نددت جمعيات فرنسية مدافعة عن ضحايا منظمة الجيش السري الإجرامية، بتقليد وسام ''جوقة'' الشرف لجان فرانسوا كولان، أحد نشطاء التنظيم الإجرامي، في أول نوفمبر الجاري. وترى هذه الجمعيات بأن ذلك اعترافا من الرئيس نيكولا ساركوزي لا يساعد: ''على المصالحة ويرهن إرساء علاقات هادئة بين البلدين''. وتزامن تاريخ إمضاء المرسوم الرئاسي، بأعلى وسام شرف في الجمهورية الفرنسية، لأحد نشطاء منظمة الجيش السري، في 05 ماي 2011، مع ذكرى اغتيال 15 عاملة نظافة في وهران في 11 ماي 1962، على أيدي كومندوس المنظمة الإرهابية. وشكلت هذه العمليات أفظع الصفحات الدامية في سجل هذه المنظمة الإجرامية، التي حصدت أرواح أكثر من 3 آلاف ضحية، من جزائريين عزل وفرنسيين عن طريق تفجيرات واغتيالات. وحاولت بكل ما أوتيت من قوة إجهاض استقلال الجزائر. أما الشخص الذي قلدته الرئاسة الفرنسية وسام الشرف، فهو جان فرانسوا كولان من مواليد 1939 بالجزائر العاصمة، تجند مع فرق المظليين، قبل أن يلتحق بالجنرالات المنقلبين على ديغول دفاعا عن ''الجزائر الفرنسية''، ويترأس جمعية للدفاع عن الحقوق المعنوية لقدماء السجناء ونشطاء منظمة الجيش السري، التي تأسست في 1967 تحت إشراف الجنرال سالون. وتتناقض هذه الاعترافات والتكريمات مع تصريحات السفير الفرنسي بالجزائر والمسؤولين الفرنسيين الذين توافدوا على الجزائر، مؤخرا، للحصول على الصفقات العمومية، حول ضرورة ''قلب الصفحة والنظر نحو المستقبل''. واعتبر جون فرانسوا غافوري، ابن المحافظ غافوري، المغتال من طرف المنظمة، بصفته رئيس الجمعية الوطنية لذاكرة ضحايا منظمة الجيش السري، في مقال منشور على الموقع الإلكتروني لرابطة حقوق الإنسان فرع مدينة تولون الفرنسية، التي تترصد تحركات المنظمة: ''هذه التكريمات من بعض مسؤولي الدولة لقدماء ''أو أس أس'' باتت لا تطاق، وتشكل صدمة عميقة للجزائريين والفرنسيين، ضحايا المنظمة الإجرامية. هذه التصرفات تقف حجر عثرة في طريق المصالحة، وترهن مسار إرساء علاقات هادئة بين البلدين''.
