وسط ترقب الدوري السعودي.. ميلان يضع بن ناصر على لائحة البيع    حنكة دبلوماسية..دور حكيم ثابت وقناعة راسخة للجزائر    أكنّ للجزائر وتاريخها العريق تقديرا خاصا..وكل الاحترام لجاليتها    مهرجان عنابة..عودة الفن السابع إلى مدينة الأدب والفنون    إبراز البعد الفني والتاريخي والوطني للشيخ عبد الكريم دالي    التراث الثقافي الجزائري واجهة الأمة ومستقبلها    مطالبات بتحقيقات مستقلّة في المقابر الجماعية بغزّة    تقرير دولي أسود ضد الاحتلال المغربي للصّحراء الغربية    استقالة متحدّثة باسم الخارجية الأمريكية من منصبها    تكوين 50 أستاذا وطالب دكتوراه في التّعليم المُتكامل    ثقافة مجتمعية أساسها احترام متبادل وتنافسية شريفة    العاصمة.. ديناميكية كبيرة في ترقية الفضاءات الرياضية    حريصون على تعزيز فرص الشباب وإبراز مواهبهم    وكالة الأمن الصحي..ثمرة اهتمام الرّئيس بصحّة المواطن    تحضيرات مُكثفة لإنجاح موسم الحصاد..عام خير    تسهيلات بالجملة للمستثمرين في النسيج والملابس الجاهزة    المسيلة..تسهيلات ومرافقة تامّة للفلاّحين    استفادة جميع ولايات الوطن من هياكل صحية جديدة    قال بفضل أدائها في مجال الإبداع وإنشاء المؤسسات،كمال بداري: جامعة بجاية أنشأت 200 مشروع اقتصادي وحققت 20 براءة اختراع    الشباب يبلغ نهائي الكأس    بونجاح يتوّج وبراهيمي وبن يطو يتألقان    خلافان يؤخّران إعلان انتقال مبابي    بعد إتمام إنجاز المركز الوطني الجزائري للخدمات الرقمية: سيساهم في تعزيز السيادة الرقمية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي    سوناطراك تتعاون مع أوكيو    الأقصى في مرمى التدنيس    حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي    غزّة ستعلّم جيلا جديدا    جراء الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 34 ألفا و356 شهيدا    الأمير عبد القادر موضوع ملتقى وطني    باحثون يؤكدون ضرورة الإسراع في تسجيل التراث اللامادي الجزائري    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    بن طالب: تيسمسيلت أصبحت ولاية نموذجية    هذا آخر أجل لاستصدار تأشيرات الحج    المدرب أرني سلوت مرشح بقوّة لخلافة كلوب    جامعة "عباس لغرور" بخنشلة: ملتقى وطني للمخطوطات في طبعته "الثالثة"    "العميد" يواجه بارادو وعينه على الاقتراب من اللّقب    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    أمن دائرة عين الطويلة توقيف شخص متورط القذف عبر الفايسبوك    سيدي بلعباس : المصلحة الولائية للأمن العمومي إحصاء 1515 مخالفة مرورية خلال مارس    أحزاب نفتقدها حتى خارج السرب..!؟    مشروع "بلدنا" لإنتاج الحليب المجفف: المرحلة الأولى للإنتاج ستبدأ خلال 2026    بطولة العالم للكامبو: الجزائر تحرز أربع ميداليات منها ذهبيتان في اليوم الأول    حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    هلاك 44 شخصا وإصابة 197 آخرين بجروح    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    الجزائر العاصمة.. انفجار للغاز بمسكن بحي المالحة يخلف 22 جريحا    من 15 ماي إلى 31 ديسمبر المقبل : الإعلان عن رزنامة المعارض الوطنية للكتاب    المهرجان الوطني "سيرتا شو" تكريما للفنان عنتر هلال    شهداء وجرحى مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي    إستفادة جميع ولايات الوطن من خمسة هياكل صحية على الأقل منذ سنة 2021    السيد بوغالي يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لويس دي ألمايدا سامبايو ل''الحوار'': البرتغال سينقل خبرته في الطاقة الشمسية والسياحة للجزائر
نشر في الحوار يوم 10 - 11 - 2008

يتطرق سفير جمهورية البرتغال بالجزائر، السيد لويس دي ألمايدا سامبايو في هذه المقابلة الصحفية، التي خص بها ''الحوار'' قبل نهاية عهدته التي شارفت على الانتهاء بعد مضي أكثر من 4 سنوات في الجزائر، يتطرق إلى إمكانية استفادة الجزائر من خبرة البرتغال في استخدام الطاقة الشمسية والسياحة والأشغال العمومية والاقتصاد المبني على الخدمات في بلد الجزائر- ينوي الاستغناء عن الاستناد على الاقتصاد المبني على المحروقات.
