" الصحة الرقمية " بفضل التقنيات الطبية المتطورة والابتكارات الجديدة والاتصالات الرقمية أصبحت هذه الثقافة الجديدة مساهمة في توفير أفضل رعاية صحية للمرضى في ظل تزايد تكاليف العلاج بالنسبة للأمراض المزمنة ونقص الأطباء .فقد أصبح من الضروري في وقتنا الراهن أن يتماشى الطب مع التكنولوجيا وإعادة هيكلة الرعاية الصحية خاصة في ظل مواكبة التقدم السريع في صناعة التكنولوجيا الطبية رغم أن هذا التحول يعرف كثيرا من التباطئ بسبب اللوائح الصارمة من طرف المنظمات والهيئات الدولية في هذا الشأن أو الجهات الوصية بالنسبة لكل دولة وأيضا إحجام الكثير من الأطباء وأصحاب المصالح من مواكبة هذا التطور ورقمن قطاع الصحة رغم وجود تسهيلات كثيرة في الرقمة الصحية منها تطبيقات سهلة التحميل عبر شبكة الأنترنت. فالكثير من مستخدمي الطب يتجاهلون أهمية التغييرات الذي ستطرأ على قطاع الصحة بفضل الرقمة الصحية فالعامل البشري سيلعب دور إيجابي في قطاع الصحة مع استخدام التكنولوجيا التي تعرف تطور مستمر ويزداد الطلب عليها في قطاعات أخرى . ومع تزايد انتشار الأمراض الوبائية والخطيرة في العالم يزداد الطلب للمعلومة والحلول والتواصل مع الأطباء وهذا الأمر يفرضه الحل التكنولوجي وهو التحول الثقافي لكيفية تأثير التقنيات التواصلية الجديدة التي توفر البيانات الرقمية والموضوعية في متناول كل من مقدمي الرعاية من أطباء والمختصين والمرضى مع اتخاذ القرارات المشتركة وإرساء الديمقراطية ونظرا للابتكارات التكنولوجية أصبحت لا تنفصل عن الرعاية الصحية بل أصبحت أنظمة الرعاية الصحية في جميع دول العالم ملزمة بالتحول الوشيك في قطاعها نحو تسخير أموال لتطوير الرعاية الصحية والاستفادة من التكنولوجيا في هذا المجال خاصة أن الوباء الأخير كوفيد -19 كشف عورة الكثير من الدول في الجانب الصحي بسبب تماطلها أو تجاهلها لرقمنه قطاع الصحة وتقديم تطبيقات وتسهيلات تكنولوجية بين المستخدمين والمرضى . فمنذ فجر الطب ، حاول الأطباء اتخاذ قرارات مستنيرة باستخدام مجموعة محدودة من الأدوات وكمية متزايدة من الخبرة التي يمكن نقلها إلى الجيل التالي ،حتى في حالة السماعة الطبية الأولى وهي عبارة عن أنبوب خشبي مجوف أدخله الدكتور لينك في فرنسا في أوائل القرن التاسع عشر ،فقد استغرق الأمر عقودا لنشر فكرة تحسين الرعاية من خلال الابتكار ،منذ ذلك الحين أصبحت الرعاية الصحية معتمدة على التقنيات ولكن استخدام ضئيل للسياسات والمبادئ التوجيهية والمناهج الجديدة في الطب خاصة بعد ظهور الانترنيت والأجهزة المحمولة ووسائل التفاعل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي وتعدد الوسائط ،فتطور القطاع الصحي أصبح مرتبط بالتكنولوجيا من الناحية التقنية والرقمية معا . كما لاحظنا في السنوات الأخيرة بالجزائر ظهور مراكز طبية خاصة أكثر رقمنة من نظيرتها العمومية باعتبار أن قطاع الصحة في دولتنا أصبح سوق يعرف منافسة قوية ومع اقتناء التقنيات التكنولوجية والرقمنة لعبت دور كبير في هذه المنافسة .وحان الوقت أن تلعب وزارة الصحة والسكان شوط مهم في اقتناء التجهيزات المتطورة في هذا المجال وتطوير القطاع بشكل يعزز ثقة المواطن في دولته.