ينتظر أن يعيش المواطن الجزائري فترة حساسة، قبيل الدخول الاجتماعي المقبل، وهو الذي يهم بالخروج من عطلة صيفية أنهكت جيوبه لتقابله مباشرة مصاريف اقتناء أضحية عيد الأضحى المبارك والأدوات المدرسية، وهذا في ظل ما يعيشه من نزيف لقدراته الشرائية المتأثرة بانهيار قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية والارتفاع المستمر لنسبة التضخم. تصطدم العائلات الجزائرية مباشرة بعد خروجها من العطلة الصيفية بارتفاع رهيب في أسعار الأدوات المدرسية قبيل عودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة، تفوق ال 45 بالمائة بحسب تقديرات جمعيات حماية المستهلك، وهو ما سيثقل كاهلها خاصة محدودة الأجر منها والمتوسطة، حيث سيكون الأثر مضاعفا على اعتبار أن الدخول المدرسي هذه السنة جاء أسبوعا فقط قبل عيد الأضحى ما يعني مصاريف إضافية قد تدفع بعض العائلات لحل واحد وهو اللجوء إلى الاقتراض وتحمل عبء الديون.
وباستثناء العائلات المقترضة ينتهج الكثير من أرباب البيوت هذه الأيام سياسة شد الحزام بتقليل مصاريفهم اليومية تحسبا لأعباء الأدوات المدرسية وكبش العيد، خاصة وأنهما سيحلان خلال نفس الفترة، فعلى الرغم من تسجيل أسعار متوسطة لأضاحي العيد هذه الأيام، إلا أن ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية ظلل على ذلك، حيث شهدت هذه الأخيرة هذه السنة زيادة جنونية في الأسعار وصلت ال50 بالمائة فيما تعلق بالكراريس والمواد الورقية، وهو ما مثل صدمة بالنسبة للأولياء الذي وجدوا أنفسهم مجبرين على اقتناء هذه المستلزمات قبل موعد الدخول المدرسي تجنبا لمزيد من الارتفاع عشية موعد العودة لمقاعد الدراسة، في حين فضل آخرون التريث حتى يتسنى لهم معرفة ما يمكن اقتناؤه وما يمكن تأجيله، ناهيك عن أسعار المآزر التي فاقت ال 1500 وسعر المحافظ الذي وصل ل 8 آلاف دينار، وهذا تأثرا بانهيار قيمة العملة الوطنية وارتفاع نسبة التضخم التي وصلت إلى 5,5 بالمائة، على اعتبار أن أغلب هذه المواد مستوردة من الصين في حين يمثل المنتوج الوطني منها نسبة قليلة، وهو ما أكده تجار هذه السلع الذين أرجعوا الارتفاع الجنوني لأسعار الأدوات المدرسية إلى تقلبات أسعارها على مستوى السوق العالمية، مشيرين أن تكاليف الاستيراد لوحدها رفعت من الأسعار في السوق بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالجودة والنوعية، وهو ما رفضه الأمين العام لمنظمة حماية المستهلك حمزة بلعباس، مؤكدا بأن هذه الزيادات تعد زيادات عشوائية فرضتها العلامات المحتكرة لسوق الورق في الجزائر باعتبار أن أسعار الورق في الأسواق العالمية لا تزال ثابتة ولم تشهد أي ارتفاع.
من جهة أخرى، تعرف المواشي قبل أيام قليلة تفصلنا على عيد الأضحى المبارك، أسعارا متوسطة وفي متناول الجميع، عكس ما عرفته في السنوات القليلة الماضية، حيث ستتراوح أسعار الاضاحي ما بين 25 ألف و 40 ألف دينار جزائري حسب ما أكده رئيس الكنفدرالية الوطنية لمربي المواشي، جيلالي عزاوي، ويلمسه المواطن في الأسواق منذ إنزال الماشية إليها قبل أيام تحسبا لعيد الأضحى المبارك، وهذا راجع إلى وفرة رؤوس الماشية، على اعتبار أن العدد الإجمالي للثروة الحيوانية في الجزائر مقدر ب 25 مليون رأس، وهو الرقم الذي من شأنه تغطية حجم الطلب على اللحوم الحمراء الذي يفوق المائة، وعلى الرغم من تأكيد بعض الموالين ورئيس جمعية تربية المواشي وحماية السهوب، استقرار الأسعار هذا الموسم استنادا لوفرة رؤوس الماشية ونجاح الموسم لمعظم المربين وعدم انتشار الأمراض المعدية بين الاغنام، إلا أن المفاجآت طابع كل موسم خلال الأسبوع الأخير قبل العيد، حيث تصنع المضاربة في الأسعار الاستثناء دائما، أين من المرتقب أن تتراوح أسعار الكباش بين 3 ملايين و7 ملايين سنتيم. ليلى عمران