كما يتطرق ممثل بلاد راتد الاكتشافات البحرية ''فاكسودي غاما'' والبلاد التي انطلق منها مكتشف أمريكا كريستوفر كولومبوس'' إلى التعاون العسكري بين البلدين في إطار نادي 575 نتائج رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي قبل سنة وانعكاس ذلك على الصعيدين الجزائري والإفريقي، كما يوضح رأي بلاده في الصراع حول الصحراء الغربية، وتطرق أيضا إلى منح تأشيرات شنغن للجزائريين، العلاقات الثقافية بين البلدين كما أعلن وللأول مرة أنه سعى لاستقدام نادي أفسي بورتو إلى الجزائر، وأن ذلك سيكون مع خلفه في القريب، وذكر كذلك أسطورة كرة القدم الجزائرية رابح ماجر وأشياء أخرى في هذا الحوار.
الحوار: سعادة السفير البرتغالي بالجزائر، علاقتكم بالجزائر ترجع لقرون مضت، كيف تقيمون واقع العلاقات الجزائرية- البرتغالية ونحن على مقربة من العام التاسع بعد ال2000 ميلادي؟
** السفير البرتغالي: أولا العلاقات الجزائرية البرتغالية كانت على مر الأوقات جيدة، وكل من يلاحظ، يمكنه تصنيفها في خانة العلاقات الإستراتيجية للطرفين والتي تنمو بمرور الوقت، نحن نسجل أيضا من وقفة الجزائر ومع العديد من المقاومين البرتغاليين الذين ناضلوا ضد نظام ''سلازار'' قبل ,1974 وبعد هذا العام لدينا أشياء جيدة مع القادة في البرتغال والجزائر، ونحن نأمل في إعطاء دفعة لهذه العلاقات أكثر في الميدان الاقتصادي. وعودة لسؤالكم فيما تعلق بالعلاقات السياسية، فأود القول إن البرتغال يضع علاقاته مع الجزائر في مكانة خاصة، وفي هذا الإطار وزانا العلاقات مع كل الدول المغاربية، فنحن اليوم لدينا اتفاقية صداقة مع الجزائر وشراكة في نفس المعيار التي أجريناها مع المملكة المغربية وتونس، وهي نفس الاتفاقيات القليلة والإستراتيجية التي تجمعنا مع مملكة إسبانيا وفرنسا والبرازيل. والاتفاقية المعقودة في سنة 2005 تنادي بعقد لقاء قمة بين رؤساء البلدين كل سنة لتقييم النتائج المحققة والوقوف على التعهدات المقطوعة سلفا، حيث التقى القادة في جانفي ,2007 وفي جوان 2008 كان لقاء ثان في الجزائر، كان مهما للغاية، خرج بضرورة دفع التعاون الاقتصادي، وكما لاحظتم فقد كان البرتغال ضيف شرف للصالون الدولي للمعارض في طبعته لهذه السنة الجارية والذي افتتح من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء البرتغالي ومن ثم حكمنا على هذه العلاقات بأنها ستتطور أكثر فأكثر حتى وإن كنا راضين على ما هو قائم حاليا.
