بدأ اللقاء الذي جمع إتحاد عنابة بضيفه مولودية وهران باندفاع بدني قوي وأظهر المحليون سيطرة شبه مطلقة، وكانت لهم فرص سانحة للتهديف منذ الدقائق الأولى، ففي (د6) نفذ بودار مخالفة مباشرة مرت جانبية...... وفي (د8) اللاعب نفسه قذف من مدخل منطقة العمليات والحارس بن حمو أبعد الخطر عن مرماه بارتماءة رائعة، وتمكن المتألق بودار في (د9) من توزيع الكرة من الجهة اليسرى نحو ڤاسمي الذي كاد على إثرها يفتتح باب التسجيل لصالح أصحاب الأرض، ورد الزوار بعد ذلك بمحاولة واحدة وحيدة في هذا الشوط بقذفة من اللاعب شعيب في (د11)من بعد 35 مترا اصطدمت الكرة بالقائم الأيمن لواضح، واستمر المحليون في التهديد وكانت لهم فرصة في (د18)عن طريق ڤاسمي الذي خرج وجها لوجه مع الحارس بعد فتحة من زميله ربيح لنك كرته مرت جانبية، وتمكن ڤاسمي من هز الشباك في (د36) بعد فتحة من منصور لكن الحكم رفض الهدف بداعي التسلل وسط احتجاجات اللاعبين، وفي (د42) وجه ضيف قذفة قوية من بعد 40 مترا اصطدمت كرته بالعارضة، وعلى إثر ركنية منفذة من بودار في (د45) رأسية قماري مرت جانبية. وتميزت أحداث الشوط الثاني بسيطرة عنابية، ففي (د48) سدد بودار قذفة تصدى لها بن حمو وأبعد الكرة إلى الركنية، وفي (د52) تمريرة من بودار نحو معيزة الذي خرج وجها لوجه مع الحارس بن حمو، سدد وكرته مرت جانبية، وجاء دور ربيح في (د64) حين وجد نفسه وجها لوجه مع بن حمو، قذف لكن هذا الأخير أنقذ فريقه من هدف محقق، وفي (د70) توزيعة من منصور ورأسية ڤاسمي تصدى لها بن حمو، وفي (د76) قذفة قوية من ربيح مرت جانبية، لينتهي اللقاء كما بدأ بالتعادل السلبي وسط تصفيقات الجمهور العنابي على أداء فريقه. -------------------- ملعب 19 ماي بعنابة، جو ممطر، أرضية ثقيلة، جمهور قليل، تنظيم محكم، تحكيم الثلاثي بوعلي، طاهير، يمني. الإنذارات: معيزة (د30)، بودار(د83) من عنابة. بن عطية (د22)، بن ڤورين (د51)، بن حمو (د57) من وهران. الطرد: معيزة (د90)، ربيح (د90) من عنابة. بن عطية (د31) من وهران. عنابة: واضح- رماش(طبال د65)- منصور- بن شرڤي- معيزة- ضيف- همامي(بن دحةد79)- ڤاسمي- بودار- قماري(بن سعيد د58)- ربيح. المدرب: عمراني وهران: بن حمو- بوسعادة- بن ڤورين- ڤايد- كشاملي- بن عطية- زميت- بحاري- بن رملة(مجاهد د67،بومعزة د84)- شعيب(بالغ د93)- مداحي. المدرب: معطى الله. ------------------ معطى الله: “حققنا معجزة وأشكر اللاعبين على الأداء الرجولي” “في الحقيقة حققنا معجزة بتعادلنا اليوم في عنابة ويرجع الفضل خاصة إلى الحارس بن حمو الذي كان له الدور الكبير في هذه النتيجة التي أعتبرها إيجابية خاصة بعد خروج اللاعب بن عطية. كنا نلعب بحذر شديد بحيث جئنا إلى عنابة من أجل تحقيق نتيجة إيجابية وعلى الأقل التعادل وهذا ما حققناه بفضل أداء اللاعبين البطولي فوق الميدان“. عمراني: “لم نكن في يومنا والحكم لعب دورا في النتيجة” “بغض النظر عن الأخطاء والهفوات التي ارتكبناها وخاصة من الجانب التكتيكي، لم نكن في يومنا، وبالإضافة إلى ذلك أؤكد أن الحكم لعب دورا كبيرا في تحديد النتيجة، إذ لم يحتسب لنا هدفا شرعيا في الشوط الأول وقام بإخراج اللاعب بن عطية بالبطاقة الحمراء ليصحح خطأ عدم احتسابه الهدف الشرعي لصالحنا، حقيقة كنا نستحق الفوز وهي نهاية مأساوية”. ---------------- شعيب شارك من