الحريري يستأنف مشاوراته حول تشكيل الحكومة

استأنف رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري محادثاته بهدف الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة بعد عودته إلى بيروت بعد زيارة خاصة لفرنسا ، جمدت المناقشات لمدة أسبوع. وكان الحريري قد كلف قبل سبعة أسابيع بتشكيل حكومة وحدة وطنية ، لكن عملية التشكيل تجمدت منذ 2 أوت الجاري بفعل المفاجأة ، التي تمثلت في موقف الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط ، باعلانه الخروج من قوى الاكثرية البرلمانية المتمثلة ب قوى ''14 آذار'' مع استمرار دعمه لرئيس الوزراء المكلف سعد الحريري. وشهد أمس أول اتصال مباشر بين الحريري وجنبلاط منذ إعلان الأخير نيته الانسحاب من ''14 آذار'' الأحد قبل الماضي. وذكرت صحيفة ''الشرق الاوسط'' ان الحريري اتصل بجنبلاط فور عودته الى بيروت وذلك بمناسبة ذكرى مولد جنبلاط واتمامه لعامه ال60 . وفي حين تردد أن الحريري سيعاود اتصالاته من أجل تأليف الحكومة من الصفر في ضوء مواقف جنبلاط الاخيرة وتأثيرها على مراكز القوى داخل الحكومة الجديدة، الذي قد يؤدي عمليا الى اقتطاع 3 وزراء من حصة قوى الاكثرية مما قد يدفع الاخيرة إلى طلب ضمانات سياسية من جنبلاط ، الذي احدث موقفه ارباكا وصدمة عميقة في الوضع والتوازن العام ، ماجعل عملية تشكيل الحكومة أكثر صعوبة وتعقيدا وأدخلها في ''مأزق'' يمكن ان يتطور الى أزمة. من جهته قال رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل سوف تحمل لبنان المسؤولية عن أي هجوم لجماعة حزب الله في المستقبل إذا تم إشراك هذه الجماعة في الحكومة الائتلافية القادمة لبيروت. من جهة اخرى ذكر مصدر بالجيش اللبناني أن الوضع في جنوب لبنان شهد تصاعدا في حدة التوتر عقب ما تردد عن تقدم القوات الاسرائيلية باتجاه منطقة مزارع شبعا، مما اضطر الجيش اللبناني إلى إعلان حالة التأهب بين صفوفه. وقال المصدر إن ثلاث عربات إسرائيلية مدرعة، ترافقها رابعة مدنية، تقدمت صوب مزارع شبعا على الحدود الجنوبية الشرقية للبنان والجنوبية الغربية لسوريا والشمالية لاسرائيل. استولت إسرائيل على هذه المنطقة، الغنية بمواردها المائية والتي تبلغ مساحتها 25 كيلو مترا مربعا ، من سوريا خلال حرب ,1967 عندما استولت أيضا على مرتفعات الجولان المجاورة التي قامت بضمها بعد ذلك. ومنذ ذلك الحين صارت مزارع شبعا محل نزاع عنيف بين الدول الثلاث، حيث تقول بيروت بان المنطقة لبنانية، تؤيدها في ذلك دمشق، في حين تقول تل أبيب إن المنطقة جزء من سوريا وأن مصيرها ينبغي أن يتقرر عبر مفاوضات السلام مع إسرائيل في المستقبل.