فيما يخص الاقتصاد ألا تعتقد أن قرب المسافة ومتانة العلاقات السياسية بين لشبونة والجزائر، على مر السنين، يعتبر في غير ما هو متطلع إليه؟
** نعم هذا صحيح نحن على مسافة قريبة، ونحن نأمل فعل الأحسن، لدينا علاقات اقتصادية حسنة لكنها تجارية منذ سنوات، وكنا مستهلكين للغاز الجزائري، ونحن أيضا نصدر أجهزة كهربائية ومواد البناء وبعض الخدمات، لكنها تبقى ذات طابع تجاري، وفي الوقت الذي عززنا علاقاتنا الاستراتيجية مع الجزائر في الجانب الاقتصادي، أسسنا علاقات جديدة فيما يخص التعاون البنكي والمصرفي وهي خبرة نجح فيها البرتغال بعد الاندماج الاروبي، وقد مررنا بتحول سريع وناجح في نفس الوقت، يمكن القول إن نظامنا البنكي هو واحد من الأحسن في أروبا والعالم، ونحن مستعدون لمساعدة الجزائر في هذا الجانب، وهذا ليس بال''بزنس''، وإنما هو الاقتصاد الذي يمر عبر المؤسسات والحكومات، وقد بدأنا العملية مع بعض البنوك التي اختارتها الحكومة عبر وزارة المالية إقامة تقارير مع وزارتنا للمالية، ولدينا من جهة علاقات جيدة مع سونطراك بحكم أننا خامس مستهلك من الجزائر، لا سيما المؤسسة البرتغالية للمحروقات EPP ومؤسسة سونطراك، والشراكة اليوم ليست بيع مواد المحروقات لكنها فتحت استثمار مؤسسة سونطراك المؤسسة البرتغالية للمحروقات، والأهم اليوم أن الرئيس المدير العام لمؤسسة سونطراك هو عضو في مجلس إدارة المؤسسة البرتغالية للمحروقات، وهذا تقدم كبير ودلالة على رغبة البرتغال في التعاون مع الجزائر، وأيضا هناك اتفاقيات جديدة بين سونطراك وبين مؤسسات برتغالية سواء هنا أو في البرتغال للتعاون، كذلك هناك في الافق مشروع شراكة كبير لمصنع لإنتاج أنابيب الإسمنت الذي هو بصدد إنتاج 10 آلاف أنبوب بحلول شهر أفريل من سنة .2009
في مجال الاقتصاد دائما، الجزائر كبلد مهتمة بكثيرا بنقل البرتغال خبرة استخدام الطاقة الشمسية إلى ألمانيا خصوصا وأروبا عموما هل هناك تعاون مع بلادنا لا سيما وأن التقارير تؤكد أن الجزائر تستطيع تمويل كل أرجاء أوروبا مستقبلا بالطاقة الشمسية؟
** بالطبع هناك إمكانية كبيرة للبرتغال في استغلال الطاقة الشمسية لكن ليس لوحدها وإنما في شتى أنو اع الطاقات المتجددة وهذا الجانب استثمرنا فيه الكثير، فلدينا مؤسستان لهما خبرة كبيرة وعلاقة مع سونطراك، وقد شاركت إحداهما بمعرض هنا في الجزائر حول البناءات الاسلامية وهي الان بصدد العمل في الجنوب الجزائري. في شق آخر بودي أن أعرج على مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لنا وبالنسبة للجزائر، وهي قضية التهيئة العمرانية والبيئة والتنمية المستدامة، بالنسبة للمناطق الحضرية لا سيما مع مدينة كبيرة كالعاصمة الجزائر ووهران ومناطق أخرى. نحن لدينا خبرة كبيرة، حيث نمتلك مؤسسة عملاقة استطاعت الاعتناء بالجزء الكبير في لشبونة وغيرها من المدن أثناء التحضير للمعرض العالمي لسنة ,1999 وقد أعطت نتائج باهرة من الإمكانيات الضخمة وقد فازت بمناقصة هنا في الجزائر لتهيئة مدينة العاصمة وستحدث ديناميكية والتي تمس الحياة العامة للمواطن الجزائري والأكيد أنها ستحدث نسقا جديدا في العلاقات الاقتصادية التي بدأت بالنمو فعلا. وهذا يضاف للتعاون في مجال الكهرباء وهناك مؤسسات أخرى موجودة هنا ونحن نود القول للجزائريين إننا لا نشجع قدوم المؤسسات في الصنف الثاني، بل نفضل أكبر المؤسسات لأننا نعلم قدرات وحجم ومعنى القدرات الكبيرة للسوق الجزائرية والجمهور