البداية هذه المرة تمكّن المهاجم شعيب توفيق من العودة إلى التشكيلة الأساسية للمولودية حين قدم مباراة في منتهى الروعة على الرغم من أن اللقاء جرى خارج القواعد، أين أبان فيه شعيب عن مستويات كبيرة وهو العائد من إصابة حرمته من المشاركة في لقاء مولودية العلمة وشبيبة القبائل على التوالي، وهو الذي ينتظر منه المدرب معطى الله الكثير في بقية المشوار بالنظر إلى وزنه في التشكيلة بالإضافة إلى الإمكانيات الباهرة التي يتمتع بها هذا اللاعب الموهوب. بحاري يعود إلى التشكيلة الأساسية بعد غياب طويل ومن جهته فقد سجل اللاعب بحاري عودته هو الآخر إلى التشكيلة الأساسية بعد غياب طويل، وهو الذي لم يشارك معها منذ لقاء مولودية الجزائر في 5 جويلية أين كان مسجّل الهدف الوحيد “للحمراوة“ حينها، ولكنه غاب بعدها بسبب الإصابة التي حرمته من العودة طوال تلك المدة ومن المنتظر منه أن يكون أكثر جاهزية في المواجهات المقبلة، خاصة أنه أدى مباراة كبيرة وساعد فريقه بقسط كبير في العودة إلى الديار بتعادل ثمين من شأنه أن يحفّز أكثر زملاء كشاملي لتسجيل نتائج أحسن في المستقبل، لأن الأهم بالنسبة إليهم أنهم استطاعوا تعويض الهزيمة القاسية أمام شبيبة القبائل في عقر الديار. الغول يعود إلى الاحتياط عاد حارس “الحمراوة“ الغول إلى الاحتياط في مباراة فريقه أمام إتحاد عنابة وهو الذي كان أساسيا في لقاء شبيبة القبائل وظهر جليا أن مدربه قرر معاقبته بسبب تلك الخسارة بطريقته الخاصة، وهو الحارس قدم إلى الفريق في فترة “الميركاتو“ الأخيرة بعدما كان ينشط في صفوف رائد القبة وقد جاء إلى المولودية من أجل بعث مشواره من جديد بعدما سبق له التألق من قبل في صفوف الجار جمعية وهران، ويعلم جيدا أن المنافسة شديدة بتواجد كل من مزاير بالإضافة إلى بن حمو الذي عاد بكل قوة ويعود له الفضل في تحقيق التعادل. بن عطية يُطرد في الشوط الأول عرف الشوط الأول من اللقاء طرد متوسط ميدان مولودية وهران بن عطية بعد تلقيه للإنذار الثاني له على التوالي في (د31) من اللقاء ما جعل زملاءه يكملون اللقاء منقوصين عدديا ، ما صعّب من مأموريتهم أكثر فأكثر وعلى الرغم من ذلك فقد استطاع رفاقه الحفاظ على نتيجة التعادل إلى غاية نهاية المباراة، وعادوا بنقطة ثمينة إلى الديار من شأنها أن تحفّزهم أكثر لمواصلة العمل الجاد والصارم لتحقيق نتائج أحسن تسمح لهم بالارتقاء أكثر في سلّم الترتيب. ومعيزة يُطرد هو الآخر في نهاية اللقاء عرفت نهاية اللقاء تسارعا في الأحداث بسبب التوتر الشديد لأصحاب الأرض الذين فقدوا تركيزهم في الدقائق الأخيرة من اللقاء حيث تلقى المدافع عادل معيزة الإنذار الثاني له، وهو ما كلفه الطرد من المباراة في (د90)، ومن شأن هذه العقوبة أن تطول بما أن الحكم بوعلي سيرفع تقريرا مفصلا عمّا قام به اللاعب للرابطة الوطنية التي ستفصل في قضيته في الأيام القليلة المقبلة التي ستوضح كل شيء. ربيح لا يستحق الطرد إذا كان طرد بن عطية مستحقا في الشوط الأول بعد تدخل عنيف ونفس الشيء فيما يخص معيزة من عنابة، إلا أن اللاعب ربيح فؤاد لا يستحق الطرد في الوقت بدل الضائع من المباراة بعد احتجاجه على الحكم بوعلي الذي لم يمنحه مخالفة وسط دهشة كل الحاضرين في الملعب، وهو الطرد الذي ليس له أي مبرر خاصة أن لاعبي مولودية وهران اعتمدوا السقوط وإضاعة الوقت في عدة مناسبات إلا