيد حليلوزيتش، وجه لك الدعوة خلال أول تربص، هل يسعدك هذا؟
أجل، إنه يمنحني فرصة ثانية لإظهار إمكاناتي وسأحاول اغتنامها.
خاصة بعد أن لاحظ أن هناك مشكلة على مستوى خط الهجوم وهو ينتظر أن تكون الفعالية أكثر..
لا أعتقد أن المشكل ينطبق على الهجوم فقط، لأن طريقة اللعب هي التي لم تكن تسمح للمهاجمين بالوصول إلى الشباك.
هل تتفق مع رفيق جبور الذي قال لنا أن الفريق لن يجد أبدا فعاليته لما بقي الاعتماد على مهاجم واحد في الأمام؟
أنا أفهم جيدا جبور وأشاركه الرأي، لأن وجود مهاجم واحد فقط في الأمام سيصعب عليه المهمة أمام أربعة مدافعين اثنين منهم يفرضان الرقابة، وبالتالي فإن كل الفريق يحب أن يلعب من أجل المهاجمين.