''لا تستطيع المشي والتحرك ولا الكلام''، يروي صابر لحمر، ابن قسنطينة الذي أمضى 8 سنوات بمعتقل غوانتانامو بخليج كوبا، معاناته خلال فترة اعتقاله، قبل أن يفرج عنه ويرحل إلى فرنسا حيث يقيم حاليا. نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن صابر، بمناسبة الذكرى العاشرة لإنشاء المعتقل: ''حرمت من النوم والطعام إضافة إلى الضجيج المنبعث من الجوار''، حيث كانت تبث أفلام خليعة بالقرب من زنزانته المعدنية التي لا تزيد مساحتها عن (2 X 5,1) متر مربع. وقال لحمر إنه تعرض لصدمات كهربائية، ودست مخدرات في طعامه لمنع النوم عنه، كما تعرض للوهج المستمر للضوء طوال 24 ساعة في جو شديد البرودة بفعل التشغيل المستمر لمكيف الهواء في وضعية التبريد. وتحدث عن يوم وصوله إلى المعتقل حيث قال: ''أبلغني أحد الحراس بأنه في جهنم أمريكية''. ووصف معتقل ''كامب V'' بالأسوأ: فالمعتقلون الذين يرفضون محادثة المحققين، يخضعون لقوانين أخرى وبرامج خاصة للتعذيب، تتضمن الحرمان من الطعام والنوم لأيام عديدة، كما تنصب محركات خلف الأبواب لا تتوقف عن العمل عدا أيام زيارة الصليب الأحمر الدولي، يقول لحمر. ومن الأساليب المستعملة في التعذيب، الصعق الكهربائي ونفث الغاز، ما يجبر السجناء على استنشاقه 15 ثانية كل 20 دقيقة يوميا''. وقال لحمر: ''في معتقل ''إيكو'' عزلنا تماما، لم أر الشمس لمدة عام ونصف العام''، مضيفا أنه أجبر على الجلوس على كرسي لمدة 18 ساعة في كل مرة خلال عمليات التحقيق. وفي إحدى المرات خاطب سجانيه: ''أنتم لا تبحثون عن الحقيقة بل شيء آخر''، وعقب عليه أحدهم: ''نعلم انك لم تفعل شيئا.. أنت هنا لتقديم معلومات''. ومن معاناة لحمر، عمليات تعذيب نفسي وبدني، ومنها إدخال سحلية الإيغوانا إلى زنزانته الصغيرة وإغلاقها عليهما معا لخمس دقائق، وصفها لاحقا لمحاميته بأن تلك اللحظات العصيبة كانت تعادل خمس سنوات''. وخلص إلى القول: ''ما نريده اليوم أن يدعوننا وشأننا، لقد خلفت هذه المعاناة نقطة سوداء في قلوبنا، ولإزالتها يجب أن نحصل على حقوقنا، أي تبرئتنا من تهمة الإرهاب، وعليهم أن يقولوا ذلك للعالم، فأنا لست إرهابيا''. وقال زميله مصطفى آيت إيدير (38 عاما) والذي أمضى سبعة أعوام في غوانتانامو، إن ''الشيطان نفسه لا يستطيع ابتكار'' مثل هذا المعتقل. وأضاف: ''لا أحد يمكنه أن يتصور كم كان الأمر مروعا. حتى الشيطان ما كان ليتمكن من ابتكار مكان مريع إلى هذا الحد. ويعاني معتقلو غوانتانامو من تعقيدات في حياتهم من حيث الحصول على مناصب عمل، حيث يصاب أصحاب العروض بالهلع عندما نبلغهم بأننا كنا في المعتقل''، موضحا: ''إن كل الجزائريين الذين كانوا في المعتقل يعانون الفاقة''، يقول لخضر بومدين الذي يقيم بفرنسا هو الآخر. ويعد لحمر آخر جزائريي البوسنة الذين أفرج عنهم بقرار قضائي في ,2008 حيث وجدت المحكمة أن لا دليل على ارتكابه للجرائم المزعومة. وتوبع لحمر، رفقة زملائه لخضر بومدين وحاج بوضلعة وبلقاسم السايح ومصطفى آيت إيدير ومحمد نشلة، بتهم التخطيط لضرب السفارة الأمريكية بسراييفو وإقامة صلات مع طالبان تمهيدا للانتقال إلى أفغانستان، ولايزال سادس المجموعة بلقاسم السايح قيد الاعتقال في السجن رفقة مجموعة أخرى من المعتقلين الحاملين للجنسية الجزائرية أو ذوي الأصل الجزائري، منهم جمال أمزيان وأحمد بلباشا اللذان يوجدان في قائمة المسرحين، لكنهما يرفضان العودة إلى الجزائر. ولا يزال هناك 171 من الرجال في السجن على الرغم من الوعود التي كتبها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لإغلاق السجن سيئ السمعة.