أنه لم يشهر في وجوههم أي بطاقة لهذا السبب. بوعلي... “كوفي كوجيا” آخر في عنابة كان الحكم بوعلي خارج الإطار طوال مجريات اللقاء، وهو الذي لم يكن عادلا في اتخاذ قراراته ولم يحسن التحكم في مجريات اللعب ما جعل معظم لاعبي إتحاد عنابة يحتجون على قراراته غير الصائبة، وما زاد الطين بلة هو تغاضيه عما كان يقوم به لاعبو مولودية وهران في المرحلة الثانية أين ضيّعوا أكثر من ربع ساعة بسبب تمثيلياتهم ولكنه احتسب في نهاية اللقاء 5 دقائق فقط، ما جعل الجميع يتذمر منه حيث راح الأنصار يهتفون بعد اللقاء باسم الحكم البينيني كوفي كوجيا الذي أصبح مشهورا في الساحة الدولية بعد كل ما قام به في كأس إفريقيا بمنتخبنا الوطني. أرضية ميدان 19 ماي كارثية كانت أرضية ميدان ملعب 19 ماي 1956 أكثر من كارثية خلال المباراة التي جمعت الإتحاد المحلي ومولودية وهران، حيث لم يستطع اللاعبون تقديم عروض كروية جيدة، ما يعني أنهم اعتمدوا بكثرة على اللعب العشوائي والكرات العالية التي لم تأت بما كان منتظرا من الجانبين وساعدت أكثر الفريق الضيف الذي تمركز أكثر في الدفاع وصعّب مهمة الفريق المحلي في تقديم كرة جميلة في ظل الحالة السيئة للأرضية التي أصبحت تصلح لكل شيء ما عدا كرة القدم. ڤماري لأول مرة في التشكيلة الأساسية مع “بونة“ عرف لقاء أمس مشاركة اللاعب المغترب لإتحاد عنابة عادل ڤماري لأول مرة في التشكيلة الأساسية مع فريقه الجديد، وهو الذي شارك في لقاء وفاق سطيف الأخير في الشوط الثاني حيث كشف عن مستويات مقبولة جعلت المدرب عمراني يقحمه منذ البداية في هذا اللقاء القوي خاصة من ناحية الاندفاع البدني. وكان ڤماري في المستوى وكشف عن جاهزية بفضل تحركاته الكثيرة في الخط الأمامي في انتظار أن يؤكد على ذلك بتسجيله للأهداف التي تعتبر من أولويات المهاجم حتى يكسب الثقة في نفسه من جهة ويجعل مدربه يعتمد عليه أكثر في المباريات المقبلة من جهة أخرى. ... وبن سعيد في كرسي الاحتياط بقي مهاجم “بونة“ عدلان بن سعيد في كرسي الاحتياط لأول مرة في ملعب 19 ماي، وهو الذي شارك منذ بداية الموسم في التشكيلة الأساسية في كل المباريات التي أجراها الفريق داخل قواعده. ويبدو أن المدرب فضّل إراحة بن سعيد أكثر لأنه لا يزال يعاني من إصابة خفيفة لكنه لم يرد المجازفة حتى لا تتفاقم، وهو الذي تلقى ضربة في اللقاء الفارط أمام الوفاق السطايفي على مستوى الركبة في انتظار أن يعود بكل قوة في المباريات المقبلة لأن فريقه بأمس الحاجة إليه، وهو الذي يعتبر قطعة أساسية في تشكيلة عمراني بالإضافة إلى خبرته الطويلة في الميادين ناهيك عن إمكاناته. ربيح “راهو يطير” كان المهاجم فؤاد ربيح واحدًا من أحسن العناصر في المباراة، حيث أمتع الحضور بفنياته الكبيرة ومراوغاته الجميلة على الرغم من الوضعية الصعبة لأرضية الميدان الكارثية بالإضافة إلى التكتل الدفاعي للمنافس الذي رفض اللعب وفضّل الاستماتة في منطقته طوال اللقاء. ربيح زعزع الدفاع الوهراني أكثر من مرة ما يؤكد جاهزيته الكبيرة التي أراحت كثيرا مدربه عمراني الذي يعتمد عليه كثيرا هذا الموسم في انتظار المزيد في الجولات القادمة. الأواسط افترقوا على التعادل السلبي انتهت مباراة الأواسط بين إتحاد عنابة ومن مولودية وهران بالتعادل السلبي، رغم السيطرة المطلقة لأصحاب الأرض الذين صالوا وجالوا في الميدان كيفما