والمستهلك الجزائري على قدر عال من المعرفة في التفريق بين النوعية الجيدة والمتوسطة والرديئة، وقد شجعنا في هذا الإطار الاستثمار البرتغالي في الجزائر بدل التعامل التجاري في شكل صفقات كما أسلفت ما هو المطلوب اليوم، وما هو ناقص، أعتقد أنه يجب تفصيل الأمور على مستويين، مجيء المؤسسات الكبرى البرتغالية وإقامة سوق كبيرة في أي من القطاعات سواء في الأشغال العمومية والطرقات، وهذا عبر العديد من السنوات سيحدث روابط في قطاعات أخرى بعد نجاح المؤسسات التي قدمت إلى هنا أولا وهذا سنشئ التنافس الاقتصادي الجزائري والديناميكية ويمكنكم أن تتصوروا المساهمة البرتغالية في بناء 20 طريقا سريعا، وهو الاختصاص الذي نمتلك فيه خبرة طويلة، ونحن الأحسن في هذا المجال في العالم، ولدينا طرق أقيم عليها محطات خدمات ومحال مشهورة أروبيا وعالميا بها مطاعم وفنادق ومحال مختلفة ومساحات كبرى، وكذلك من حيث حماية المسافرين فنحن نسجل أقل نسبة في حوادث الطرقات مقارنة بالسنوات الماضية، ويمكن أن نشارك في بناء مطارات وموانئ وعشرات الأشياء التي يمكن أن تحدث حركة مالية كبيرة لرجال الأعمال من الطرفين ونتمنى من جانب آخر من أصدقائنا في الجزائر الإسهام والمشاركة في الاستثمار في الاقتصاد البرتغالي سواء من الخواص ومن طرف الحكومة، فعلاوة على استثمار سونطراك في المؤسسة البرتغالية للمحروقات يمكن لسونطراك القيام بأشياء أخرى حتى خارج قطاع المحروقات، فالشركة البترولية الأنغولية مثلا اشترت جزءا من أسهم البنك البرتغالي ولسونطراك القدرة على ذلك، وحتى للخواص فقبل أيام كانت هناك زيارة لواحد من أكبر المستثمرين الجزائريين (إسعد ربراب) للبرتغال وقد التقى بالكثير من ممثلي المؤسسات البرتغالية ونحن نملك اقتصادا مفتوحا مع الأمريكان والإسبان والفرنسيين والبرزايل.
نعلم أن البرتغال واحدة من أكبر دول العالم مكانة في المجال السياحي، وفي المقابل تعمل الجزائر جاهدة للخروج من الاقتصاد المبني على البترول، هل هناك تعاون مستقبلي بين وزارة السياحة الجزائرية ووزارة بلدكم سعادة السفير؟
** بدأ هذا، فالجزائر لها إمكانيات ضخمة وخارقة للعادة ومحمية بالطبيعة، وهي لها قدرات كبيرة لكي تصبح بلدا سياحيا من الدرجة الأولى وتحترم البيئة وهذا أمر لم يفلح فيه الكثيرون، فهناك من نجحو في التطور الصناعي لكنهم أزاحوا مناطق طبيعية وبيئية مهمة من الخريطة، لأنهم تسرعوا في ذلك ولم يعوا ويعطوا الأهمية والخصوصية الثقافية والطبيعية لكل منطقة من المناطق والجزائر تأخرت في جانب تطوير السياحة ولكن ولحسن الحظ فإن هذا التأخر أتى بجانب إيجابي لسد الأخطاء التي وقع فيها الآخرون في ناحية الاضرار البيئية ويجب أن نرفع التحدي في أقرب فرصة نظرا لحاجات الجزائر للمداخيل المتنوعة، نحن في البرتغال أخذنا هذه الأشياء وأسسنا صناعة السياحة عبر التكوين المتخصص والمحترف في هذا المجال، وقطاع السياحة في بلادنا هو من الأحسن في العالم ويبدأ بالتكوين الذي يوازي شهادة الليسانس في اختصاص السياحة، في النظافة وفي كل شيء وهناك مدارس في التسيير والمحاسبة وكل ماله علاقة بالطبخ الأمن الغذائي واحترام معايير الصحة، وهناك سوق آخر للسياحة الفردية في الجبال وقد قمنا باستغلال رياضات مثل الغولف، والسياحة التاريخية في مدن بها بناءات عتيقة وفنادق خاصة فيها ديكور تقليدي وحيث يمكن سماع موسيقى خاصة، ومشاهدة الخصوصية بكل منطقة وبهذا نحن نود عمل الكثير في هذا الجانب.
