''ما كان من محمّد إلاّ أن تناول المجتمع العربي هدمًا من أصوله وجذوره وشاد صرحًا اجتماعيًا جديدًا.. هذا العمل الباهر لم تخطئه عين (ابن خلدون) النفاذة الثاقبة. إنّ محمّدًا هدّم شكل القبيلة والأسرة المعروفين آنذاك، ومحا منه الشخصية الفردية والموالاة والجماعات المتحالفة. مَن يعتنق دين الإسلام عليه أن ينشئ روابطه كلّها ومنها رابطة قرباه وأسرته، إلاّ إذا كانوا يعتنقون دينه (إخوته في الإيمان). فما داموا هم على دينهم القديم فإنّه يقول لهم كما قال إبراهيم لأهله:''لقد تقطعت بيننا الأسباب)..''. ''كان محمّد رسول الله إلى الشعوب الأخرى، كما كان رسول الله إلى العرب''.