شاءوا لكن خانتهم الفعالية في النهاية، وهو ما حرمهم من تحقيق الفوز فوق ميدانهم وسمح للفريق المنافس بالعودة إلى الديار بنقطة ثمينة من شأنها أن تعيد الروح إلى المجموعة في انتظار التأكيد على ذلك في المباريات المقبلة في البطولة بطبيعة الحال. ... ويواصلون إخفاقاتهم وبعد هذا التعادل المرّ الذي سجّله أواسط “بونة” الذي جاء بطعم الهزيمة، تتواصل متاعب الشبان الذين لم يحققوا أي فوز منذ انطلاق مرحلة الإياب وهم الذين انهزموا في ثلاث مناسبات أمام مولودية الجزائر، وداد تلمسان وشباب باتنة بالإضافة إلى التعادل أمام وفاق سطيف في المباراة ما قبل الأخيرة واختتموها بتعادل آخر أمس أمام مولودية وهران في مباراة لم يكن لديهم مجال فيها لتضييع المزيد من النقاط، لكنهم واصلوا إخفاقاتهم في انتظار الاستفاقة في المباريات المقبلة والتي نأمل ألا تكون متأخرة وبعد فوات الأوان. جمهور قليل جدا في المدرجات كما كان منتظرا، فقد كان الحضور الجماهيري في ملعب 19 ماي 1956 قليلا جدا وهو أمر طبيعي بسبب الظروف المناخية القاسية والبرودة الشديدة التي سادت معظم التراب الوطني في الأيام القليلة الماضية خاصة في شرق البلاد أبن تتراوح درجة الحرارة ما بين 3 إلى 4 درجات مئوية، وهو ما جعل أنصار ومحبي إتحاد عنابة يفضّلون المكوث في البيت ومتابعة لقاءات أخرى عبر شاشة التلفزيون. العنابيون طالبوا بركلة جزاء احتج لاعبو إتحاد عنابة كثيرا على حكم المباراة بوعلي بعدم منح أصحاب الأرض ركلة جزاء اعتبروها شرعية في (د24)، وهذا بعدما قام ربيح بعمل جميل وتوغل في منطقة العمليات ثم سدّد كرة لمست يد المدافع كشاملي، لكن الحكم تغاضى عنها ما أشعل غضب المحليين أكثر وأخرجهم عن تركيزهم فيما تبقى من مجريات اللقاء لأنه لو احتسب الحكم تلك الضربة لكن لزملاء معيزة حديث آخر في بقية اللقاء، خاصة أن أرضية الميدان لم تكن جيدة وصعبت أكثر من مأموريتهم في صنع اللعب. بن حمو من عنابة إلى عنابة كانت المناسبة في لقاء أمس مع عودة الحارس الدولي السابق محمد بن حمو إلى التشكيلة الأساسية للحمراوة بعد غياب طويل وتشاء الصدف أن تكون العودة أمام فريق بونة، وهو الذي لم يشارك منذ لقاء الذهاب أمام نفس المنافس إتحاد عنابة، وقد استغل بن حمو فرصة غياب الحارس الأساسي مزاير لكي يكون في الموعد. وتجدر الإشارة إلى أنه قدم مباراة في المستوى وأنقذ فريقه من هزيمة ثقيلة أين وقف في وجه المهاجم الخطير ڤاسمي وحرمه من تسجيل أي هدف طوال اللقاء، ما يعني أن حارس المولودية عاد بكل قوة في انتظار أن يؤكد ذلك في الجولات المقبلة، خاصة أن المدرب الوطني سعدان يبحث عن حارس لكي يدعّم به التعداد قبيل المونديال. مزاير يواصل الغياب بسبب مشاكله مع الإدارة ومن جهته فقد تواصل غياب الحارس الأساسي للفريق هشام مزاير بسبب مشاكله المتعددة مع إدارة المولودية وأبرزها من الجانب المادي، كون اللاعب طالب بمستحقاته لكن الإدارة لم تستجب له على الرغم من أنه كان لاعبا جادا طوال الموسم وساعد فريقه كثيرا في تحقيق نتائج إيجابية داخل القواعد وخارجها، لكنه قرر مقاطعة الفريق حتى يتم تسوية وضعيته لأن الفريق بحاجة ماسة إلى خدماته بحكم الجاهزية الكبيرة التي يوجد عليها مزاير هذا الموسم، لكنه يبقى خارج حسابات المدرب معطى الله الذي لم يجد ما يفعله في ظل هذا القرار الذي اتخذه حارس “الحمراوة“.