كان بلدكم ''البرتغال'' يرأس الاتحاد الأروبي قبل أشهر ما هي النتائج التي ترونها قد تحققت في جانب العلاقات الأروبية الجزائرية والإفريقية؟
** البرتغال أخذ الرئاسة الأوروبية نصف السنة الماضية تقريبا واليوم هو دور فرنسا، ملاحظتي الأولى أننا قمنا برئاسة الاتحاد بحصيلة مشهود لها، فالبرتغال لم يكن له ثقل كبير في الاتحاد الأوروبي، لكن له تاريخ عريق من تيمور الشرقية شرق العالم حتى البرازيل في أقصى جنوب أمريكا اللاتينية وفي جنوب القارة الإفريقية نشرا لامتداد اللغة والثقافة، والمثال الأول الذي استشهد به هو تنظيمنا لأول قمة بين الاتحاد الأوروبي والبرازيل وكانت مهمة بين رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء البرتغالي والرئيس البرازيلي، ونظمنا القمة الثانية بين افريقيا والاتحاد الأوروبي وقد قضينا 7 سنوات دون هذه القمة التي كانت أولها برئاسة الجزائر في العام 2000 في القاهرة، وهناك 4 قمم في 2000 و2007 مع آسيا، وهذا يثبت نوايا البرتغال وقد حددنا أهدافا مهمة وعلاقتنا جيدة فقد تقدمنا في العلاقات مع أنغولا والموزمبيق وغيرها من الدول. وبالنسبة للجزائر فتمنياتنا أن تصبح الجزائر شريكا مع أوروبا وتعيش بديناميكية في المغرب العربي والدول العربية والإسلامية وهي لها الإمكانية لتصبح الجسر بين كل هذه الدول وأوروبا مع تنظيمها للقضايا الاجتماعية والاقتصادية، فهناك دائما اختلافات في العادات والدين والتاريخ ولكن لدينا روابط وحتى وإن كان لدينا اختلافات لا يجب أن تقسمنا، فتمنياتنا التقرب أكثر من بلدان المتوسط، وأعتقد أن لا وجود للحواجز للتقارب عبر 4 سنوات عشتها هنا، يجب أن نستخدم الآليات، ونستخلص للتقرب، أعتقد أن 5 + 5 ستعمل لأجل هذا أكثر، وقد قيل الكثير بالنقد على مسار برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط لكن الكل مجمع على العمل أكثر وهذا جيد. والجزائر وقعت اتفاق الشراكة وهو خطوة لتعميق الطريق الذي سيصل إلى الفائدة للطرفين وكل الدول سارت على هذا النطاق، والأكيد أن هناك صعوبات، في الأول لكن بعدها الفوائد ستأتي وتحصد، والجزائر لها خصوصية يجب الأخذ بها من طرف الاتحاد الأوروبي، مستقبل الجزائر مع مستقبل البرتغال لأن هناك الكثير يربطنا، ومثلما البرتغال مرتبط بالبرازيل وأنغولا فنحن نتفهم كيف للجزائر أن تكون مرتبطة بدول المغرب العربي والدول الإفريقية.
