يواصل تقديم واجب العزاء الى عائلات ضحايا حادث وادي الحراش    الجزائر تتلقى تعازي أوكرانيا    توقف بث 3 قنوات تلفزيونية لمدة 48 سا على كل الشبكات    112 طفلا يدخلون دائرة سوء التغذية يوميا في غزة    العدوان الصهيوني على غزة ارتفاع حصيلة الضحايا    سحب الحافلات التي يفوق عمرها 20 سنة كمرحلة ثانية    ملتزمون بتوفير كل ما يلزم من دعم طبي ونفسي لفائدة الضحايا    الجزائر العاصمة: الإطاحة بعصابة تنشط عبر إقليم أولاد فايت    هزة أرضية في تبسة بشدّة 5.8 درجات    لتقييم الإمكانيات النفطية بمحيطي العوابد وظهار.. التوقيع على اتفاقيتي دراسات بين ألنفط وأوكسيدنتال    بينهم 13 من منتظري المساعدات..الجيش الإسرائيلي يقتل 27 فلسطينيا في غزة    للمشاركة في المحادثات بين ترامب وزيلينسكي.. قادة أوروبيون في واشنطن اليوم الإثنين    اجتماع بوزارة النقل لدراسة كيفيات تجسيد تعليمات رئيس الجمهورية : هكذا سيتم سحب الحافلات المتهالكة    بداية موفّقة لآيت نوري    ضرورة التنسيق بين القطاعات لمعالجة الاختلالات    عصيان في قلب الكيان وانتفاضة ضد نتنياهو    إعلان صهيوني عن البدء بموجة جديدة من الإبادة الوحشية    الشهيد مختار كريتلي رمز للكفاح والتضحية في سبيل الوطن    تقييم الإمكانيات النفطية بمحيطي العوابد وظهار    مدرب باير ليفركوزن الألماني يشيد بإبراهيم مازة    لا بديل عن الفوز للتأهل إلى الدور ربع النهائي    مسلوق يجتمع اليوم بمحافظي اللقاءات    وزارة الثقافة تؤجّل جميع الفعاليات الاحتفالية    حملة توعوية وسط كبار المستثمرين ومربي الأنعام    وفد عن المجلس الشعبي الوطني يزور المصابين في حادث الحراش    مؤسّسة النقل البحري تدعو لاحترام مواقيت الرحلات    حجز 1750 قرص مهلوس    مصرع شخص في حادث مرور    مصابان في انقلاب سيارة    المصطلح النقدي العربي بين المعرفي والدراسات البينية    جهد مبذول لتقديم الأجود للقراء    مناقصة لتقديم خدمات المشاعر المقدسة في حج 2027    منصة لاستقبال انشغالات المؤسّسات الصحية في أكتوبر المقبل    أنظار الفاف تتجه نحو إنجلترا    كرة القدم: إنشاء شركة فرعية لتسيير واستغلال ملعب "علي لابوانت" بدويرة    البارا-جيدو: الجزائر تشارك بخمسة مصارعين في الجائزة الكبرى للقاهرة-2025    سكك الحديدية : التصريح بالمنفعة العامة لإنجاز شطرين من الخط الجزائر العاصمة-تامنغست    عين الدفلى..هلاك 3 أشخاص وجرح 31 آخرين في حادث مرور بالطريق السيار شرق غرب    وهران: تأجيل افتتاح المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي إلى ال19 أوت    كرة القدم "شان-2024" /المؤجلة إلى 2025 /المجموعة الثالثة/: المنتخب الوطني يجري أول حصة تدريبية له بنيروبي    نحو إبرام صفقة مع شيفرون وإكسون موبيل    الشبيبة تتعادل أمام فريق إماراتي    10 أيام على نهاية آجال عدل 3    الوضوء.. كنز المؤمن في الدنيا والآخرة    ناصري: الفاجعة أدْمَتْ القلوب    بوغالي يدعو بالرحمة.. والشفاء    دعم المراقبة الوبائية للملاريا المستوردة بالولايات الحدودية    سهرات متنوعة تُمتع العائلات    حج 2026: وكالات السياحة والأسفار مدعوة للتسجيل وسحب دفتر الشروط    زيد الخير يلتقي المصلح    توطيد التعاون الجزائري المصري للتصدّي للفتاوى المتطرّفة    وضع استراتيجية تعليمية لرفع وعي الشباب بتاريخهم    رئيس المجلس الاسلامي الأعلى يجري بالقاهرة محادثات مع أمين عام الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة    المخرج التلفزيوني والسينمائي نور الدين بن عمر في ذمة الله    حج 2026: وكالات السياحة والأسفار مدعوة للتسجيل وسحب دفتر الشروط    إسدال الستار على الطبعة ال13 من المهرجان الثقافي الوطني للموسيقى الحالية بقالمة    متى تكون أفريقيا للأفارقة..؟!    وطّار يعود هذا الأسبوع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حق الفقراء.. في ظلال عاشوراء
نشر في الخبر يوم 17 - 12 - 2010

كثيرًا ما ترتبط الذكرى بقرح أو فرح، بمَسرّة أو مضرّة، تزيد المرء من أثرها بتاريخ حزن وألم أو تباشير جذل وأمل، وهذه سُنّة الحياة.
