ثبوت الرؤية عارهم في الجنوب2 أوجين فرومونتا …ريشة كاذبة..
الحديث عن عار فرنسا في الصحراء يحيلنا إلى التجارب النووية …وهي من أبشع الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في حق العباد والبلاد، ماتزال تبعاتها حتى الآن رغم مرور أكثر من نصف قرن. الجزائر طالبت فرنسا تسليمها خرائط حول أماكن التجارب النووية التي أجريت بالصحراء لتطهير المنطقة من الإشعاعات.تماطل الطرف الفرنسي بيان واضح على أن ملف الذاكرة مازال يثير فرنسا لأنه لمجرد فتحه هو إدانة لها…وفرنسا بخيلائها واستعلائها ترفض الاعتراف. جرائم فرنسا في الصحراء بدأت منذ السنوات الأولى للاحتلال ..وقد انتهجت سياسة التصفية العرقية ، عبر تلك المحارقات التي صفت فيها قبائل بأكملها. ونحن في عار فرنسا في الصحراء نستذكر أيضا جريمة الإبادة بالأسلحة الكيميائة بولاية الاغواط المعروفة لدى سكان المنطقة بعام " الخلية" التي نفذتها فرنسا سنة 1852 ، راح ضحيتها ثلثي سكانها ،من بين الضحايا أطفال ورضع تم وضعهم في أكياس وحرقهم أحياءً وهم مخدرين بفعل مادة" الكلوروفورم "الغازية السامة. جوني اوهانوت وهو رسام فرنسي فضح عار بلده عبر لوحاته أبرزها تلك التي تنقل مأساة محرقة الظهرة بمستغانم …في المقابل الكاتب الرسام جون فرومونتا الذي سافر إلى صحراء أكثر من مرة، لم يجرأ على نقل جرائم فرنسا عبر لوحاته واكتفى بنقل صورة بديعة عن الصحراء تحاكي لنا تلك المشاهد الخيالية التي نجدها في كتب بعض المستشرقين …كانت لوحاته بمثابة بطاقة دعوة وطمأنة للفرنسيين لاقناعهم بهذا البلد الجديد الذي اغتصبوه … إن كان كاذبا بريشته فقد كان صادقا بقلمه وهو ينقل الواقع المرير في الصحراء تحديدا في الاغواط .في رسائله يعترف أن رائحة الموت تملأ الإرجاء .. "صيف الصحراء" وهو الكتاب الذي تحدث فيه عن رحلته في الفيافي…..وقال أن ريشته لا تستحق أن تنقل الوضع البائس في المنطقة …لهذا اضطر للتحايل على الواقع ليتواطأ مع المستعمر لكن من جهة أخرى يبرر هذا الصمت ….لان الجزائر الجاهزة التي صورها له الاحتلال ليست ذاتها تلك التي اكتشفها . كانت صدمة لكنه آثار أن يبتلع خيبته ويتواطأ مع المستعمر…وهنا الفرق بينه وبين غيره من المبدعين الذين فضحوا المستعمر الفرنسي وقاموا بتعريته…. وسيلة بن بشي