يشهد التعاون العسكري تطورا بين بلدينا، سيما في لجان نادي 5 + ,5 ما هو تقييمكم لعمل هذه المجموعة؟
** هذا سؤال مهم، فهذا هو المجال الذي تطورنا فيه كثيرا، فالتعاون في هذا المجال يشمل الدفاع بكل مجالاته وهذا ليس محدود على المفهوم والتعاون العسكري، فهي شراكة مهمة وقد أقمنا برنامجا ثنائيا بين بلدان الضفة الجنوبية ال 5 وبلدان الضفة الشمالية ال 5 لاسيما في مجال التكوين، وهو جانب مهم بموجبه يلتقي ضباط جزائريون وبرتغاليون في هذا الإطار عبر مؤتمرات وملتقيات وندوات في مجال الدفاع والأمن والوقاية، والبرتغال والجزائر حاضران بقوة في المجال النظري والتطبيقي، وهناك حوار في جانب آخر يتعلق بحلف الناتو وشركائه، حيث تشارك الجزائر باحترام في هذا الجانب ونحن أعضاء مؤسسين في هذا الإطار، والجزائر تود تطوير قدراتها للقوات المسلحة للوصول للأهداف الاستراتيجية المسطرة ونحن نود الذهاب إلى مرحلة أخرى وهي التعاون الصناعي في المجالات العسكرية وما يتعلق بها من ''لوجستيك'' وعتاد جوي، بحري، أرضي.. الخ وهذا مهم سيخلق شراكة مهمة في المستقبل، نحن لدينا قوات مسلحة منظمة وقادرة على مواجهة التحديات، محترفة وتملك أسلحة متطورة وقد شارك من قبل الجيش البرتغالي في مناطق عديدة مثل أنغولا والموزمبيق قبل التحول الديمقراطي في 1974 واليوم أصبح يتمتع باحترافية عالية وهو يشارك في قوات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي في كل مناطق التوتر في العالم.ونحن كما قلنا نشدد على تطوير القدرات من خلال التكوين وهذا ما سنتقاسمه مع الجزائر.
شهدتم أنتم أيضا، الأمواج البشرية القادمة من الشرق والبحر من الجنوب، كيف ينظر البرتغال لمعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وهل من حلول خارج المقاربة الأمنية لحل المعظلة؟
** هذه مسألة مهمة للغاية أيضا، مسألة الهجرة غير الشرعية يجب أن نفهم أنها يجب أن تعالج ضمن خانة كل القضايا غير الشرعية التي يعاقب عليها القانون، يعني أن هذه الظاهرة يجب أن تحارب، لأن وراءها شبكات وعصابات وهناك شبكات إجرامية تشجع هذه المسائل، والأكيد أنهم على علاقة بالشبكات المتاجرة في المخدرات وهنا يكمن الخطر وهذا مظهر إجرامي. والفعل الإجرامي لا يمكن معالجته دون تعاون دولي، والبرتغال دولة أوروبية والجزائر تساعد كثيرا في هذه المسألة، من جهة أخرى هناك قضية ومشكلة أخرى تتعلق بقضايا الهجرة بشكلها العام، فيجب معالجة الأمر في الخانة الاقتصادية وليس الخانة الأمنية، لأن هذه الأخيرة لم تحسم أي أمر من هذا الوجه سالفا. وأعتقد أن الأشخاص الذين يودون الهجرة هم يعيشون أوضاعا غير جيدة من الجانب الاقتصادي والاجتماعي، والبرتغال كان سابقا في حكم سلازار بلدا مصدرا لليد العاملة والمهاجرين، وتحول اليوم إلى بلد مستقبل لهم، حيث كانت الهجرة كبيرة إلى فرنسا، حيث نملك أكبر جالية رفقة الجزائر هناك، وأعتقد أنه لو سوينا الإشكال الاقتصادي والاجتماعي لا يوجد أحد من غير الدبلوماسيين يريد ترك بلاده للاستقرار سنوات في بلاد أخرى، وأود التأكيد أن المهاجر عليه احترام قوانين البلد المستقبل مثلما على الدولة العناية بهم، وأود القول إن هناك دولا ستعاني في المستقبل القريب أزمات بسبب نقص اليد العاملة المؤهلة، والولايات المتحدة أعطت مثالا كبيرا في استقبال المهاجرين مع احترامهم لقوانين الدولة، وأعتقد أن الاحترام واجب لكلا الطرفين، فالأوروبي أيضا يحترم الديانات الأخرى، فنحن لا يمكننا القيام بتناول لحم الخنزير في شهر رمضان في شارع ديدوش مراد أمام مرأى الصائمين، لهذا يجب احترام بعضنا البعض.