لعلّ في ذكرى عاشوراء ما يجعلنا نجثو على الركب، نستلهم العبر، ونستنبئ خبر من غبر، كيف لا وقد دخل النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، المدينة مهاجرًا، فوجد اليهود يصومون عاشوراء، فسأل عن سبب ذلك، فقالوا هو اليوم الّذي نجّى الله فيه موسى من اليهود.. فصامه شُكرًا لله على هذه النعمة، وتعبيرًا عن فرح سكن القلب وطمأن الفؤاد. هكذا ديدن المؤمن، يستقبل النعمة بالشكر، والنقمة بالصبر.. ''فنحنُ أحق وأولى بموسى من اليهود''. وقد اختلف أهل العلم في كون صيام هذا اليوم كان واجبًا قبل فرض رمضان أم سُنّة مذهب أحمد، وقال غيره بأنّه كان متأكّد الاستحباب. ولا شك أنّ مرد ذلك أفضلية عاشوراء، حيث رُوِي ''أنّ يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء''، كما في حديث بقي بن مخلد في مسنده.
وأنّه ممّا رُوي فيه أنّه هو اليوم الّذي تاب الله فيه على آدم عليه السّلام. وفي حديث: ''هذا اليوم تاب الله فيه على قوم فاجعلوه صلاة وصيامًا''، وقيل هم قوم يونس عليه السّلام. ومهما يكن من أمرٍ، فإنّه يكفينا ما ورد في فضله في صحيح مسلم عن أبي قتادة أنّ رجلاً سأل النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، عن صيامه فقال: ''أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة الّتي قبله''. وإنّ من معاني الفرح الّتي تجلّل هذه الذكرى، وتشرك الأهل جميعًا صغيرًا وكبيرًا، ما جاء في حديث: ''مَن وسّع على أهله يوم عاشوراء، أوسع الله عليه سائر السَنَة''، وليس من الهدي أن يتّخِذ مندبه أو مأتمًا، بل هو يوم فرح وسعة، يغمر الأسرة المسلمة كلّها.
الزكاة وعاشوراء
وإنّه ممّا درج عليه الكثير إخراج زكاة أموالهم في عاشوراء، وليس ذلك بواجب قطعًا، إلاّ إذا صادق حول المُزكّي وسنته هذا التاريخ، لأن لكلّ صاحب مال أو مشروع مهما يكُن، فإنّ ذلك معتبر إن صادق سنته الزكوية، وعلى اعتبار أنّ النّاس ينظرون إلى سنة هجرية مضت، ويستقبلون عامًا هجريًا آخر يجعلهم أكثر تذكرا لحق الفقراء من مال الأغنياء.
والزكاة فريضة إسلامية، وركن من أركان الدِّين بنص الكتاب والسُنّة والإجماع، لا يمادي في ذلك إلاّ مكابر، قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''بُنِي الإسلام على خمس، وذكر....... وإيتاء الزكاة''. وهي حق معلوم فرضه الله تعالى على مَن ملك النِّصاب بشروطه يرد على الفقراء. وإنّ من ثمار الزكاة ما هو مادي وما هو معنوي، فمِن ذلك القضاء على الشح والبخل وأمراض النّفس البشرية الّتي تحب الكنز وتسرف في التملك، ممّا يجعل المرء مانعًا لحقوق غيره. ثُمّ إنّ الزكاة نماء للمال وزيادة له لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''ما نَقُصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ''، وقال أيضًا عليه الصّلاة والسّلام: ''حَصِّنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء''.
وفي حديث رائع ما أعظمه لو أدرك مغزاه كلّ غَنِيٍّ: ''مَا ضَاعَ مَالٌ فِي بَرٍّ وَلاَ بَحْرٍ إلاّ بِمَنْعِ الزَّكَاة''.
إنّ هذه الشعيرة الدينية تجعل المجتمع في مأمن من كلّ آفة وفي حصن من كلّ جائحة، أمّا إذا منعت حقوق الفقراء، وهمست شريعة لا يستهان بعددها في المجتمع، فإنّه يوشك أن ينفجر بركان الحقد والغضب، ويحدث في الأرض الفساد لا ندري أوّله وآخره، والله يتولانا انا بحفظه وإذا نحن تحقّقنا بقوله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى، وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ''.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.