ضعف خدمات النقل المدرسي يؤرق التلاميذ بالكريمية

جدد أولياء التلاميذ القاطنين بالمناطق النائية و المعزولة التابعة لبلديات دائرة الكريمية بالشلف التي تظم كل من بلدية حرشون و بني بوعتاب و البلدية الأم الكريمية،نداءاتهم الموجهة إلى السلطات المحلية و الولائية من أجل توفير المزيد من حافلات النقل المدرسي خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تشهدها الولاية حيث يضطر يوميا العشرات من التلاميذ بالأخص الذين يزاولون دروسهم في الطورين المتوسط و الثانوي،الإنتظار لساعات طويلة في الخلاء،دورهم ليتم نقلهم إلى ديارهم أو إلى مقرات مؤسساتهم التربوية الموجودة بمراكز البلديات المذكورة،متحملين أشعة الشمس الحارقة صيفا و البرد القارص و الأمطار شتاء.
كما يشتكي هؤلاء الأولياء من ظاهرة مغادرة أبنائهم مقاعد الدراسة في سن مبكر بسبب تدني نتائجهم التي حسبهم أسبابها تعود بدرجة أولى إلى الغيابات و التأخرات المتكررة الناجمة عن غياب المواصلات و النقل المدرسي و هذا ما يحول دون تلقي أبنائهم المتمدرسين جميع الدروس و إستيعابها بالشكل المطلوب.
و في هذا السياق،يعاني تلاميذ الطور المتوسط و الثانوي المنحدرين من التجمعات السكنية المصنفة ريفية و نائية ،على غرار البرارشة، العتاتو، الحدادو،الفلافلة، المساعدية،البساكرة، السد الصغير و غيرها من المناطق البعيدة عن مركز بلديتي الكريمية و حرشون بمسافات مختلفة تتراوح ما بين 5 و 15 كلم،الأمرين طيلة مشوارهم الدراسي و يتعذر عليهم في الكثير من الأحيان،الإلتحاق بمقاعد الدراسة في الوقت المناسب بسبب غياب النقل المدرسي و إضطرارهم إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام مهما كانت الظروف المناخية الأمر الذي يجعلهم عرضة لمختلف الأخطار بالأخص الفتيات اللواتي غالبا ما يرحن ضحية هذا التقصير و يجبرن من طرف أوليائهم على ترك الدراسة والمكوث في البيت حتى و إن كانوا من المتفوقات عن نظيراتهن.
و المشكل لا يكمن فقط عند نقص حافلات النقل المدرسي بل حتى أصحاب مركبات النقل الجماعي الخواص يعزفون على العمل على مستوى الطرقات المؤدية إلى هذه المناطق لأسباب متعددة أبرزها ضعف المدخول اليومي نتيجة العدد القليل من المتنقلين من سكان المناطق النائية المهجورة بنسبة كبيرة و غالبا السكان المتواجدين بها حاليا يتنقلون مرتين في اليوم من و إلى مقرات البلديات ذهابا و إيابا بالإضافة إلى وضعية الطرقات المتدهورة و التي ساهمت بشكل كبير في مقاطعة الناقلين هذه الطرقات التي لم تستفيد من الصيانة وتحولت مع مرور السنين إلى المسالك غير صالحة للإستعمال