في سؤال مرتبط بما قبله، هل هناك تسهيلات في الأفق لمنح التأشيرات للجزائريين؟
** أريد قول شيء مهم، إن البرتغال عضو في فضاء ''شنغن'' وهذا الفضاء أسس من أجل تبادل المعلومات بين هذا الفضاء والتنسيق بين كل الأقسام مثلما يحدث عندكم في الصحافة مع المكلف بمهام سكريتارية التحرير، وهذا الجانب أو هذا الفضاء جاء في هدفه الأول تقليص التكاليف بتحقيق أكثر النتائج وهذه مسألة ''مناجمنت'' وهو فضاء للتعاون، ونحن نتمنى خلق فضاءات مثل شنغن مثلا في جانب تسيير المؤسسات، وقد أقمنا هذا النظام لأنه مهم لتعقب المجرمين فهو نظام أمني بالدرجة الأولى، ويمكن بموجبه معرفة أي شخص يدخل لكافة الدول المنظمة لفضاء شنغن في أقل من ثوان من طرف شرطة الحدود في كل مراكز هذه الدول. وفضاء شنغن يجب أن يحترم، لأننا وقعنا شروطا وأهدافا يجب أن تحترم، من جانبنا نحن ليس لدينا مشكل مع كل من يستوفي الشروط، فبلدنا يستقبل الكثير من المهاجرين ويتفهم هذا الأمر، وعلينا الفهم بأن لا فرق بين أي دولة في منح تأشيرة شنغن لأنها تخضع لنفس المقاييس.
يجهل الكثير حجم الجالية الجزائرية في البرتغال، هل من أرقام وما هو نشاطها ومردودها؟
** أستطيع القول بعض المئات وهم لا يتجاوزون الألف، هناك سواح من الجزائر، يأتون لبلدنا وهم يستقبلون أحسن استقبال في البرتغال، وأعتقد أن هذا راجع لفوارق اللغة والتاريخ.
سعادة السفير البرتغالي، بعيدا عن الثغرات القانونية في القاموس الدبلوماسي، كيف ينظر بلدكم البرتغال لإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية، سيما وأن منطقة التوتر لا تبتعد عن بلادكم إلا بمئات الأميال البحرية فقط؟
** هذه مسألة الإجابة عنها واضحة، البرتغال منخرط مع قرارات الشرعية الدولية في مسألة الصحراء الغربية، نحن نأمل في حل تفاوضي في إطار الأمم المتحدة، وهذا هو الحل الذي نراه، نحن نتابع هذه المسألة، ونتمنى لها الحل، لكننا في الوقت ذاته نتأسف وبشدة على تأخر اندماج المنطقة المغاربية والتي تعد هدفا كبيرا بسبب الصراع، نحن نتمنى أن يصل أطراف النزاع إلى حل لأن ذلك معناه ازدهار المنطقة والشراكة.
