تشهد أسعار الخضر والفواكه هذه الأيام ارتفاع مذهلا، في ظل غياب الرقابة على الأسواق والفضاءات التجارية، ولم تسلم آلة الغلاء حتى تلك المواد المدعمة كالخبز والحليب، نظرا لوثيرة النشاط التجاري البطيء التي طبعت أيام بعد انقضاء عيد الأضحى المبارك. يومية ” الحوار” رصدت أراء نائب مدير سوق الجملة بالكاليتوس بالعاصمة وممثلين عن وزارة التجارة وكذا المدافعين عن القدرة الشرائية للمستهلك للتعرف عن الأسباب التي أدت إلى هذا الغلاء الفاحش في بعض المنتجات التي يكثر عليها الطلب.
سوق الجملة: ارتفاع الأسعار راجع لقلة اليد العاملة وحول مرجعية حمى الأسعار التي انتابت أسواق الخضر والفواكه الأيام التي أعقبت عيد الاضحى المبارك، أكد غربي عمر نائب مدير سوق الجملة للخضر والفواكه بمنطقة ببلدية بوفاريك بالعاصمة، أن مؤشر أسعار الخضر والفواكه سوف تتعافى انطلاقا من يوم الجمعة المقبل حيث سجل مقياسه المتوسط مقارنة باليوم الجمعة التي عرفت مختلف المنتجات الفلاحية ارتفاعا مذهلا، سببه قلة اليد العاملة التي تشتغل في الأراضي الفلاحية لأنهم في عطلة العيد، مؤكدا أنهم لهم الحق في أن يقضوا يومي العيد بين أحضان عائلاتهم، مؤكدا أنه سوف يتم تدارك ذلك انطلاقا من الجمعة المقبلة، وحسب بورصة سوق بواريك للخضر والفواكه، استنادا إلى المتحدث ذاته، فقد يبلغ سعر البطاطا بين 45 و50 دح للكلغرام الواحد، فيما بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم إلى غاية أمس ب 25 دج، وتم تحديد أسعار الكلغرام من الفلفل ” الطرشي” من 60 إلى 70 دج، أما اللفت لم يكن عليه الطلب، وبلغ ثمن البذنجان ب30 دج، فيما سجلت السلاطة الخضراء ارتفاعا حيث بلغت سقف 100 دج، فيما بلغ سعر القرعة ” الكوسة” 25دج ، وفيما يخص أسعار الفواكه حسب ذات المصدر، فقد بلغ سعر التفاح حسب النوعية من 100 دج،إلى 200 دج ، وتراوحت أسعار العنب بين 80 إلى 140 دج، وبلغ سعر البطيخ الأصفر 40 دج، والدلاع ب 35 دج
اتحاد الخبازين… صنع الخبز من مادة السميد فقط خطأ يعاقب عليه من جهته، أوضح رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين الجزائريين، يوسف قلفاط، في رده على سؤال ” الحوار” حول استغلال بعض الخبازين فرصة غلق العديد من المخابز عبر الوطن خلال الأيام التي تلت يومي عيد الأضحى بصنع الخبز من مادة السميد بدل الفرينة المدعمة، وذلك من أجل جبر المستهلك اقتناء الخبز بسعر مرتفع، قال قلفاط أن الخبز المصنوع من مادة السميد والشعير والنخالة يخضع لأسعار حرة، ولا يحق لنا محاسبة الخباز ولا نستطيع فرض سعر معين عليه، لأن سعره يكون حسب التكلفة، في حين فالقانون يلزمه عجن الخبز بالفرينة المدعمة لأن ذلك من حق المستهلك الاختيار بين ما يناسبه طبقا لقدرته الشرائية، ويمنع منعا باتا يضيف قلفاط استخدام مادة السميد فقط في عملية إعداد وحدات من الخبز المعتاد، وأكد الناطق باسم الاتحادية الوطنية للخبازين الجزائريين، يوسف قلفاط أن الخبازين المخالفين للقانون سوف يخضعون إلى إجراءات ردعية وصارمة تترواح بين 5 إلى 10 ملاين سنتيم، وفي حالة العود قد تصل العقوبة حد غلق المحل التجاري.
زبدي: يجب تحديد هامش ربح التجار شدّد رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، على الجهات المعنية وضع آليات جادة لحماية المستهلك جراء حمى الأسعار التي أصابت جيب المستهلك فتصبب بسببها عرقا، وهو ما جعل المواطن يقول زبدي يستاء من هذه الوضعية التي تتكرر مع كل مناسبة في ظل غياب الرقابة من طرف الجهات المعنية، موضحا ل ” الحوار” أن الكرة يتقاذفها بين تجار الجملة ونظرائهم في التجزئة، وكل فئة تلعن فئة أخرى، وفي نهاية المطاف فالمستهلك هو المتضرر من هذه الوضعية الكارثية، تارة من ندرة بعض المواد الواسعة الاستهلاك والمطلوبة بكثرة من قبل المستهلكين، أو ارتفاعها في حالة وجودها، خاصة في المناسبات الدينية، داعيا إلى إعادة النظر بالعمل بالفوترة لكبح تدهور القدرة الشرائية للمواطن، وتحديد هامش الربح حتى تعود الأمور إلى نصابها، لأن القضية أخذت منعرجا خطرا أمام ارتفاع مؤشر الأسعار خاصة يومي عيد الأضحى والأيام التي تالته مباشرة، حيث وصلت فيه أسعار بعض المنتجات الفلاحية الذروة على غرار شعبة اللفت التي بيعت ب 250 دج للكلغرام الواحد، ناهيك عن الفواكه التي أضحى اقتنائها من استطاع إليها سبيلا.
وزارة التجارة: سوق الخضر والفواكه تخضع للعرض والطلب من جهته، قال المكلف بالإعلام بوزارة التجارة سمير مفتاح في حديثه ل ” الحوار” حول الاجراءات المتخذة من قبل هيئته تجاه ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، حيث أوضح أن سوق الخضر والفواكه هي سوق حرة، وللتاجر كامل الحرية في فرض أسعاره، لأن تحديد الأسعار كما قال يخضع لقانون العرض والطلب، مؤكدا أن وزارة التجارة تسهر على تنظيم الأسواق، وذلك يتجلى في التطبيق الالكتروني الذي أطلقته يومي عيد الأضحى ليتسنى للمواطن تقفي آثار التجار المعنيين بقرار المدوامة، مشيرا إلى أن وزير التجارة السعيد جلاب، كان قد نظم جولة استطلاعية قادته إلى مختلف دوائر وبلديات الجزائر العاصمة وأنه بفضل هذا التطبيق الذي استخدم لأول مرة سهل عملية قضاء حاجيات المستهلكين خلال هذه المناسبة. نصيرة سيد علي