تشهد الجزائر هذه السنة حالة جفاف مقلقة بسبب شح الأمطار والتغيرات المناخية، في وقت تسعى الحكومة لوضع استراتيجية على المدى القريب والبعيد لمجابهة الظاهرة. ويدفع تراجع نِسَب التساقطات المطرية مقارنة بالمعدلات السنوية الماضية، بالحكومة لتبني خارطة طريق للتخفيف من تأثير نقص تساقط الأمطار على برنامج التوزيع، حيث بلغت نسب تساقط الأمطار خلال السنوات الأخيرة بين 40 و50 في المئة مقارنةً بالمعدلات السنوية الماضية، خصوصاً في الجهتين الوسطى والغربية للبلاد. وكشف الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة أن من شأن ظاهرة الاحتباس الحراري الذي تمر به الجزائر أن تؤثر على الإنتاج الفلاحي، مشيرا في اتصال مع "الاتحاد" أن الجزائر لم تشهد هذه الظاهرة منذ سنوات طويلة، ما من شانه أن يؤثر على زراعة الحبوب، لافتا الى وجود شح في نسبة امتلاء السدود رغم أن الجزائر تتوفر على 81 سد، ، حيث بلغت في الغرب نسبة 15 بالمائة و 45 بالمائة بالشرق من النسبة الإجمالية المقدرة ب 32 بالمائة فقط. وميز بوخالفة بين نوعين من الفلاحين، "هناك من يعتمد على التساقط الأكبر للأمطار، وهؤلاء ستكون مردوديتهم في الإنتاج الفلاحي تتراوح بين 2 إلى 5 قنطار في الهكتار، أما النوع الثاني من الفلاحين هم الذين يعتمدون على الري التكميلي والربط بين السدود، حيث يتوقع أن يكون تأثير نقص الأمطار على محاصيلهم الزراعية اقل ضررا". وعن الحلول التي ينبغي على الحكومة اتخاذها لضمان اقل تأثير للمحاصيل الزراعية، أكد محدثنا انه يتوجب على الحكومة أن تعيد تقييم استراتيجية المياه في الجزائر، من خلال محاولة الاستغلال الأمثل للمياه الجوفية بالجنوب والتي تقدر بحوالي 45 ألف مليار متر مكعب، وكذا بناء الحواجز المائية والسدود الصغيرة على مستوى ولايات الوطن لإستوعاب المياه الرعدية المتساقطة في الصيف والتي كثيرا ما احدث فيضانات، مشيرا إلى أن 80 بالمائة من هذه المياه تسرب إلى البحر ولا يتم استغلالها، ناهيك على ان اغلب السدود مملوءة بنسبة 50 بالمائة من الأوحال والطين. كما دعا بوخالفة الحكومة إلى التفكير في طريقة مثلى لتحلية المياه لأنها تعتبر المصدر الوحيد لضمان عدم تضرر الفلاحين من نقص الأمطار.