ننتقل معكم للحديث عن شيء من الثقافة التي تجمع بلدينا بحكم التجاور المتوسطي، بعد أكثر من 18 سنة على زيارة الفنانة البرتغالية ليندا دي سوزا، كيف يرى ممثل البرتغال بالجزائر زخم العلاقات الثقافية بين البلدين اليوم؟
** نعم هذا جانب مهم، وبالنسبة إلينا فهناك زخم وتطور في هذا الجانب، اليوم عاد تدريس اللغة البرتغالية في الجزائر وللعام الثاني على التوالي بعد انقطاع دام 15 سنة وأعدنا إنشاء هذا الكرسي بجامعة الجزائر، وقد أقمنا أسبوعا سينمائيا في الجزائر بجامعة الجزائر ببوزريعة كان مضمونه متعلق بالهجرة، وكان هناك عرض للمؤسسة البترولية PARTEX في الجزائر للبناءات الإسلامية وقد افتتحت في 16 / 12 / 2007 من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في إطار الجزائر كعاصمة للثقافة العربية، وكما قلت إن كان هناك دراسة للهجرة البرتغالية تحت عنوان الذهاب والعودة وتتحدث عن الاندماج، واليوم لدينا أكبر جالية من أوكرانيا حيث قطعوا كل أوروبا واستطاعوا أن يندمجوا بسرعة مع المجتمع البرتغالي.. وفي اعتقادي أننا سنصل أكثر لعلاقات أجود في هذا الإطار الذي سيخلق جسورا للسلام والمحبة بين شعبين ولفهم كل واحد منا الآخر أكثر.
سؤال أخير، نود أن نختم بالرياضة، هل من إمكانية للتعاون الرياضي، وبناء مدارس كروية في الجزائر، لاسيما وأن البوابة البرتغالية كانت طريق الشهرة لأحسن لاعب جزائري شرف الكرة البرتغالية رابح ماجر عبر كل الأزمنة؟
** نعم هذا شيء مهم للغاية، وأود أن أقول شيئا في هذا الإطار فيما يتعلق باللاعب الجزائري رابح ماجر، فقبل أشهر من اليوم قام نادي ''أفسي بورتو'' باحتفالية كبيرة بمناسبة تأسيس الفريق ولا أذكر إذا كانت الذكرى المئوية وقد أنجزوا قرص (DVD) خاص بأحسن منجزات الفريق، وبالطبع أخذت رمية الكعب للاعب ماجر أكبر المساحات في ذلك اللقاء التاريخي في النهائي الأوروبي ضد بايرن ميونيخ الألماني، وقد كانت تلك الصور تعرض في الأسواق والمساحات الكبرى والمتاجر، وقد أعجبني ذلك المشهد أثناء قضاء إجازتي في البرتغال وقد رأيتها أكثر من مائة مرة، وقد كان ذلك مشهدا ذا دلالة لمكانة ذلك اللاعب في حياة كل البرتغاليين بحكم أنه انتصار على المستوى الأوروبي والعالمي لكرة القدم البرتغالية، وفي الحقيقة لدينا الكثير للعمل في هذا المجال، فقد وقعنا اتفاقيات رياضية مع الجزائر في 2007 وخصوصا فيما يتعلق بالمراقبة ضد تناول المنشطات، ونحن لدينا مخبر جد متطور في هذا الإطار، لاسيما وأننا نظمنا كأس الاتحاد الأوروبي في العام ,2004 وقد أخذنا بكل التطورات في هذا الجانب وسنعمل على نقل هذه الخبرة إلى أصدقائنا في الجزائر، وحسب علمي فهناك مخبر وحيد حاليا في كل القارة الإفريقية يتواجد بجنوب إفريقيا لما له علاقة بتنظيم حدث كأس العالم في .2010 والجزائر لها نظام لمراقبة تناول المنشطات، ونحن نود محاربة هذه الآفات لأن الرياضة تعتمد على الشفافية، وفي الرياضات الأخرى لنا تعاون، فلدينا الكثير من الجزائريين الذين يلعبون لنوادي برتغالية في الجيدو، كرة اليد ونحن نعلم هذا من خلال منح التأشيرة للاعبين والفرق، وقد كان واحد من بين أهدافي استقدام نادي بورتو للجزائر، لكن هذا لم يحدث مع نهاية العهدة نتيجة الأجندة المملوءة للنادي، لكن هذا سيحدث مع السفير الجديد للبرتغال في الجزائر قريبا، وهناك أشياء ستطور لعبة كرة القدم والألعاب الأولمبية، وقد فاز البرتغال لأول مرة بالميدالية الذهبية في لعب جديدة لم يفز بها وضيعنا أخرى في الرياضة الأنثوية والفرق البرتغالية كبورتو وبنفيكا هما من أحسن النوادي العالمية ونتمنى وسنسجل هذا في أجندة العمل والتعاون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.