دعا محرز آيت بلقاسم إطار بالصندوق الوطني للتأمين على البطالة إلى ضرورة تحسين مناخ الاستثمار الموجه لخلق مناصب شغل جديدة في الجزائر عن طريق مضاعفة الدعم الدولة في عمليات إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لفائدة الشباب البطال، وتقديم المزيد من التسهيلات البنكية في منح القروض المصغرة حتى يتمكن هؤلاء من إنشاء مناصب عمل حر خاص بهم. وأضاف آيت بلقاسم أمس خلال ندوة صحفية بمناسبة اختتام الطبعة ال 5 للصالون الدولي للتشغيل والموارد البشرية '' سيرا '' بقصر المعارض، أن مناخ الاستثمار في الجزائر شهد انخفاضا محسوسا خلال السنة الجارية مقارنة مع السنوات القليلة الماضية، حيث تراجعت الجزائر بما يقارب عن 12 مرتبة في سلم مناخات الاستثمار للبنك الدولي خلال هذه السنة لتنتقل من المرتبة ال 131 خلال العام 2007 إلى 143 في ,2008 مقابل حصول تونس على الدرجة 68 والمغرب على الدرجة 51 في سلم ترتيب مناخات الاستثمار، وهو ما يعني - حسب المصدر ذاته - انخفاضا في قدرات التوظيف وفرص استحداث مناصب شغل جديدة في الجزائر. وأشار المتحدث وفي سياق آخر إلى ضرورة تقليص الإجراءات الإدارية في إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بغرض تحسين نسب التشغيل على المستوى الوطني، فضلا عن تخفيض فترة منح الاعتمادات اللازمة لانطلاق الأشغال، حيث يقدر عدد هذه الإجراءات حاليا ب 14 إجراء في حين لا تتعدى 10 إجراءات إدارية في المغرب و6 إجراءات في تونس، كما أن الفترة اللازمة لاستحداث المؤسسات المصغرة - حسب المتحدث ذاته - تقدر ب 24 يوما في الجزائر مقابل 15 يوما في كل من المغرب وتونس، مؤكدا أن تجاوز مثل هذه العراقيل من شأنه تحسين مناخ الاستثمار العام لترقية سوق الشغل الوطنية. وفيما يتعلق بالقروض البنكية الموجهة لخلق المؤسسات المصغرة، قال المتحدث إن احتساب نسبة المخاطر عند إنشاء هذه المؤسسات يدفع بالبنوك الوطنية إلى التحفظ في منح القروض، خاصة مع احتمال فشل المشروع في السنوات الثلاث الأولى من دخوله سوق المنافسة، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى الضمانات التي تطلبها المؤسسات البنكية لمواجهة احتمالات حدوث هذه المخاطر، غير أن عزوف البنوك عن منح القروض المالية يدفع بالعديد من خريجي الجامعات إلى دخول عالم البطالة.